الإسكندرية ومنارتا الثقافة!

الرأى20-8-2021 | 17:24

كان يوما مدهشا، حافلا بدلالات وأحداث مختلفة، بدأ بعتاب من أخى الأكبر وأستاذى د. مصطفى الفقى حول ما كتبته عن مذكراته، لائما على سوء الظن، وانتهى (اليوم) بإشادات قوية ممن حضروا باتفاقيات جادة من قبل محافظ الإسكندرية المثقف، وقيادات النشر فى مصر والعالم العربي.

نعم.. كان يوما ثقافيا بامتياز، حيث كان افتتاح الدورة السادسة عشر لمعرض الكتاب، الذى يقام سنويا بمكتبة الإسكندرية، والذى تحول إلى موسم ثقافى، يتضمن عقد أكثر من ٣٣ ندوة ولقاء على مدى أسبوعين، فى التاريخ والجغرافيا والاقتصاد وعلم النفس والفلسفة، وانتهى بوسائل التواصل الاجتماعى والكورة والملاعب.

وتكفى الإشارة إلى أن حفل الافتتاح كان عبارة عن حدث ثقافى، حيث تحدث فيه كل من د. مصطفى الفقي، مؤكدا أن الكتاب ما زال خير صديق (دائم وصبور وصامت) مقارنة بوسائل القراءة الإلكترونية الحديثة، وهو ما اتفق معه محافظ الثغر اللواء محمد الشريف، الذى أشار إلى أن متعة القراءة فى الكتاب الورقي، لا تضاهيها أى متعة أخرى، خاصة بعد أن كثفت مواقع القراءة الإلكترونية من الإعلانات، التى تقطع اندماج ومتعة القارئ ومتابعته لما يقرأه.

د. هيثم الحاج رئيس، هيئة الكتاب يؤكد أننا عدنا للقراءة المكثفة، فقد كشفت تقارير صحفية أن مصر احتلت المرتبة الخامسة من بين الدول السبعة الأولى عالميا، من حيث ساعات القراءة وعمر القراء، فالمصريون يقرأون ٧٥٠ مليون ساعة أسبوعيا، بمعدل سبعة ونصف ساعة لكل فرد فى المتوسط.

محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب، أشار إلى أن معارض الكتب هى عرس ثقافى ينتظره المؤلفون والناشرون والقراء بكل شغف، خاصة أنه لم نشهد أى معرض للكتب طوال العام الماضي، مما كبد الناشرين خسائر وصلت إلى ٥٠ فى المائة، أدت إلى خروج أكثر من نسبة ٣٥ فى المائة من صناعة النشر.

وقد كان الحل فى اقتراحات سعيد عبده، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، حيث عرض عقد مؤتمر عام فى مكتبة الإسكندرية لمناقشة صناعة النشر ، وأيضا التوسع فى تطبيق فكرة شارع المكتبات بكل محافظة والتى تضيف أكثر من ألفين وسبعمائة مكتبة جديدة بالإضافة إلى ٤٠٠ مكتبة فقط موجودة حاليا فى كل أنحاء مصر.

وبالطبع تحمس د٠ مصطفى الفقى للاقتراح الأول (المؤتمر)، وكذلك فعل المحافظ محمد الشريف بالموافقة على تخصيص شارع بالمدينة؛ لتنفيذ الاقتراح الثانى (المكتبات)، هذا ملخص - غير مخل - لما حدث بالعرس الثقافى بالمكتبة.

أما ما حدث فى منارة الثقافة الأخرى (دار المعارف)، فقد كان شيئا مختلفا ولطيفا وممتعا.

فقد أطلقت دار المعارف ومنذ خمس سنوات مبادرة (أسرة تقرأ، أمة تنهض) وكان معرض هذه المبادرة يقام طوال شهور الصيف بفرع دار المعارف بالإسكندرية، وكان الصديق حلمى النمنم وزير الثقافة السابق يحرص على افتتاحه ودعمه معنويا.

هذا العام حرصنا على دعوة المحافظ محمد الشريف لافتتاح المعرض، الذى يشارك به أكثر من ٥٠ ناشرا مصريا و١٥ ناشرا عربيا، وفوجئنا بأن المحافظ قرأ كل ما كنا نرشحه للقراءة!

وبعد تفقد المعرض كان (لقاء المحبة) بين المحافظ ومجموعة من الناشرين والأدباء والقراء وقيادات دار المعارف، ومرة أخرى يفاجئنا المحافظ بأنه قرأ أغلب ما كانت تضمه مكتبة سوهاج العامة طوال فترة تعليمه قبل الجامعي، ودار حوار أدبى ممتع بين الحاضرين انتهى بدعوة المحافظ إلى لقاء ثقافى كل شهرين مع أدباء ومثقفى الثغر ، وأن يكون اللقاء الأول بدار المعارف.

نعم.. يذهب الزبد جفاء وما ينفع الناس يمكث فى الأرض.

شكرا مكتبة الإسكندرية، شكرا دار المعارف.

أضف تعليق