أكد الدكتور مصطفى عبد الخالق، القائم بأعمال رئيس جامعة سوهاج، تقديره لمؤسسة دار المعارف ومجلة أكتوبر، لمساهمتهما على مدار عشرات السنوات فى صناعة الوعى وإثراء ثقافة الشعب المصري، من خلال ما تقدمانه من إصدارات ومطبوعات.
وخلال زيارة له للمؤسسة وفى ضيافة الأستاذ محمد أمين، رئيس تحرير مجلة أكتوبر، تحدث عن العديد من الموضوعات التى كان فى مقدمتها استعدادات جامعة سوهاج للعام الدراسى الجديد، واستراتيجيتها لمواجهة المتغيرات المتعلقة بالكتاب الجامعى وتطوير المناهج، وإعداد الخريجين لسوق العمل، والدور المجتمعى للجامعة، وإليكم تفاصيل الحوار.
تصوير:رمضان على
التعامل مع الجائحة
بداية ما رؤيتكم للعام الدراسى الجديد ب جامعة سوهاج فى ظل جائحة كورونا؟
أولاً أحب أن أشكركم على استضافتى فى مؤسستكم العريقة التى نتشرف بأن تتلمذنا فى أيامنا الأولى على مخرجات هذه المؤسسة من المطبوعات والكتب ولا تزال هذه المؤسسة تشارك فى صنع المحتوى الفكرى لكل الشباب المصرى من خلال مخرجتها المميزة، و مجلة أكتوبر أيضًا إصدار من الإصدارات التاريخية التى نستمتع بالاطلاع على أعدادها.
أما بشأن جامعة سوهاج واستعدادها للعام الدراسى الجديد، فهى تتوافق مع الإجراءات التى أقرتها الدولة للتعامل مع جائحة كورونا المستمرة معنا منذ العام الماضي، والتى اعتمدت على تطبيق منظومة التعليم الهجين خلال العام الماضى، معتمدة على قدرات الجامعات بالإضافة إلى قدرات الطالب فى الوصول إلى المنظومة الرقمية للتعليم عن بعد من خلال المنصات الإلكترونية التى وفرتها الجامعة، والتى كانت تعتمد على قدرة الطالب فى التعامل الجيد مع المنظومة الإلكترونية من خلال الهواتف المحمولة أو الكمبيوتر فى ظل صعوبة الأمر على الطلاب التى تعيش فى القرى والنجوع وبالقرب من الصحراء أحيانًا وهى أماكن غير مؤهلة بشكل جيد لوصول خدمة الإنترنت بشكل جيد، لذلك كان حرص الطلاب على التواصل باستمرار مع المنظومة شيئًا رائعًا فى ظل الصعوبات التى واجهتهم من ظروف جديدة عليهم.
تطعيم وتدريب
وأضاف الدكتور مصطفى: هذه التجارب السابقة أدت إلى سهولة التعامل مع جائحة كورونا فى العالم الدراسى الجديد التى ينطلق فى شهر أكتوبر المقبل، وكان على رأس توجيهات وزير التعليم العالى الدكتور خالد عبد الغفار، بضرورة تطعيم 100% من الطلاب الجامعيين، وأيضا فرق هيئة التدريس، والإداريين قبل بداية العام الدراسى، وبالفعل بدأنا التنسيق مع مسئولى الصحة، وبدأنا فورًا فى استلام كميات كبيرة من التطعيمات من مديرة الشئون الصحية شملت حتى الآن 15 ألف جرعة تم نقلها بعناية وحرص من المصنع إلى متلقى التطعيم داخل المستشفيات الجامعية، فتح نقاط تطعيم طرفية داخل جامعة سوهاج وفرق أيضًا متخصصة فى نقل التطعيمات من غرف التبريد إلى أماكن تلقى التطعيمات للحفاظ على حيوية التطعيمات، وبدأنا فى استقبال جميع أفراد هيئة التدريس ومعاونيهم وأعضاء فريق الجهاز الإدارى والطلاب، وحاليًا يتم رفع تقرير من كل وحدة فرعية إلى رئيس فريق مجموعة العمل فى الجامعة التى يقوم بدوره برفعه إلى مجموعة العمل على مستوى وزارة التعليم العالى برئاسة الدكتور حسام عبد الغفار، أمين عام المستشفيات الجامعية والمشرف عليها، والدكتور محمد لطيف، أمين عام المجلس الأعلى للجامعات، ويتم عرض التقارير بشكل يومى على الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالى للبحث العلمى.
