والذى منه

والذى منه محمد ناصر العمدة

الرأى19-9-2021 | 16:11

قدرة السينما المصرية على الخربشة ظهرت مبكرًا، كانت خربشة ضد تعالى الغرب علينا فى فيلم أولاد الذوات، وخربشة (طالت أظافرها ثوابت قيم بالمجتمع).. فجعلت المشاهد يدخل كباريه ويعيش فى قلب حوادث تدور داخله فى فيلم جريء بمقاييس زمانه، فيلم (وراء الستار)، كل ذلك لا يعنى إلا أن السينما سعت فى ذلك الوقت للخروج من عباءة (حكاء صندوق الدنيا، وعباءة حكاء الربابة، ذوق البسطاء وقتها).

مهم جدًا أن نتفق أن صُناع السينما فى بدايات تجارب إنتاج الأفلام هم أصل (جمهور السينما الأول).. اختياراتهم كانت تعبيرًا عن (ذوق المشاهد فى تلك الفترة).

لأنهم بالفعل كانوا مشبعين بروح ورغبات المشاهد لهذا الساحر الجديد (اللى اسمه السينما)، ولم يتسن لهم بشكل كامل المغادرة إلى مقاعد صُناع السينما، القول بتدخل قوة سياسية أو سلطوية أو حتى مجتمعية فى توجيه الإنتاج فى تلك السنوات فيه تجاوز (أنا شخصيًا أنحاز إلى احتمال تأثر الإنتاج بما فى أفكار صُناع الأفلام من أثر لاتجاه أيديولوجى شغلهم وقتها).

(اليسار، أو الاشتراكية، أو الشيوعية)، لكن دون أن يكون توجهًا من ورائه قصد لعمل ممنهج، (ظهرت الرقابة فى مصر 1914)، إلا أنها لم تظهر لها قرارات تخص أفلام السينما إلا فى عام ١٩١٧.. فيلم الأزهار المميتة ( 1917) صامت، بطولة محمد كريم وإخراج محمد بيومى، كان أول فيلم طالته يد المنع.

سبب منع الداخلية لل فيلم كان ظهور نسخة من القرآن الكريم مقلوبة فى أحد مشاهده

فيلم ( قُبلة فى الصحراء 1927) طالبت مجلة روز اليوسف بإعدام نسخته، بعد اتهامه بتعمد الإساءة للمجتمع (اتهموه بتشويه صورة البنت المصرية وإضاءة صورة بنات الغرب)!

وبقرار مُسبب بعثور الداخلية على خلاعة ومشاهد غير لائقة ومضمون لا يحض على الأخلاق جرى أيضا عام 1929 منع فيلم (مأساة الحياة)!

أضف تعليق