فى ظل تزايد أعداد خريجى الجامعات والمعاهد المصرية من الشباب المصرى الواعد فى مقابل انحسار فرص العمل والتشغيل بالمؤهلات التى يحملونها خاصة من خريجى كليات الهندسة والحاسبات والمعلومات من الجامعات الحكومية وكذلك الجامعات والمعاهد الخاصة وجدت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى " التدريب الرقمى " ملاذا وسبيلا لتمكين الشباب المصرى ودمجه فى سوق العمل المستقل عبر الإنترنت وذلك من خلال مبادرات التدريب الرقمى التى خصصت لها الوزارة ملايين الجنيهات من أجل توفير المزيد من فرص العمل.
ومن أهم محاور إستراتيجية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هو تنمية القدرات البشرية التى تمثل عنصرا أساسيا للنهوض بصناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وقد استطاعت الوزارة مضاعفة أعداد المتدربين خلال الثلاث سنوات الأخيرة عشر مرات وتستهدف الوزارة 500 ألف متدرب باستثمارات 500 مليون جنيه خلال العام المالى الحالي.
وتشمل هذه المبادرات ( مبادرة مستقبلنا.. رقمى ) التى تهدف تدريب 100 ألف شاب على مهارات العمل الحر فى مجالات تكنولوجيا المعلومات المتطورة وذات الطلب المتزايد ومبادرة "شغلك من بيتك" ومنحة "تمكين الشباب للعمل المهنى الحُر" والتى تهدف إلى تدريب 20 ألف شاب على مهارات العمل الحُر عبر المنصات الإلكترونية.
وتشمل مبادرات التعلم الرقمى المبادرة الرئاسية "رواد تكنولوجيا المستقبل"؛ وهى منصة رقمية لتوفير التدريب في 45 مسارا تدريبيا في تخصصات تكنولوجية متقدمة بالتعاون مع كبرى الشركات التكنولوجية، وبشهادات معتمدة من جامعات عالمية.
وتضم المبادرة أيضا البرنامج التدريبي "مبرمجي المستقبل"، وهو منحة تدريب مجانية في أساسيات البرمجة لطلبة الصف الأول الثانوي المتميزين ويتم من خلالها منح شهادة معتمدة من المنصة العالمية "يوداسيتي" للتعلم الإلكتروني.
- وتشمل المبادرة أيضا اطلاق المنصة الرقمية "مهارة تك" لتدريب الشباب فى عدد من التخصصات التكنولوجية الدقيقة باللغة العربية من خلال 10 مسارات .
وقامت الوزارة أيضا بإطلاق منصة للتعلم عن بُعد تستهدف فئات المجتمع المختلفة في كافة أنحاء الجمهورية لنشر الثقافة الرقمية بشكل آمن وفعال وذلك بالتعاون مع مؤسسةICDL العربية
كما تم إتاحة منح مكثفة لتدريب شباب مصر داخل محافظاتهم تشمل برامج تلائم هوية أعمال مكان المنشأ وبما يتلاءم مع النشاط الصناعى واحتياجات كل محافظة .
ومن ضمن مبادرة الوزارة للتدريب الرقمى تنفيذ برامج لبناء القدرات الرقمية للعاملين بالجهاز الإدارى للدولة .
وكذلك مبادرة وظيفة تك بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى لربط البرامج التدريبية مع احتياجات الصناعة لتشمل اتاحة التدريب على تكنولوجيات متخصصة .
ومبادرة "قدوة- تك" لدعم المرأة المصرية وتمكينها باستخدام تكنولوجيا المعلومات من خلال دعم مهارات رائدات الأعمال من صاحبات الحرف اليدوية فى مجال التسويق الرقمي، والتجارة الإلكترونية .
ومبادرة لتأهيل شباب المجندين أثناء تأديتهم لفترة تجنيدهم بالتعاون مع وزارة الدفاع.
وذلك بالإضافة إلى إطلاق مبادرة لإتاحة قروض ميسرة لتمويل أجهزة الحاسب الآلي المحمول للمتدربين الملتحقين ببرامج التدريب المختلفة ب وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
وكذلك يتم تنفيذ برامج تدريب تكنولوجي متقدم في التخصصات التكنولوجية ومنها وبرنامج تدريب متخصص فى الذكاء الاصطناعى بالتعاون مع كلية علوم الحاسب بفرنسا .
ودعما لمنظومة التعليم الفنى؛ وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم قامت الشركة المصرية للاتصالات بإطلاق مدرسة للتكنولوجيا التطبيقية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات؛ لاعداد جيل من العمالة الفنية المؤهلة فى تخصصات تكنولوجية حديثة .
وسعيًا نحو بناء قاعدة صلبة من المهارات الرقمية؛ أنشأت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع وزارة التعليم العالى والبحث العلمى جامعة مصر المعلوماتية فى مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة؛ لتكون أول جامعة متخصصة فى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى إفريقيا والشرق الأوسط؛ حيث من المقرر أن تبدأ الدراسة بالجامعة خلال العام الدراسى المقبل بالتعاون مع كبرى الجامعات الدولية المتخصصة فى هذه المجالات .
كما أطلقت الوزارة مبادرة " بُناة مصر الرقمية " وهى منحة من الدولة مقدمة لعدد الف شاب من المتفوقين من خريجى كليات الهندسة والحاسبات والمعلومات؛ وترتكز على رؤية جوهرها بناء كوادر تقنية عالية التخصص؛ من خلال برنامج أكاديمى وعملى مكثف ومتكامل يحصل على آثره الملتحقين به على درجة الماجستير المهنى فى مجالات الذكاء الاصطناعى، وعلوم البيانات، والأمن السيبرانى، وعلم الروبوتات والأتمتة، والفنون الرقمية، بالإضافة إلى شهادات تدريب معتمدة من كبرى الشركات العالمية المطورة للتكنولوجيا، وأيضا شهادة فى المهارات القيادية والإدارية، وأخرى فى اللغة الإنجليزية من كبرى الشركات العالمية المتخصصة .
وعن مبادرات التدريب الرقمى وسعى الوزارة للاستفادة من الثروة البشرية فى مصر يقول الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات : إن زيادة أعداد المتدربين تقترن بالاهتمام بكفاءة وجودة المحتوى التدريبى وذلك من خلال عقد شراكات والتعاون مع كبرى الشركات العالمية والمؤسسات الأكاديمية المتخصصة لإكساب المتدربين خبرات تطبيقية وتدريب متميز على أحدث الأساليب والتكنولوجيات .
وأضاف طلعت :أن الوزارة تسعى إلى انتقاء التخصصات المطلوبة فى سوق العمل مثل التكنولوجيا المالية والفنون الرقمية وعلوم البيانات والذكاء الاصطناعى وغيرها من التخصصات التى يزداد الطلب عليها، فضلا عن توجيه العناية نحو صقل المهارات الشخصية وكذلك الخبرات العملية المكتسبة خلال فترة التدريب لضمان تأهيل المتدربين لسوق العمل والمنافسة فى السوق العالمى.