وتابع: التوجه مع بداية العام الدراسى المقبل للتعلم داخل الجامعات المصرية حضوري، بعد التطعيم بنسبة 100%، وتم تدريب أعضاء هيئة التدريس على كيفية رفع المقررات الدراسية الخاصة بهم على منظومة التعلم الإلكترونى فى ظل التوجه نحو عدم الاعتماد على الكتاب الورقى والاعتماد على المقررات الإلكترونية، وهذا الأمر كبد خزينة الجامعة مليون جنيه لتوفير منظومة تعليم إلكترونية يتم من خلالها رفع المقررات الدراسية، وتوفير أجهزة العرض داخل القاعات وأجهزة الحاسب ومنظومة دعم فنى على أكمل وجه للتعامل بشكل مثالى عند حدوث أى أعطال إلكترونية ناتجة من الضغوط الذى يتم من خلال دخول الطلاب بشكل مكثف فى وقت واحد.
المدن الجامعية
وماذا عن المدن الجامعية؟
تم تجهيز المدن الجامعية بشكل جيد بعد الانتهاء من العام الدراسى الماضى لترميم أى تلفيات ناتجة من استخدام الطلاب فى العام الماضى، لاستقبال الطلاب للعام الدراسى المقبل بشكل لائق وتم ترميم وتصيين أى تلفيات بشكل مثالى، الأمر الذى كلف خزينة الجامعة مليون جنيه بالإضافة إلى شراء مفروشات وبطاطين للطلاب وإجراء عملية صيانة كاملة لأى تلفيات للاستعداد بشكل جيد للعام الدراسى المقبل.
واستطرد: أيضًا تم تفعيل منظومة التسجيل الإلكترونى لدينا الفرق الدراسية العليا بعد السنة الأولى تم فتح منظومة التسجيل إلكترونيًا لكل طالب من منزله وليس شرطًا الحضور إلى الجامعة للتقديم فى المدن الجامعية الآن يتم التقدم إلكترونيًا وتم فتح هذا الاختصاص مع نهاية العام الدراسى المنقضى وتحديدًا فى أول أغسطس، أما الفرقة الأولى فانتظرنا التنسيق بعد ظهور نتيجة المرحلة الأولى وكان بالأمس نتيجة المرحلة الثانية من التنسيق تعرفنا من خلالها على الطلاب الراغبين فى الالتحاق ب جامعة سوهاج للالتحاق بالمدن الجامعية للفرقة الأولى وتم وضع معايير التسكين لأننا فى ظل جائحة كورونا تم تخفيض عدد الطلاب الذين سوف يسكنون فى كل غرفة فبدل من تسكين أربع طلاب أصبحت كل غرفة لا يزيد عدد تسكين بها على طالبين فقط لتقليل التزاحم فى الغرف الأمر الذى جعلنا نضع معايير خاصة لتسكين الفرق العليا.
وعن منظومة التغذية داخل المدن الجامعية، فقد تم إنشاء مطابخ داخل المدن لتجهيز الطعام وتسليمه لكل طالب وجبات مطهية داخل مطابخ المدن الجامعية، بالإضافة إلى التعاقد مع شركة ذات مستوى عالٍ جدًا داخل منظومة الخدمة الوطنية للقوات المسلحة لتسليم كل الأغذية مغلفة جميعها مضمونة صحيًا على مسئولية هذه الشركة ضمن منظومة جهاز الخدمة الوطنية.
