يجب أن تتقبل اختلاف الرأى وتستمع جيدا لوجهة نظر الآخرين وأحذر أن تستخدم اسلوب السخرية أو التهكم أو تسفيه رأى الآخر، وإنما يكون الاعتراض على الرأى بتقديم مبررات التصحيح إن وجدت أو قبول الرأى الآخر.
إن الاختلاف دائما يثرى مضمون اى حوار فى كل المجالات سواء اجتماعية أو اقتصادية أو علمية أو ثقافية حتى فى الامور العسكرية يتم الحوار والمناقشات قبل اتخاذ إجراءات التنفيذ الصارمة، هكذا تأخذ الأمور فلا يمكن أبدا فرض الرأى على الآخر مهما كانت الحجة التى لديك فى عرض الرأى وانما تكون المناقشة والحوار واعطاء الفرصة كاملة لعرض الرأى الآخر حتى ولو كنت صاحب القرار النهائى من الأفضل بل من الضرورى أن تستمع جيدا لوجهة النظر المختلفة فذلك يعطى إثراء وتشجيع على تكوين رؤية ورأى إن لم تصيب مرة سوف تصيب بعد ذلك عشر مرات
وفى معظم المجتمعات الناجحة فى إدارة شئونها يكون طرح المشكلة لأخذ الآراء من عامة الناس اولا ثم يعقب ذلك اراء المتخصصين ثم المفاضلة بين أكثر من رأى لحل المشكلة وربما يكون رأى الأغلبية هو الحل الاخير إذا تعذر الاتفاق على رأى واحد.. هكذا تكون ثقافة الاختلاف والتى لا غنى عنها أبدا لخلق جيل قادر على العطاء والبذل والتضحية لإيمانه أن له رأى وصوت يحترم فذلك هو أساس الانتماء ورسوخ عوامل الولاء للوطن، فعندما يشعر المواطن أن له رأى يسمع وصوت يحترم فبذلك نؤسس لقاعدة هامة وهى دعنى اختلف معك وليس عليك.
إن ثقافة الاختلاف هى سد منيع أمام سطوة التطرف وفرض الرأى تحت أى مسمى سواء كان الدين أو حتى دعاوى الوطنية؟؟! فهناك قاعدة هامة وهى إذا اردت أن تحترم رأى الآخر فلا تضع له شروط أو محاذير أو تخوفه بمسميات أو مسلمات أو خطوط حمراء وإلا يصبح من يمتلك الصوت العالى هو فقط صاحب الرأى السديد وهو ما يستغله وتستخدمه جماعات التطرف الدينى وحتى التطرف السياسي، الأولى باسم الدين والثانية باسم الوطن.