أصبحت كوبا في سبتمبر أول دولة في العالم تبدأ التطعيم الشامل ضد فيروس كورونا للأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين.
وتُجري كوبا عمليات التطعيم هذه باستخدام لقاح محلي الصنع مسمّى "سوبيرانا" Soberana، وهي كلمة تعني "السيادة" ومثل البالغين، سيحتاج الأطفال إلى 3 جرعات قبل اعتبارهم ملقحين بالكامل.
وعلى الرغم من أن اللقاحات ليست إلزامية، فإن الآباء والأطفال ملؤوا العيادات والمستشفيات، وحتى المدارس التي تم تحويلها إلى مراكز تطعيم، من أجل تلقيح أطفالهم.
ونقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مدير إحدى العيادات الواقعة في العاصمة هافانا، إن أكثر من 230 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 3 و5 سنوات تم تطعيمهم في يوم واحد.
ولتهدئة الأطفال، ارتدى الأطباء والممرضات ازياء "ميكي ماوس" فوق زيهم الرسمي، واستعانوا بمهرّج ليؤدي عرضاً ترفيهياً.
ومع وصول المتحورة "دلتا" إلى كوبا، ارتفعت حالات الإصابات بين الأطفال بشكل كبير، ما دفع المسؤولين إلى إلغاء خطط لإعادة فتح المدارس في أوائل سبتمبر.
وفي سبتمبر، أعلن المسؤولون الكوبيون أنهم سيبدأون تطعيم الأطفال كجزء من خطة لتحصين أكثر من 90% من السكان وإعادة فتح الحدود الدولية، بحلول منتصف نوفمبر. وقالوا إن من غير المرجح أن يتمكنوا من إعادة تشغيل المدارس قبل ذلك الوقت.
وقال نائب وزير التعليم، أوجينيو جونزاليس بيريز، في برنامج تلفزيوني، إن "التطعيم ليس شرطاً للالتحاق بمؤسساتنا التعليمية. لكننا ندعو الأسر الكوبية إلى تطعيم أطفالها. لدينا لقاح كوبي 100%".
وفقاً للإحصاءات الرسمية، تم تشخيص ما لا يقل عن 117 ألفاً و500 قاصر بفيروس كورونا في كوبا حتى الآن. ولم تذكر الحكومة عدد الأطفال الذين لقوا حتفهم خلال الوباء، لكن منذ بداية أغسطس، تم إدراج 10 قصّر وأطفال ورضع على أنهم توفوا بسبب كورونا، في الإيجازات الصحافية اليومية التي قدمتها وزارة الصحة.
ومنحت هيئة تنظيم الأدوية في كوبا الموافقة على الاستخدام الطارئ لـ3 لقاحات محلية الصنع، يقول العلماء الكوبيون إنها فعالة جداً في الوقاية من المرض الخطير والوفاة نتيجة لفيروس كورونا، وهم الآن يسعون إلى أن تحصل على موافقة منظمة الصحة العالمية.
وفي البداية، توقع منتجو اللقاحات الكوبيون تقديم جرعات كافية لسكان الجزيرة البالغ عددهم 11.2 مليون نسمة، بحلول سبتمبر، لكنهم قالوا لاحقاً إن النقص في الإمدادات جعلهم يقصّرون عن تحقيق هذا الهدف، ملقين باللوم على الحظر التجاري الأميركي.