تطور مواكب
تنسيق هذا العام الدراسى مخلتف عن كل السنوات السابقة بعد تجربة الثانوية العامة الجديدة وتطوير مناهج ما قبل التعليم الجامعى.. فكيف تحركت جامعة سوهاج لمواكبة المتغيرات؟
الأمر الذى جد على منظومة التعليم هذا العام بأنه زاد اهتمامنا بمنظومة التكويد بقياس مستوى المهارات دون الاهتمام بقياس المعارف ولتوضيح الأمور بشكل أبسط لأولياء الأمور المقصود بالمعارف هى الأشياء التى يتم حفظها نصيًا وهذا الشق يعتمد على أصحاب الذاكرة القوية ويصبح أمرًا صعبًا على أصحاب الذاكرة الضعيفة الأمر الذى نطلق عليه من عوامل التعرية فى التعلم مثل النسيان والتقادم وعدم تذكر المعلومة مرة أخرى، الأمر الذى نسعى إليه هذه الفترة هو اكتساب المهارات وعدم إجهاد المخ بجمع وحفظ معلومات غير نافعة للمرحلة التى يمر بها الطالب ولكن المهارات مختلفة عن تكدس المخ بمعلومات غير مفيدة على سبيل المثل «بأن عندما تفحص مريضًا مصابًا فى القلب لا يمكن أن تعتمد على معلومات تم حفظها، لكن يتم الاعتماد بشكل رئيسى على المهارات» وهذا الأمر الذى يميز المهارات عن المعارف وهذا هو مفهوم التعليم الحديث والتقويم الحديث وهذه طفره تشهدها بلادنا وسوف يأتى مردودها بشكل ممتاز فى المستقبل.
قراءة مسبقة
واستطرد رئيس جامعة سوهاج: عندما يتم تطبيق هذا النظام فى المراحل الابتدائية ستظهر طفرة كبيرة فى مستوى التعليم بشكل عام فى مصر، وتم قراءة هذا الأمر فى الجامعات المصرية خلال الفترة الجارية وبدأنا فى تغيير اللوائح، وإذا نظرنا فى النظام الخاص بكلية الطب على سبيل المثال، سنجد أن خوض الطالب لخمس سنوات بدل ست سنوات فى النظام الخاص بهذه الكلية يتم احتساب ست سنوات بالإضافة إلى سنة الامتياز سنجد أنهم سبع سنوات، وبالنظام الجديد سنجد أن سنتين لاكتساب المهارات بالإضافة إلى خمس سنوات فى النظام القديم كان يتم الاعتماد على سنة واحدة لاكتساب المهارات وبالنظام الجديد سنجد أن هناك عامين لاكتساب المهارات بدلًا من سنة واحدة وهذه ميزة كبيرة جدا لاكتساب المهارات وتم تقليل جزء المعرفة نظرًا لاعتماد النظام الحديث على اكتساب المهارات وعدم الاعتماد على الحفظ والمعرفة وتعظيم المهارات لدى الطبيب.
وتابع: كانت أبرز توجيهات وزير التعليم العالى بأن بداية العام الدراسى الجديد يبدأ باللوائح الجديدة التى تعتمد على الساعات المعتمدة وهو نظام التعلم المهارى وكانت هذه تعليمات لعمداء الكليات بأن لم يتم بداية العام الدراسى إلا باللوائح الجديدة التى تعتمد على المهارات وليس المعارف والحفظ والتلقين ولابد من عمل مراجعات دورية على كل مقررتنا وإزالة الأجزاء القديمة التى لم تفيد الطالب فى هذه المرحلة، وهذا ما يتم خلال الأيام الحالية من مراجعة المناهج من مراكز ضمان الجودة تحت إشراف لجان خضعت إلى تدريب تحت إشراف الهيئة العامة لضمان الجودة فى مصر لكى يتم تدريب أولًا على كيفية مراقبة الكتاب الجامعى بالمنظور المطلوب ومعرفة ما هى الأجزاء التى لم تفد ويتم إزالتها والإبقاء على الأجزاء التى تفيد الطالب والاحتفاظ بها فى المناهج الدراسية، لكى يتسق مع مرحلة ما قبل الجامعى تحت قيادة الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، لتطبيقه فى مراحل الثانوية العامة لتسهيل الأمر على الطلاب الجدد فى المرحلة المقبلة.
