هوس الجماهير المصرية بمسابقة الأولمبياد، التى انتهت منذ أيام والانبهار بتنظيم طوكيو، دفع البعض إلى التساؤل «لماذا لا تنظم مصر الأولمبياد؟
التساؤل صار شائعة انتشرت فى أوساط السوشيال ميديا وغيرها من المواقع الإلكترونية عن طلب القاهرة تنظيم أولمبياد 2036، ولماذا لا تنظم مصر دورة الألعاب الأولمبية؟
منذ سنوات، تحلم مصر بإمكانية استضافة الألعاب الأولمبية ب القاهرة لتكون أول مدينة عربية تنظم أضخم حدث رياضى فى العالم.
ومع النهضة فى البنية التحتية التى تشهدها البلاد، والانطلاق إلى الجمهورية الجديدة، مكللة بإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، زاد الطموح المصرى لتحقيق هذا الحلم فى المدينة التى تبنى على مقربة من القاهرة.
قبل أن تقفز إلى ذهن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فكرة إنشاء ستاد أوليمبى ضخم فى القاهرة ضمن مساعيه لإمكانية استضافة العاصمة لأحداث رياضية ضخمة فى حجم الألعاب الأولمبية، كان محمد طاهر باشا صاحب فكرة دورة ألعاب دول البحر المتوسط ورئيس الهيئة الأهلية للرياضة البدنية فيما بعد، قد طرح فكرة إنشاء ملعب أوليمبى بمضمار لألعاب القوى فى القاهرة ليناسب مكانة مصر فى محيطها الإقليمي.
سامى شرف، السكرتير الشخصى للمعلومات للرئيس جمال عبد الناصر، كشف فى أحد فصول كتابه سنوات وأيام مع جمال عبد الناصر، أن الرئيس عبد الناصر كان يحلم ببناء ستاد رياضى ضخم رغبة فى تنظيم دورة للألعاب الأولمبية، واستعان فى ذلك بالمهندس أحمد الدمرداش تونى لوضع التصاميم وبدء البناء فى قطعة الأرض الصحراوية التى تم تخصيصها لذلك فى مدينة نصر، وأن الدمرداش استعان بالمهندس الألمانى فرانز مارش مصمم ستاد برلين الأوليمبى لتصميم ستاد القاهرة والذى جاء تصميمه متقاربًا لحد كبير مع ستاد برلين، حيث لم تستخدم أعمدة الخرسانة فى البناء بل تم حفر الأرض وصخورها وبناء نصف الملعب تحت الأرض وتحميل الجزء العلوى عليه.
تجديد الفكرة
تصريحات الرئيس السيسي كانت واضحة عقب تنظيم كأس العالم لكرة اليد فى مصر «مصر تستطيع استضافة أى حدث عالمى» وهذا تأكيد قدرتنا، ومصر تنشئ مدينة مصر الأولمبية فى العاصمة الإدارية وهى تشمل جميع المنشآت والتسهيلات والفنادق التى يمكن من خلالها تنظيم دورة أولمبية، بخلاف الخبرات الموجودة لدينا حاليا والطرق والمتطوعين وكل هذه المقدمات تؤدى إلى أنه «نعم نحن نستطيع».
أكد وزير الشباب والرياضة أشرف صبحي، أن «مصر قادرة على استضافة دورة الألعاب الأولمبية بشكل أكثر من رائع»، مستشهدًا بنجاح البلاد فى تنظيم عدة بطولات دولية وقارية من قبل.
وأضاف أن مصر يمكنها تنظيم ال أولمبياد بصورة رائعة، بالاعتماد على المدينة الأولمبية الجديدة فى العاصمة الإدارية، مع تطور البنية التحتية للطرق والمواصلات بالقاهرة، وتوفر الأماكن السياحية والأثرية والفنادق.
ويرى المتحدث الرسمى ل وزارة الشباب الرياضة د. محمد فوزي، أن «مصر ستتمكن من استضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لاحقا»، حيث إن لديها مدينة أولمبية متكاملة طور الإنشاء، مضيفا أن «مصر لديها أكبر وأفضل منشأة رياضية فى الشرق الأوسط، وهى مدينة مصر الأولمبية التى يتم العمل على الانتهاء منها فى العاصمة الإدارية الجديدة».
وقال إن، «فى مدينة مصر الأولمبية الجديدة التى تدخل فى نطاق القاهرة، لدينا ملعب كرة قدم يتسع لـ90 ألف متفرج، ومجمع سباحة على أعلى مستوى عالمى وملاعب تنس و3 صالات مغطاة سعة الواحدة منها 15 ألف متفرج، بالإضافة إلى فنادق الرياضيين، مضيفا: نعيش طفرة رياضية فى مصر فى آخر 7 سنوات، منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم، لأنه يعتبر الرياضة ضمن نطاق الأمن القومي، لذلك وجّه بالعمل على تطوير المنشآت الرياضية والبنية التحتية.
فى أغلب الحالات، تزيد التكلفة الفعلية لتنظيم ال أولمبياد أضعاف المبالغ التى يتم الإعلان عنها خلال فترات التحضير.
تقول دراسة بريطانية، أجراها باحثون فى جامعة أوكسفورد، إن كل الدورات الأولمبية منذ عام 1960 تجاوزت الميزانية بمتوسط 172 فى المائة من الموازنة الأصلية، والتى تعد أعلى نسبة مسجلة فى هذا النوع من المشاريع العملاقة.
أدى عزوف الدول عن التقدم لتنظيم دورة الألعاب الأولمبية عام 2016، إلى تغيير العديد من سياسات استضافة الأولمبياد، حيث أصبح تمويل كل ما يخص تشغيل الألعاب وتنظيمها يتم من عوائد الدورة، كبيع التذاكر والرعاية والبث التليفزيوني، بالإضافة إلى مساهمة من اللجنة الأولمبية الدولية.
وأصبحت الدول المنظمة تتحمل فقط تكاليف البنية التحتية والرعاية الصحية للزوار واللاعبين.
وبالرغم من كل هذه التكاليف، ما زالت بعض البلاد تجد أن استضافة حدث بحجم ال أولمبياد نافع من عدة أوجه، منها خلق فرص عمل وتنشيط السياحة، وكذلك تصنيف المدينة كبقعة سياحية عالمية قادرة على تنظيم حدث يجمع زوارا ولاعبين من جميع أنحاء العالم.
من جانبه أكد محمد يحيى، عضو مجلس إدارة اللجنة البارالمبية، أن الفترة الأخيرة شهدت تنظيم مصر لعدد من الأحداث الرياضية الكبرى كأس العالم لكرة اليد وكأس أمم إفريقيا وبطولات عالم فى ألعاب مختلفة، وكل ذلك أعطى لمصر الثقة والقوة والرغبة فى الاستمرار على تنظيم الأحداث الرياضية.
وأوضح أن كل شيء يتم من بناء فى الدولة المصرية يدعم الملف ويخلق إمكانيات لتنظيم حدث مثل أولمبياد 2036، وهو ما يسعى إليه كل الاتحادات سواء الأولمبية أو البارالمبية، وكل المبانى فى العاصمة الإدارية تم بناؤها من خلال الأكواد الخاصة بالإعاقة لتسهيل الدخول والخروج للجميع ومن خلال مسارات محددة.