لعله من أهم ما يبحث عنه الكثيرون ممن عرفوا فضل الصدقة للحي والميت، ويسعون لبر موتاهم بالصدقة، والتي تعد من أعظم أمنيات المتوفي، كما أنها أكثر ما يختاره المتوفي من بين الأعمال الصالحة لو رجع للحياة، وهو ما طرحته الآية الكريمة في قول الله تعالى: «انفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أن يَأْتِى أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِى إلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ» الآية 10،11 من سورة المنافقون، ففيها دلالة على فضل الصدقة العظيم، والتي يتحسر على تفويتها الموتى، ولا شك أن هذا يجعل أهمية معرفة هل يجوز التصدق عن الميت من غير ماله ، وما أفضل الصدقات.
فقد ورد أن الصدقة عن المتوفى لا يشترط فيها أن تكون من ماله، والصدقة يجوز أن يخرجها عنه ولده أو أي شخص غريب عنه بنية الصدقة عن هذا المتوفى، من ناحية أخرى لا يجوز التصدق من مال المتوفى إلا بموافقة ورثته؛ لأن المال أصبح مملوكًا لهم بعد وفاته.