سوق العمل
تحدث الدكتور خالد عبد الغفار عن اختفاء بعض أنواع الوظائف فى المستقبل القريب، مع التطور الذى يشهده المجتمع هل جامعة سوهاج وهى تخرج أكثر من 60 ألف طالب سنويًا تواجه أزمة مع إعادة هيكلة وضع طلابها لتأهيلهم لسوق العمل؟
نعمل على مواجهة الاختفاء المتوقع لبعض الوظائف ببرامج جامعية جديدة تواكب المستقبل، على مستويين، الأول الطالب الجامعى الخاضع للنظام القديم والمستوى الثانى الذى سنتحدث عنه هو الخريج الذى أنهى فترة دراسته ولم يلتحق بأى فرصة عمل، والحقيقة بمراجعة اللوائح للكليات القائمة وجدنا بأنه يوجد برامج تعليمية تنفذها كليات داخل الأقسام المتخصصة فيها وانشأت هذه البرامج مع تاريخ إنشاء الكلية عام 1971 وبعضها 1975 فى حين أنها كانت تواكب سوق العمل ولكن الآن مع التطورات التى حدثت فى سوق العمل وليست فى مصر فقط بل فى جميع بلاد العالم، كما أعلن وزير التعليم العالى أن وظائف كبيرة سوف تختفى من سوق العمل وأشار لنا أيضًا بهذا الأمر فى الدورات التأهيلية قبل الترشح لرئاسة الجامعات بأن هناك وظائف سوف تختفى ومطلوب مننا أيضًا ابتكار وظائف جديدة تواكب الطفرة الحديثة التى حدثت فى الساحة العملية والثورة العملية الرابعة واستراتيجية مصر 2030 ولذلك تم تشكيل لجنة عليا ب جامعة سوهاج للنظر فى كل اللوائح الموجود فى الكليات لأننا نريد أن نواكب العصر بتوجيهات وزارة التعليم العالى وعلى سبيل المثال يتم التقديم لكلية التربية كل عام عدد يتراوح بين 2000 و 2500 طالب سنويًا وهذا الأمر فى غاية الأهمية هل يتم الاقتراح عليهم بأن هناك أقسامًا أخرى عليهم أن يلتحقوا بها لتخفيف التكدس فى هذه الكلية وبالتأكيد ليس علينا أن نقوم بذلك، لكن تم التفكير خارج الصندوق بأننا ننشئ برامج تعليمية جديدة قائمة على دراسة احتياجات سوق العمل وتم تشكيل لجان متخصصة قامت بدراسة سوق العمل المحلى داخل محافظة سوهاج والقومى على مستوى الجمهورية كلها والأكثر شمولًا على مستوى الوطن العربى.
برامج جديدة
واستطرد الدكتور مصطفى: مثلًا عندما أنشأنا برنامجًا للترجمة باللغة الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والإسبانية كان هناك تخوف كبير بأن هذه البرامج سوف تكلفنا مصاريف كبيرة وعند تحديد القيمة المالية للحصول على هذه البرامج هناك أصوات تنبأت بعدم التحاق أى شخص بهذه البرامج وكان القبول بهذه البرامج يتم من خلال الأشخاص الذين تم الموافقة عليهم من مكاتب التنسيق للالتحاق بكليات الآداب، ولكن رغم تنبؤ البعض بعدم التحاق الطلاب بهذه البرامج بعدما أصبحت بمقابل مادى فوجئنا بإقبال كبير من الطلاب للتقديم فى البرامج التدريبية الخاصة بالترجمة فى كل البرامج المطروحة من قبل الكلية لدرجة أن البرامج المجانية أوشكت على الإغلاق وعدم الالتفات لها بنسبة كبيرة من قبل الطلاب وتم الاتجاه إلى البرامج المطروحة بمقابل مادى.
وأضاف: هذا الأمر فتح لنا الأفق فى التوسع بهذه البرامج فى الكليات الأخرى الأمر الذى شهد إقبالا أيضًا من الطلاب، الأمر الذى أثبت نجاح التجربة وتم طرحه فى كل الكليات لتأهيل الطلاب لسوق العمل المصرى وعند التقديم للالتحاق بأحد البرامج يتم اقتراح البرامج المجانية التى تطرحها الجامعة بالإضافة إلى اقتراح أيضًا البرامج المدفوعة ونجد دائمًا أن الطالب يتجه إلى البرنامج المدفوع وترك البرنامج المجانى، وبهذا الأمر وجدنا أن الطالب دائمًا ما يذهب إلى البرامج التى تؤهله إلى سوق العمل وعدم الالتفات إلى البرامج الأخرى غير المفيدة فى سوق العمل.
