ألغت السلطات الفرنسية حفلا كان مقررا في واشنطن مساء اليوم الجمعة، وأكد مسؤول لوكالة فرانس برس، أن الإلغاء تقرر بعد خرق "عقد القرن" لتوريد غواصات فرنسية لأستراليا، والتي ولدت أزمة عبر المحيط الأطلسي.
كان من المفترض أن يكون حفل الاستقبال في مقر إقامة سفير فرنسا بواشنطن، للاحتفال بالذكرى السنوية للمعركة البحرية الحاسمة للحرب الثورية للولايات المتحدة، والتي انتهت بانتصار الأسطول الفرنسي على الأسطول البريطاني في 5 سبتمبر 1781.
ومع ذلك، تم الحفاظ على أحداث أخرى تشكل جزءًا من الاحتفال بالذكرى الـ 240، مثل إيقاف فرقاطة فرنسية في بالتيمور وغواصة في نورفولك، أو وضع إكليل من الزهور على نصب تذكاري في أنابوليس.
وقال وزير الدفاع الأسترالي بيتر داتون، إن أستراليا قررت التخلي عن طلب ضخم لل غواصات الفرنسية لأن ال غواصات الأنجلو أمريكية كانت في مصلحة البلاد. وقال في مؤتمر صحفي "كنا بحاجة إلى غواصة تعمل با لطاقة النووية ودرسنا خياراتنا وفي النهاية كان قرارنا يعتمد على ما هو في مصلحة بلدنا ومصلحة الأمن القومي".
واشنطن: نبهنا فرنسا قبل إعلان الصفقة.. و باريس تنفي
قالت الولايات المتحدة، إنها أجرت اتصالات مع فرنسا قبل الإعلان عن تحالف جديد بين واشنطن وكانبيرا ولندن سيشهد حصول أستراليا على غواصات تعمل با لطاقة النووية بتكنولوجيا أمريكية، لكن باريس نفت تلقيها تحذيرًا واضحًا. وصرح مسؤول بالبيت الأبيض لوكالة الصحافة الفرنسية أن "كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية أجروا اتصالات مع نظرائهم الفرنسيين لبحث قضية Aukus (اسم الشراكة الجديدة)، وذلك قبل الإعلان الذي تم يوم الأربعاء".
لكن فرنسا نفت على الفور بشدة. وقال المتحدث باسم السفارة الفرنسية في واشنطن باسكال كونفرو لوكالة فرانس برس "لم يتم إبلاغنا بهذا المشروع قبل نشر المعلومات الأولى في الصحافة الأمريكية والأسترالية، والتي سبقها بساعات قليلة الإعلان الرسمي عن جو بايدن".
في السياق نفسه، ذكر فريديريك لوميتري مراسل لوموند فى بكين، أن الصين سارعت بانتقاد إمداد الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى ل أستراليا بالتكنولوجيا التي تسمح لكانبيرا بالحصول على غواصات نووية كجزء من تحالف Aukus الجديد الذي أطلقه البيت الأبيض. اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان، أنه "غير راضٍ على الإطلاق" على هذه الاتفاقية الثلاثية التي "تقوض بشكل خطير السلام والاستقرار الإقليمي وتكثف سباق التسلح". بالنسبة له، تثير هذه الاتفاقية الشكوك حول "صدق أستراليا في احترام التزاماتها بعدم الانتشار النووي".
في نفس الوقت تقريبًا، كانت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية القومية اليومية تتحدث بشكل أكثر صرامة. وقالت: "على العالم أن يستعد لحمى ال غواصات النووية". وفوق كل شيء، تهدد الصحيفة صراحة أستراليا. في حين أنه لا يوجد صراع جيوسياسي بين البلدين، قالت الصحيفة الصينية أن " أستراليا تضع نفسها في موقع خصم للصين". ونتيجة لذلك، في حالة نشوب صراع، يمكن أن تستهدف الصين الأستراليين "لإرسال تحذير للآخرين".