كيف يمكن أن نحمي أنفسنا من الأثر السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي؟

كيف يمكن أن نحمي أنفسنا من الأثر السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي؟صورة أرشيفية

منوعات11-9-2021 | 10:54

كلّنا نرى عبر وسائل التواصل الاجتماعي صور العارضات والمؤثرات والفنانات التي تبدو فيها وجوههن دون أي عيب وأجسامهن أيضاً. تبدو صورهن مثالية بحسب الاختصاصية في المعالجة النفسية نور واكيم. ونظراً لكثرة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من الطبيعي التأثر بما ينشر فيها.
فردود الفعل الأولى على هذه الصور تكون أقرب إلى الانبهار والإعجاب عادةً فلا يخطر بالبال عندها أن ثمة احتمالاً باستخدام الفوتوشوب للحصول على هذه الصورة المثالية أو الفلترات. فيبدو واضحاً أن وسائل التواصل الاجتماعي اصبحت تضع معايير معينة للجمال بعيدة جداً عن الواقع، وهي أقرب إلى الخيال والمثالية، ويصعب بلوغها، لأن الكمال غير موجود.

من الطبيعي في مثل هذه الأوقات أن يتجه كثيرون إلى التشبه بالمشاهير والسعي إلى تقليدهم لاكتساب هذه الطلّة المثالية، بغض النظر عما إذا كانت هذه الصورة حقيقية أو ما إذا كان هناك تلاعب فيها بالفوتوشوب أو الفلترات. ويعرف الكل أن هذا الكمال غير موجود ولا يمكن بلوغه وبالتالي لن يكون هناك رضى ذاتي وثقة بالنفس في أي وقت من الأوقات. هذا ما يؤدي إلى مشاعر سلبية وتراجع في الثقة بالنفس وإحباط في محاولات متكررة فاشلة لا يمكن في الواقع أن تصل إلى نتيجة. لكن تستمر المحاولات ظناً أنه يمكن النجاح في تحقيق الهدف.

وتضيف واكيم: أن ثمة احتمال كبيراً بأن تتأثر السلوكيات الغذائية بهذه المشاعر السلبية الغالبة في مثل هذه الأوقات، وعندها يزيد خطر التعرض لاضطرابات الأكل ومشاكل غذائية في محاولة للتشبه بالمشاهير واكتساب الرشاقة التي يتمتعون بها. علماً ان صورة الشخص الخاصة ترتبط بشكل أساسي بنظرة الشخص إلى نفسه والمشاعر السلبية وتلك الإيجابية التي يمكن أن تنتج عن ذلك. ويمكن أن تتأثر الثقة بالنفس عندما يصبح هناك فجوة بين نظرة الشخص إلى ذاته وبين النظرة إلى الصورة التي يمكن الحصول عليها باستخدام الفلترات. عندها يشعر الشخص أنه ليس بالمستوى المطلوب ويمكن ان يقوم بمزيد من الجهد ليكون أكثر جمالاً.

ماذا عن الأثر الإيجابي لوسائل التواصل الإجتماعي؟

الأثر الإيجابي لوسائل التواصل الإجتماعي يكون حكماً من خلال رسائل إيجابية يوجهها المؤثرون من خلالها، وفق ما توضحه واكيم، كما فعلت عريضة حين توجهت برسالة إلى الشابات ليثقن بأنفسهن ولا يتأثرن بما يرونه عبر وسائل التواصل الاجتماعي من صور مثالية لا ترتبط بالواقع. فكثر يسلطون الضوء على مشاكل معينة قد لا يركز عليها آخرون، لكنها مهمة لتأثيرها الإيجابي على الناس. هذه الأمور تشجع الناس على أن يحبوا أنفسهم ومظهرهم بكل ما فيها من عيوب أو تشوهات. هذا جانب مهم جداً في وسائل التواصل الاجتماعي له أثر إيجابي على المتتبعين، وإن كان لا يركز الكل عليه رغم اهميته في تحسين النظرة إلى الذات.

تتوجه واكيم بمجموعة من النصائح يجب التقيد بها ليحمي كل شخص نفسه هنا:

-عدم تتبع الحسابات عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تشجع على تحقيق صورة مثالية لا عيب فيها، وعلى معايير جمالية مثالية لا وجود لها. فبمجرد عدم تتبع هذه الحسابات تتراجع معدلات متتبعيها شيئاً فشيئاً ولا يعود لها أهمية.

-التركيز على الحسابات التي تعزز الثقة بالنفس وتحسن النظرة إلى الذات مع قصص نجاح لأشخاص مروا بتجارب من الواقع تظهر فخراً بالصورة الشخصية بغض النظر عن التفاصيل الموجودة فيها.

-الحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل عام

-السعي في المدارس إلى توعية الجيل الجديد والمراهقين بشكل خاص، لاعتبار أن المراهقة مرحلة دقيقة، حول حقيقة وسائل التواصل الاجتماعي وضرورة عدم التأثر بها بشكل عشوائي لأنها لا تستند إلى الواقع في كثير من الأحيان. كذلك ينصح بإقامة ورش عمل عن مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها السلبي على النظرة إلى الذات والثقة بالنفس.

أضف تعليق

إعلان آراك 2