قابلات أعمال
وقال القائم بأعمال رئيس جامعة سوهاج: عظمنا من دراسة سوق العمل ومتطلباته وأنشأنا برامج جديدة بمجهوداتنا الذاتية، والتى جعلت طلاب الأقاليم يدرسون بها والتخرج منها، ومن أموال هذه البرامج تم شراء وسائل نقل للجامعة التى ضاعفت الأموال وبالتالى تم زيادة دخل السائقين، كما عظمت من أجور أعضاء هيئة التدريس بها، وجزء كبير منها يذهب لوزارة المالية بنصوص اللوائح المعتمدة لها، وجزء آخر يدخل ضمن مصروفات الجامعة، وبدأنا نعظم من الدخل للاستفادة من إنشاء جامعة أهلية فقمنا بدفع 20 مليون جنيه كمقدمة لإنشاء هذه الجامعة داخل جامعة سوهاج، فالتالى نفكر خارج الصندوق لنعظم الموارد والاستفادة منها وهذه البرامج شاركت فى زيادة الموارد الذاتية، وكان ذلك على مستوى المصروفات الدراسية للطلاب.
وأضاف: بدأنا أيضا تنفيذ برامج تدريبية لخريج الجامعة حتى يكتسبوا مهارات تتناسب مع سوق العمل، من خلال منظومة التدريبات، ويكون التدريب من أجل التدريب إلى التوظيف وليس كما يحدث فى السابق فهذه التدريبات تتوافق مع سوق العمل واحتياجاته، وبدأنا نبحث ذلك لأن الطلاب الخرجين مؤهلتهم لا تناسب مع سوق العمل، ليس لديهم المهارات التى يحتاجها، ولذلك وقعنا بروتوكولات تعاون مع منظمات المجتمع المدنى لتدريب طلاب الجامعة فى قاعاتها وأيضا أعضاء من هيئة التدريس لتنفيذ هذه البرامج التدريبية وللتأكد من أن هذه التدريبات تناسب سوق العمل وقعنا بروتوكولاً مع جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر على مستوى الجمهورية، وهذا الجهاز له فرع فى كل محافظة وقام الجهاز بإنشاء «قابلة أعمال» التى تدرس المجتمع المحيط وعمل دراسة جدوى للمشروعات داخل جامعة سوهاج، وذلك بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي، والجهاز هو الذى يصرف على تمويل هذه المشروعات بقروض ميسرة للدفع أو بدون فوائد حسب دراسة الجدوى فى كل مشروع، ويدخل الطلاب الخريجون «قابلة الأعمال» للتدريب المطلوب لاكتساب مهارات جديدة تتناسب مع قدرات سوق العمل، ويتم تمويلهم من جهاز المشروعات لتنفيذ مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي، وبدأت التنفيذ ولها مخرجات فى سوق العمل، فكان لابد أن ننظر للطلاب الخريجين لإعطائهم دافعة لإنشاء مشروع، وبذلك تزداد الصورة الذهنية للجامعة لدى المجتمع المحيط والطلاب والدولة التى لا تترك الطالب حتى بعد تخرجه من الدراسة حتى لا يصبح عضوا فيها دون فائدة.
البيئة والمستوى الفكري
وقال الدكتور مصطفى إن الفترة الجامعية لدى الطالب الذى يلتحق بها فى التعليم العالى هى فترة التكوين الذهنى والثفافى لطلاب شباب الجامعات، نحن كجامعة نستقبل أولادنا الذين يأتون من التعليم قبل الجامعى بفكر بدأ فى التكوين، ندرك أنه علينا احترام مستوى فكرهم والتعامل معهم بواقعية وشفافية، وإدراك لطبيعة البيئة التى جاءوا منها، ومعظمهم فى الجامعات الإقليمية من الريف، وأنا أفتخر عندما كنت طالبا كنت أعيش بقرية لم تدخلها الكهرباء، حتى وصلت الصف الثالث الإعدادي، وكنت أذاكر على «لمبة جاز» ووقت الامتحانات كانت المذاكرة على الـ «كلوب»، وطلاب الجامعات الإقليمية يتميزون بأنهم من عائلات فى صعيد مصر لها خصوصية شديدة جدا، ويجب أن نكون مطلعين على هذه العائلات لمعرفة الفارق بينها حتى يتم التعامل مع كل طالب بمستواه الفكري.
