استقبل الدكتور طارق توفيق نائب وزيرة الصحة والسكان لشئون السكان، اليوم الخميس، بمقر المجلس بالمعادي، مع عدد من علماء الدين الإسلامي والمسيحي، وذلك لبحث إعداد دليل للتوعية بالمشكلة السكانية، ليكون مرجعاً للدعاة أثناء قيامهم برسالتهم السامية والتوعية بقضايا السكان.
وقال الدكتور طارق توفيق، إن المشكلة السكانية، هي المشكلة الأم التي تواجه جهود التنمية في مصر، متسائلاً " كيف سنفعل بعد عشر سنوات أو 20 عاماً من الآن إذا استمرينا بنفس معدلات الزيادة السكانية، كيف سيكون حال الفرد وحال الأسرة، وحال نصيبه من الخدمات الصحية والتعليمية، وكيف سيكون نصيب الفرد من الموارد ، في ظل محدودية مواردنا ، فمهما قامت الدولة بمشروعات وجهود متواصلة ليل نهار، في ظل هذه المعدلات من الزيادة السكانية ، لن تكفي.
وأضاف أن معركة الوعي بمشكلة الزيادة السكانية لابد أن نخوضها الآن وليس غد ، فانخفاض الوعي بها ، يترتب عليه مشكلات متعددة تربوية واجتماعية واقتصادية وصحية وبيئية ، لافتاً إلى أن العمل على زيادة التوعية بمخاطر الزيادة السكانية وأثارها على الفرد والمجتمع ،يواجه أرضاً ليست ممهدة ومليئة بأشواك من الأفكار والموروثات الثقافية التي تتطلب عناية بالغة وتكاتف على مستوى الأفراد والمجتمع والمؤسسات ، حتى نستطيع تغييرها.
وأكد على أن للدعاة منزلتهم وتأثيرهم في قلوب الناس ، مشيراً إلى اللقاء الذي جمعه اليوم بعدد من علماء الدين الإسلامي والمسيحي الهدف منه العمل على إعداد دليل توعوي لرجال الدين من منظور تنموي ، ويؤسس لمنهجاً واضحاً نحو مفهوم "بناء الإنسان "، حتى يؤثر في سلوك الأفراد بما يرفع من مستوى معيشتهم ويوفر لهم نوعية حياة أفضل، خاصة أن الدولة توجه دائماً نحو تكثيف الجهود وتضافرها لتحقيق الأهداف المرجوة من السياسة السكانية في مصر.
وأشار إلى أنه على الرغم من بذل جهود على مدار عقود من الزمان في إطار التوعية بمشكلة الزيادة السكانية، إلا أنها كانت تتم على زوايا ضيقة من القضية وإغفال جوهرها وهو بناء الإنسان وتنميته، لذلك فإن الدافع الأساسي لإعداد هذا المنهج هو بيان الحقيقة والرد حول ما يدور في الأذهان حول قضايا السكان ، ودحض ما توارثته الأجيال من أفكار وسلوكيات ، تمثل خطر شديد على الإنسان والأوطان.