تمر الحياة الزوجية فى بعض الأحيان ب عاصفة من الملل يشعر بها الطرفان، بسبب كثرة الروتين الذى يجعل الأيام على وتيرة واحدة لا يوجد بها أى نوع من أنواع التغيير، حيث تفتقد البهجة والشغف، ولكن الشعور بالملل يعتبر بمثابة إنذار بالخطر يهدد الحياة بين الزوجين وفى نفس الوقت يمكن أن يصبح مؤشراً جيداً، ويمكن الاستفادة منه، سنعرف أسباب الملل الزوجى وكيفية الاستفادة منه من خلال النصائح التى تقدمها لنا سارة ممدوح عبد الحميد، استشارى علاقات أسرية، ومدربة تنمية بشرية.
قالت سارة، إن الملل بين الأزواج يعمل على توطيد العلاقة أكثر وأكثر بين الطرفين بعد الأخذ فى الاعتبار التغيير بالاتفاق بين الطرفين، ومن أهم أسباب الملل والفتور فى الحياة الزوجية هى التوقعات الغير واقعية ناحية الطرف الآخر، فمثلاً طرف لا يتحدث عن احتياجاته ويريد من الطرف الآخر أن يعرفها بمجرد نظرة العين. أو طرف يريد الاهتمام دون أن ينظر إلى اهتمامات الطرف الآخر.
وأضافت استشارى العلاقات الأسرية، أن تصور الحياة الزوجية ورسم صورة محددة فى عقل كل طرف عن هذه الحياة بمفرده فهو أمر لابد أن ينتهى بالصدام، فلا يجب على أحد منا أن يرسم تصور وتوقع للحياة بمفرده ولكن يتحدث الطرفين مع بعضهما عن ما يحتاجه من الآخر؛ فالحياة الزوجية شخص يكمل الآخر، يستطيع احتواءه وتقديم الدعم له.
وتابعت مدربة التنمية البشرية، أنه من إحدى أسباب الملل في الحياة الزوجية، عدم تخصيص وقت كافى للطرف الآخر للتحدث معه عن أموره وعن تفاصيل يومه أو الاهتمام بالأصدقاء أكثر، والرغبة في قضاء معظم الوقت معهم، أو طرف يرى أن الآخر هو الذى يتحمل المسؤولية بمفرده ولا يشاركه الطرف الآخر، فيتسرب له الملل فى صورة عدم الاهتمام بالنفس والآخر.
وأكدت سارة ممدوح: "الحياة مشاركة بين الرجل والمرأة، وتكرار الخلافات التى لا يتم وضع حل جذرى لإنهاءها، أحد أهم أسباب الملل الزوجى، فكثرة الخلافات التى لا يتم التخلص منها سرعان ما تعود للتحدث فيها وإحياؤها مرة أخرى،
ولابد أن ننهى الخلافات بالحلول الجذرية وليس إخماد المشكلة والاتجاه فى مسيرة الحياة بشكل عادى وطبيعى كأن شيء لم يحدث".
وأشارت "ممدوح" إلى أنه من ضمن الأسباب التى تؤدى إلى الملل فى الحياة الزوجية، التدخلات العائلية، مضيفة أن كثيراً ما يختلفا الزوجان ويعرضان مشاكلهما على الأهل لحلها، وهذه الخطوة تعتبر أول خطوات إعطاء مساحة التدخل فى حياتهما.
المجرم الأول
وعن الأسباب العامة التى تسبب الملل فى الحياة الزوجية بعيدة عن الخلافات، فتقول مدربة التنمية البشرية، إن الروتين اليومي المتكرر بنفس تفاصيل كل يوم هو المجرم الأول، فعلي كل زوج وزوجة الاتفاق مع بعضهما على الحصول على إجازة مع بعضهما وإجازة من بعضهما، بمعنى، لابد من تواجد كل شخص منهما بمفرده مع الأهل والأصدقاء، فهو لديه حق الترفيه بمفرده مع أصدقائه وأهله وهى أيضاً لها حق الترفيه مع الأهل والأصدقاء بمفردها.
وأضافت أنه يمكن كسر الروتين الممل من خلال وجود أنشطة جديدة يمارسها الزوجان من وقت لآخر مع بعضهما أو الاتفاق على يوم للقيام برحلة بسيطة من وقت لآخر، وعلى الزوجة إحداث أى تغيير من وقت لآخر فى ترتيب وشكل المنزل فهذا يعتبر من ضمن التغييرات التى تؤثر على نفسية كل منهما بشكل إيجابي والبحث عن الأكلات الحديثة.
تجديد الشغف
ووجهت مدربة التنمية البشرية، بضرورة أن نبدى إعجابنا بمظهر بعض، فكسر الروتين لا يحتاج إلى مجهود كبير ولكنه يحتاج إلى الرغبة في التغيير، وإذا كنا نستطيع الخروج بدون الأطفال فعلينا أن نفعل ذلك كل فترة، فالتحدث فى الأمور العامة التى ليس لها علاقة بمسؤولية البيت والأولاد تجعلنا نتحدث بدون الشعور بضغط المسؤلية وتجديد الشغف بين الطرفين من وقت لآخر.