وتابع: نحن نشارك كقيادات جامعية مع المحافظ ومدير الأمن فى جلسات الصح بين العائلات للصلح فى قضايا الثأر، تأصيلا لدور الجامعة الذى لا ينفصل عن المشاركة فى مشكلات المجتمع، حتى يكون هناك شفافية مع الطالب والقرب منه والتعاون مع قضيته وأزماته ومشكلاته وتطبيق سياسة الباب المفتوح لدى الجامعة، ونقوم بتعظيم اللقاءات داخل الجامعة ومشاركة الطلاب فيها وعرض مشكلاتهم فى الجامعة أو أسرية خارج أسوار الجامعة أو فى المجتمع المحيط به ونبدأ فى حلها، بالتواصل مع المحافظ والمسئولين بالمحافظة، ونقوم أيضا بتنظيم زيارات لأسر بعض الطلاب كل يوم جمعة من خلال خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وبالتالى نحرص على التقارب مع شبابنا الطلاب ونستمع لمشكلاتهم، ونسهم بحل ما يمكننا وفى حدود إمكاناتنا كجامعة من مشكلات.
المبادرات الرئاسية
واستطرد الدكتور مصطفى: فى نفس السياق وعن دور الجامعة المجتمعي، فإن شعب سوهاج أكثر شعب يستفيد من المبادرات الرئاسية التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعندما أعلنت وزارة التضامن الاجتماعى دراسة فى ديسمبر 2020، عن ترتيب المحافظات الأعلى فى التدخين وتعاطى المخدرات، كانت سوهاج فى المقدمة بهذه الدراسة التى صدمتنا بشدة وجعلتنا نتحرك بسرعة على مستوى خدمة المجتمع داخل الجامعة فمنذ بدء المبادرة الرئاسية لتحليل المخدرات، ومن بعدها الكشف المبكر على فيروس «C-B»، على الفور تم إنشاء مقرات داخل الجامعة، للكشف عن كل منسوب للجامعة ضد المخدرات وفيروس «C-B»، وكل من ثبت تعاطيه للمواد المخدرة تم إيقافه عن العمل وتحويلة لمصحة إدمان، ومن ثبت إصابته بفيروس «C» يتم علاجه بالمجان.
أما عن مبادرة «حياة كريمة» والتى يستفيد منها 55 مليون موطن مصري، فقد كانت محافظة سوهاج أيضا الأكثر استفادة من هذه المبادرة لأنها من المحافظات التى بها عدد كبير من القرى الأكثر احتياجًا، ولذلك قامت الجامعة بإنشاء فريق للعمل مع المبادرة الرئاسية، وقد تم توقيع بروتوكول تعاون بين مركز الاستشارات الهندسية بكلية الهندسة، والهيئة الهندسية للقوات المسلحة المشرفة على كل المنشآت التى تضمنها «حياة كريمة» فى القرى والنجوع والكفور، داخل ديوان عام محافظة سوهاج، وذلك تحت رعاية وإشراف المحافظ، لتنفيذ كل المنشآت الخاصة بمبادرة «حياة كريمة» مثل المبانى والطرق والصرف الصحي.
ونحن كجامعة تبقى لنا العمل خارج المنظومة الإنشائية لأننا ليس مهتمين بتطوير الحضر فقط، لكن أيضا لابد من تطوير البشر، ولذلك أطلقت جامعة سوهاج قوافل تنموية شاملة فى القرى الأكثر احتياجًا، وتم وضع خطة لهذه القوافل، وتم رفعها لخدمة المجتمع وتنمية البيئة، كما نطلق قافلة شهرية مجمعة، طبية وبيطرية وإرشاد زراعي، من كلية إعلام واجتماع وآداب وتربية نوعية، والفنية، والرياضية، كما أنشأنا بيت التطوع ومكافحة الإدمان داخل الجامعة، وكل ذلك فى منظومة واحدة تستهدف قرية لقضاء يوم كامل بها، ويكون تركيزنا على البشر من خلال كلية الطب البشري، وعلى المواشى والدواجن من خلال الطب البيطري، وتنظيم ندوة على هامش القافلة للإرشاد الزراعى للمزارعين من خلال أساتذة بكلية الزراعة، وندوات توعوية تثقيفية لأبناء القرية من خلال قسم الإعلام والاجتماع، للتوعية بالزيادة السكانية، ومكافحة الإدمان، والأخذ بالثأر، وتفشى الأمراض الوبائية، ويكون حاضرًا فى القافلة أحد مشايخ الأزهر وأيضا أحد القساوسة من الكنيسة بالمحافظة، وتم عمل مسابقات رياضية لأبناء القرية وتطوير وتجميل منشآت المبانى من خلال الكلية الفنية.
