دراسة نقدية.. لسلاطين الغلابة

دراسة نقدية.. لسلاطين الغلابةسلاطين الغلابة

ثقافة وفنون18-9-2021 | 13:51

كتاب سلاطين الغلابه للدكتور صلاح هاشم أستاذ التنمية و التخطيط بجامعة الفيوم هو رؤية ابداعيه ينتقل فيها الاديب بقلم رشيق من حدوته إلي آخري في رشاقه وخفه ظل الكاتب المبدع الذي امتلك أدواته بحرفية ودقه ليتذوق القاريء ابداعات المعاني الأصيلة التي تاهت في زمن العولمه ويتنقل الاديب بين كل قصه واخرى وهو متسلَح بفنون الجماليات والرؤى الفنية إلى واقع لغوى فنى جميل يحمل رسالة إنسانية عامة

و يصبح دور العمل الأدبى دورا متميزا داخل المجتمع ووعى الأفراد به باعتباره وسيلة من وسائل بث الوعى الفكرى والجمالى برسالته الأدبية والجمالية.من خلال الصراع بين الواقع والمأمول ، وهذا الصراع هو نتيجة حتمية باحثا عن انسجامية بين الواقع والمأمول بطرح الذات والوجود و التحول والمستقبل.

نال كتاب سلاطين الغلابة لمؤلفه المبدع الدكتور صلاح هاشم العديد من الإشادات فى الوسط الثقافى و صدى واسع على مواقع التواصل الاجتماعى " فيس بوك "

يتناول الكتاب العديد من الشخصيات التى تتميز بالحكمة والقاسم المشترك بينهم عشقهم الدفين لنهر النيل و الوطن و هذه الشخصيات من الواقع بنسبة 20% و تدور احداث الكتاب فى إحدى قرى سوهاج، و من بين هذه الشخصيات الحاج " حنورة " الذى كان كان يعمل " جمالاً " و مهنة الجمال كانت فى الماضى هامة للغاية حيث كان يقوم بنقل المحاصيل الزراعية من الحقول إلى المنازل و كان حنورة شديد الذكاء و الحكمة و عقب صلاة العشاء يوميا يأتى البسطاء إلى منزله المتواضع للإستمتاع إلى حكاياته و الإستفادة من حكمته و مناقشته فى كافة مناحى الحياة
وذات مرة سئل لماذا إختار مهنة أن يكون جمالاً رغم إنها مهنة شاقة فقال : تمنيت أن أكون سلطاناً و عندما أمر فى شوارع القرية أشعر كإننى ملك وبين الغيطان كإنى سلطان ألقى الترحاب والتحايا من الفلاحين، لهذا أطلق عليه سلطان الغلابة.

يتناول الكتاب العديد من الشخصيات المثيرة للجدل منها " رفاعه" صائد الثعابين و العقارب أو كما يطلق عليه الحاوى و هو له أهمية قصوى لانه يعد منقذ القرى خلال شهر أمشير من كل عام حيث تأتى رياح الخماسين بأنواع غريبة من الثعابين و العقارب و يكون هناك هلع لدى الأهالى من إنتشار هذه الزواحف و التى تختبئ داخل البيوت لاسيما إن غالبيتها كان من الطين و بها الشقوق و كان رفاعه يجوب شوارع القرية و كان يطلق صفارتة المعتادة و تستجيب له الثعابين فتظهر و يتمتم بصوت منخفض لا يفهمه أحد ثم يناديها بصوت واضح و يعطيها الأمان فيقول تعالى ببركة سيدك الرفاعى الكبير و يمسك الثعبان من رأسه و يدعو أصحاب المنزل لرؤيته قبل أن يضعه فى الجراب.

و نأتى لحكاية مثيرة للحاج " بلاش" و كان يؤمن أن رمال النيل شافية كمائة و كان يقول ذلك بصفة دائمة و ذات يوم مرض الحاج بلاش و حين قرر أولاده الذهاب إلى الطبيب قال لا تقلقوا إننى أعرف كيف أعالج أوجاعى و مكان الدواء و طالبهم بالذهاب به إلى شاطئ النيل و الدفن فى رماله الصفراء الناعمة و لم يمضى سوى أسبوع و قد خرج الحاج بلاش من مدفنة خلال شهر يوليو و تم شفاؤه و عقب ذلك تردد على مدفنة المرضى من كل مكان و أصبح البسطاء ينتظرون شهر يوليو بفارغ الصبر و تحولت هذه المنطقة إلى سوق يعج بالمأكولات و المشروبات و التسالى.

ثم نأتى لحكاية كاتم أسرار الموتى و هو " عبد له" و الذى قرر أن يكون خادما للموتى " حانوتى" حيث أدرك حقيقة الموت بنظرة مختلفة عن شباب القرية و أراد أن يتعرف عليها عن قرب فقرر أن يعمل خادما للموتى و كاتما لأسرارهم و رغم أن مهنتة كانت منبوذة من أهالى القرية و لكنه كان يعتز بهذه المهنة الإنسانية.

ويتناول الكتاب قصة المرأة و التى تسمى " محضية " و كانت ضحية للإرث الإجتماعى الذى جرد المرأة فى الصعيد فى كثير من الأحيان من كافة حقوقها الشرعية فى ورث أبيها، و يتناول الكتاب الأفراح فى القرية و إنها كانت محفوفة بالخوف و معجونة بالوجع فكثيراً ما كان الإحتفال بشم النسيم يغرق أحد الشباب وتتنتهى الأعراس أحياناً بعيار طائش فى صدر إنسان برئ، الكتاب إضافة قيمة للمكتبة العربية.

أضف تعليق