وضع المصريون القدماء أول تقويم فى تاريخ البشرية قبل 75 قرنًا تقريبا، من خلال رصدهم لفيضان نهر النيل الذى يمنحهم الحياة والنماء والخير، ويحل اليوم 29 أغسطس أول أيام تحوت، وهو أول يوم فى التقويم المصرى، وتحوت أو توت إله الحكمة عند الفراعنة، ويعتبر من أهم الآلهة المصرية القديمة .
وسمي هذا التقويم باسم "تحوت" حيث يرمز الأسم إلى الإله تحوتحتى كما أن البعض يطلق على التقويم المصري اسم التقويم التوتي، وأول شهور السنة المصرية هو شهر "توت" جحوتي، تحوت، توت، هي أسماء لرب الحكمة والحسابات والفلك عند قدماء المصريين ، ويعتبر تحوت أو توت هو إله الحكمة عند المصريين القدماء وهو أحد ارباب ثامون الاشيمون الكوني يعتبر من أهم الآلهة المصرية القديمة، وتم رسمه قديمها برأس أبو منجل، و أعاد اليونانيون تسميته بـ"هرمس" ولقد رآه اليونانيون كمبعوث الآلهة تماما ك"هرمز".
وينسب المصريين القدماء الفضل لتعلم الكتابة والحساب إلى الإله تحوت وهو يصور دائما ماسكا بالقلم ولوح يكتب عليه وله دور أساسي في محكمة الموتى حيث يؤتى بالميت بعد البعث لإجراء عملية وزن قلبه أمام ريشة الحق ماعت ويقوم تحوت بتسجيل نتيجة الميزان، ويحتل تحوت مركزا هاما فى الديانة المصرية القديمة، فيربط به دور الوسيط بين ألهة الخير والشر، وتقول أسطورته إنه عاصر 3 صراعات بين الخير والشر، وكانت الثلاثة صراعات متماثلة من حيث المبدأ مع تغير فى المتصارعين بحسب زمن كل أسطورة .
وكشفت دراسات فى التاريخ المصرى أن المصريين القدماء اكتشفوا أن فيضان النيل يتدفق فى موعد ثابت مع ظهور نجم معين يشرق مع الشمس على معبد مدينة أون "هليوبوليس- عين شمس الحالية" هو نجم سيديت أو سيروس أو الشعرى اليمانية، وأن هذا النجم هو أول نجوم المجموعة المعروفة باسم الكلب الأكبر، وأنه من خلال مراقبتهم لهذا النجم ورصد حركته لعدة سنوات توصلوا إلى تحديد طول دورته الفلكية "الدورة الشمسية" بدقة متناهية وصلت إلى حد الإعجاز فى ذلك الوقت الذي لم تكن لديهم ما لدينا الآن من أجهزة قياس ورصد.
وحددوا طولها بـ 365 يومًا وخمس ساعات، و49 دقيقة ، و45 ثانية، أى بفارق يوم كل 128 سنة، ووضعوا هذا المقياس الزمنى أساسًا لتقويمهم، وكان يوم ظهور نجم الشعرى اليمانية الذى يأتى مع موعد فيضان النيل هو يوم ميلاد العام الجديد، وأطلقوا على هذا التقويم اسم التقويم التحوتي نسبة إلى تحوت إله المعرفة والحكمة وقياس الزمن، ومن هنا كان الفراعنة القدماء هم أول من وضع تقويم في تاريخ البشرية.
ونظرًا لأن هذا التقويم ارتبط بالنيل والحياة الزراعية فى مصر ومواسم رى الأرض والزراعة والحصاد؛ قسم المصريون القدماء السنة إلى ثلاثة فصول كل منها أربعة أشهر تبدأ بفصل الفيضان، ويبدأ من شهر يوليو حتى شهر أكتوبر، وثانيها فصل بذر البذور الذى يبدأ من نوفمبر، وثالثها فصل الحصاد ويبدأ من شهر مارس، وكانت بداية العمل بهذا التقويم فى العام الأول من حكم الملك "حور عما" ابن وخليفة الملك مينا عام 557 ق م طبقا لما أرخ له المؤرخ المصري مانيتون، حيث كان المصريون يحتفلون بعيد رأس السنة يوم 19 يوليو من كل عام طبقا للتقويم الحالى بدءًا من عام523 ق م.