امتيازات محو الأمية
وتطرق الدكتور مصطفى أيضا، إلى منظومة جامعة سوهاج ل محو الأمية وتعليم الكبار التى يتم تنفذها من داخل الجامعة، قائلا: محافظة سوهاج تعانى من ارتفاع نسبة الأمية ويبلغ تعدادها 5 ملايين و250 ألف نسمة، تقدر الأمية فيها بنسبة 34.7% من السكان، فوقعنا بروتوكول تعاون مع الهيئة العامة لتعليم الكبار وبدأنا فى فتح مركز لتعليم الكبار داخل الجامعة، وتم فتح وحدات فى بعض الكليات ذات العلاقة، وبدأنا فى تحفيز طلاب هذه الكليات على فتح فصول ل محو الأمية فى القرى الذين يعشونا بها لمحو أمية أهل قريته وأقاربه، ومن خلال هيئة تعليم الكبار داخل الجامعة حصلنا على قاعدة بيانات لكل الأميين المتواجدين فى محافظة سوهاج، والطالب الذى يسجل اسمه فى الوحدة يتم إبلاغه بالأميين فى قريته لتوفير عليه جهده للوصول لهم، ويتم تدريب الطالب على كيفية تعليم الكبار من خلال دورة مدتها 3 أيام من خلال أساتذة كلية التربية، ويبدأ فى تسجيل الأميين الذين يتم فتح فصل لهم على موقع محو الأمية وتعليم الكبار الخاص بالهيئة ومدته من شهر ونصف شهر لمدة 8 شهور، ويتم تنظيم لهم امتحان 4 مرات فى السنة كل 3 شهور دورة ويدخل الدارسون بعد ذلك لامتحان محو الأمية، وكل دورة العدد الذى يتحقق من جامعة سوهاج يقفز عن التى قبلها، والآن تم تسجيل 3 آلاف فصل فى المحافظة من خلال طلاب جامعة سوهاج.
وكان هناك مقابل مادى بسيط من المال لكل طالب يمحو أمية عددا من الأشخاص، وكان هنا قرار الجامعة أن تضاعف المكافآت المادية للطالب، وأيضا الذى سيمحى أمية أحد أفراد عائلته سوف يعفى من المصاريف الدراسية، ولو مقيم بالمدينة الجامعية سيحصل على خصم 50% من قيمة الرسوم الخاصة بالسكن الجامعي، بجانب تنظيم حفل غداء بمنزل الطلاب الذين سينجحون فى محو أمية أقاربهم.
ومع تطبيق التجربة نجح 7 طلاب فى محو أمية أقاربهم، وبالفعل حصلوا على الامتيازات التى تم الإعلان عنها، وتم تنظيم زيارات لهم كل يوم جمعة، الذهاب لأحد الطلاب وتناول وجبة الغداء معهم وكنا حريصين على أخذ الطعام معنا، هذا الأمر الذى جعل التنافس بين الطلاب يزداد للحصول على تلك الامتيازات.
آية حسان الطالبة المتفوقة فى الثانوية العامة من سوهاج هل سمعت عنها سيادتك؟
عرفتها من خلال فيديو عبر موقع التواصل الاجتماعي، فقد حصلت على مجموع 97.3% فى الثانوية العامة، وأنها لن تستطيع الالتحاق بكلية الطب نظرًا لظروف عائلتها المادية، وقد تم التواصل معها، وحضرت بعد 48 ساعة بأوراقها مع ولى أمرها، وأعددنا لها مفاجأة كانت حفل تكريم لها، وحصلت على منحة مجانية من حيث المصروفات والكتب الدراسية طول فترة الدراسة الـ 6 سنوات.