خلال احتفال الأزهر ب الهجرة النبوية الشريفة..
- المحبة والتآلف أهم وسائل النجاح في كل أمة
- أمين عام هيئة كبار العلماء: نحن بحاجة إلى تطبيق معايير الجودة الشرعية لتتحسن أحوالنا وتصلح مجتمعاتنا
- الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني: الهجرة النبوية كانت فرقانا بين الحق والباطل
تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبرالأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، نظم الأزهر الشريف احتفالية بعنوان: (هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم عبرة وعظة) بمناسبة العام الهجري الجديد ١٤٤٣ه، وذلك بحضور فضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، وفضيلة الدكتور حسن الصغير، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، وفضيلة الدكتور سعيد عامر، الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، ولفيف من قيادات الأزهر وعدد من وعاظ وواعظات الأزهر، وشهد الحفل العديد من فقرات الإنشاد الديني.
قال الدكتور سلامة داوود، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، إن الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة كانت حدثًا فارقًا في تاريخ الإسلام، انتقل به المسلمون من الضعف إلى القوة، ومن الذل إلى العزة، ومن الضيق إلى السعة، وسيظل هذا المعنى درسًا جليلًا و عبرة باقية لكل أمة أرادت أن تىقدم وتهجر الضعف والجهل والتخلف، مضيفًا أنه لا تزال هذه الأمة بخير ما علقت أجيالها بمعالي الأمور، وحببتها إليها، وكرهت إليها الكسل والتراخي وضياع الأعمار في توافه الأمور وصغائرها، ورُب همة أحيت أمة، وقليل الخير يجر إلى كثيره.
وأوضح رئيس قطاع المعاهد الأزهرية أنه يجب الثقة بأن الله تعالى لا يخذل من أخلص وأخذ بالأسباب وأتقن عمله، وإن انقطعت به الأسباب، وأُحِيط به، وتقطعت به السبل، مبينًا أن المحبة والتآلف أهم وسائل النجاح في كل أمة وفي كل مؤسسة، أما غرس الكراهية والتباغض بين الأفراد فهو العامل الأكبر للفشل، والطريقة الرشيدة السديدة للرقي تبدأ من جمع الفرقاء، وتأليف القلوب والسير نحو هدف واحد وغاية واحدة، ولنا في رسول الله أسوة حسنة، حينما هاجر إلى المدينة آخي بين المهاجرين والأنصار، فألف بين قلوبهم، فصنعت الأخوة والمحبة منهم جيلاً هو خير جيل ظهر على وجه البسيطة.
من جانبه أوضح الدكتور حسن الصغير، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، أن احتفال أهل العلم بهجرة النبي يتضمن جانبين: الأول يتعلق بمضي سنة ماضية وقدوم سنة جديدة، والثاني: أن الدعاة والمعلمين عليهم أن يتأسوا بالنبي صلى الله عليه وسلم، والواجب على كل معلم أن ينظر في حاله هل أدى واجبه على أكمل وجه أم قصر فيه، فلابد من الإخلاص لله عز وجل وأن نهاجر ليس هجرة مكان وإنما نظر في أحوالنا وحال التعليم والارتقاء به، لتتقدم بلادنا.
وأكد أمين عام هيئة كبار العلماء، أن علماء هذه الأمة عليهم حمل ثقيل وأمانة كبيرة في نشرة الدعوة إلى الله وإنتاج منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، وأننا بحاجة إلى أن نتواصى بالحق بالصبر في كل أمور حياتنا، وأن نطبق معايير الجودة الشرعية في أفعالنا لتتحسن أحوالنا وتصلح مجتمعاتنا.
وفي ذات السياق بيّن الدكتور سعيد عامر، الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني، أن هجرة رسول الله ﷺ من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة حدث تاريخي عظيم غير مجرى التاريخ البشري، موضحًا أن الأمة في حاجة ماسة إلى استلهام العبر والعظات التي تشحذ الهمم وتقوي العزائم وتجدد الأمل وتدفع عوامل اليأس والقنوط، وتأخذ بأيدينا إلى طريق النصر والتمكين ورقي المجتمع، فقد كانت الهجرة فرقانا بين الحق والباطل، وتحولًا إيجابيا نحو بناء الدولة المدنية، ولا يكون ذلك إلا بالأخذ بالأسباب والتنظيم والتخطيط، وحسن التوكل على الله والاعتماد عليه، ففي حديث الهجرة خطط النبي ﷺ تخطيطًا محكمًا من بداية الرحلة إلى منتهاها، وقد أتفق علماء المسلمين على احترام قانون السببية، وربوا عليه أتباعهم، وأشاعوه بين العامة والخاصة.
واختتم الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني، كلمته بأننا أمرنا باحترام قانون السببية، ثم أمرنا بالتوكل، فالأسباب لا تبلغ نتائجها إلا في حماية الله ورعايته، مضيفًا أنه يجب على الناس أن يجمعوا كل ما يملكون من أسباب، ثم يتوكلوا على الله لكي يتمم لهم ويحفظ عليهم ما جمعوا ويبلغ بكل شيء هدفه الذي نطلبه له، مؤكدًا أن النبي ﷺ قد حقق صدق اليقين وحقيقة التوكل على الله، فنال معية الله عز وجل، وهذا يؤكد أن الإسلام دين التوازن فلا تعارض فيه بين العقل والقلب، ولا بين التوكل والأخذ بالأسباب، وتفاصيل الرحلة شاهدة بذلك.