طارق فهمى: طالبان غيرت مفهومها فى العمل السياسى

طارق فهمى: طالبان غيرت مفهومها فى العمل السياسىطارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة

مصر24-8-2021 | 16:49

أكد د. طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية ب جامعة القاهرة أن استيلاء حركة طالبان على الحكم فى أفغانستان، وانسحاب القوات الأمريكية يمثلان تطور جديد فى السياسة الدولية بعد احتلال دام 20 عام والقوات الأمريكية تحارب حركة طالبان بعد أن خسرت الحرب وفقدها آلاف القتلى ومليارات الدولارات خلال حرب الاستنزاف الطويلة التى استنزفت القوات الأمريكية فى العتاد والمال والخسائر البشرية، لكن الأمور يجب أن تستوضح وعلينا عدم الاستعجال فى الحكم على ما أسفر عنه الموقف، خاصة بعد تصريح قادة طالبان عن نيتهم فى المشاركة فى الحكم، ومراجعة سياسات طالبان ونظرتها نحو المرأة ومشاركة الشباب والأقليات فى الحكم، وكذلك الاتصال ببعض رؤساء أفغانستان للمشاورة فى شأن حكم البلاد.

ويواصل د. طارق فهمى حديثه أنه من المبكر الجزم بأن حركة طالبان غيرت من مفهومها فى العمل السياسى بعد 20 عام من العنف الذى مارسته فن الشعب الأفغانى والقوات الأمريكية المحتلة، ولكن هناك ظواهر تشير إلى أن الحركة بصدد مراجعة المواقف تجاه التعامل مع المرأة الأفغانية، وكذلك الأقليات العرقية، خاصة فى القوى المناوئة لها خاصة فى منطقة شمال شرق أفغانستان (مجموعة أحمد شاه مسعود)، وكذلك ارتباط حركة أفغانستان مع بعض الحركات المتطرفة مثل القاعدة وداعش، خاصة أن تنظيم القاعدة موجود فى 18 إقليم من أقاليم أفغانستان، وهاتان الحركتان من الحركات المتطرفة الدولية عابرة الحدود.

وتابع: كل هذه الإشكاليات تنتظر الإجابة من قيام حركة طالبان، وهل ستفكك الحركة ارتباطها بهذه الحركات كافة المشكلات العالقة تجاه الأقليات والشباب والمرأة، وهناك تحركات دولية تراقب تصرفات الحركة بعد أن أعلنت كل من روسيا والصين استعدادهما التعامل مع الواقع الجديد فى أفغانستان أى اعترافهما بحركة طالبان واستعدادهما للتعاون معها، كما أعلنت دول أوروبية استعدادها أيضا للتعاون مع الحركة بعد أن تغير الحركة سياساتها القائمة على العداء والعنف، وأمام كل هذه التغيرات الهامة فنحن أمام مشهد مفتوح، والأيام المقبلة ستجيب عن كل هذه التساؤلات حسب ما تسفر عنه سياسات طالبان الداخلية والخارجية، وكذلك ردود الفعل الدولية تجاه التعامل المستقبلى مع طالبان، لكننا يجب أن نعترف بأن أمريكا قد فشلت، وأن الأمور قد خرجت عن يدها، ولكن من المؤكد فإن الشعب الأفغانى موجود، وهو الذى سيحسم أمره فى النهاية، وستظل طالبان جزء من الشعب الأفغانى وأحد فصائل هذا الشعب، وليس كل الشعب الأفغانى.

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2