حملة أزهرية لمواجهة الانتحار

حملة أزهرية لمواجهة الانتحارصورة أرشيفية

الدين والحياة22-9-2021 | 10:54

"لا تيأس، ولا تقنط، ولا تفقد الأمل أبدا؛ بل واجه الحياة بيقين فى كرم الله، وبقوة وصلابة، وتجاوز تحدياتها وعقباتها".. بهذه الكلمات أطلق مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية حملة لمواجهة ظاهرة الانتحار.

واعتبر المركز أن الانتحار من الظواهر الخطيرة والمثارة مؤخرا فى مجتمعنا المصرى؛ فهو يمثل تحديا كبيرا للمجتمع ككل.

ورصد المركز الأسباب المؤدية للانتحار والتى تنوعت بين أسباب اجتماعية أو اقتصادية أو تربوية مع غياب الوازع الدينى أو قلته لتسهم جميعها فى تفشى هذا الظاهرة، وكان من بين الأسباب: التفكك الأسرى، وقسوة الآباء على الأبناء وخاصة الأب، اتباع أساليب تربوية خاطئة، والبطالة، وتعاطى المخدرات، وبعض الألعاب والتطبيقات الإلكترونية بالإضافة إلى عدد من الأسباب الأخرى.

مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية يستقبل ممثلي دول الاتحاد الأوروبي بمصر

وأعد المركز خطة شاملة متكاملة تقوم على أسس علمية وتربوية ممنهجة لمواجهة هذه الظاهرة، حيث انطلق أعضاء المركز فى كل ربوع مصر من خلال برنامج التوعية الأسرية والمجتمعية للتوعية والتحذير من الظواهر الاجتماعية السلبية ومنها الانتحار وبيان حكمه الشرعى وأن ذلك يعد أمرا محرما وجريمة كبرى فى حق النفس التى أمرنا بالمحافظة عليها، وأن حفظ النفس من المقاصد الكلية للشريعة الغراء، والإنسان يجب أن يعى أن الدنيا هى دار ابتلاء وامتحان، وأن المؤمن الحق يجب أن يتحمل هذه الشدائد والابتلاءات حتى يسعد بالفوز فى الدارين.

وأطلق المركز عددا من الحملات الإلكترونية التوعوية على صفحاته الرسمية عبر مواقع التواصل الاجتماعى للتحذير من ظاهرة الانتحار، وتنمية الوازع الدينى لدى الشباب والنشء، والتحذير من الألعاب الإلكترونية التى تؤدى للانتحار مثل الحوت الأزرق وبابجى وغيرها من الألعاب المدمرة.

كما أطلق المركز بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة وعدد من الجامعات العديد من المبادرات التى من شأنها تعالج هذه الظاهرة مثل مبادرة بالأخلاق تستقيم الحياة، ورسولنا قدوتنا، ومشروع الأخلاق وبناء الإنسان، ونور فكرك..ابن وعيك.

واستعان المركز بخبراء علم النفس والتربية لتأهيل أعضاء المركز وتوعيتهم بكيفية التعامل الأمثل مع من يعانون من بعض الأمراض النفسية التى قد تؤدى بهم للانتحار، ما ساهم فى مواجهة هذه الظاهرة بشكل كبير.

ويعمل المركز على معالجة بعض أسباب الانتحار بشكل جذرى مثل التفكك الأسرى من خلال وحدة لم الشمل التى نجحت فى رأب صدع 6.100 أسرة، وبرنامج التوعية الأسرية والمجتمعية، الذى استهدف 3.6 مليون مستفيد فى كافة محافظات مصر الحبيبة.

كما يفتح المركز أبوابه لاستقبال الشباب الذين يعانون من بعض المشاكل النفسية أو الاجتماعية، ويوجه لهم النداءات من خلال صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى، او من خلال الخط الساخن 19906 للتواصل مع المركز، وكان آخر هذه نداء (أنت غال علينا).

وقال المركز فى بيان: "سيأتى يوم عليك تتذكر فيه أيام المحن بعد أن وفقك الله فى تجاوزها، وستكون مجرد ذكرى. فقط.. اصبر، وحاول، وظن فى الله خيرا".

وأضاف: "اعرف قيمة عمرك، واعلم أن لك دورا ورسالة فى الحياة لن يقوم بها غيرك، وأننا جميعا نحبك. وأن وجود الشدائد والابتلاءات سنة حياتية حتمية، لم يخل منها زمان، ولم يسلم منها عبد من عباد الله؛ بيد أنها تكون بالخير تارة، وبالشر أخرى، بالعطاء أوقاتا، وبالحرمان أخرى، قال سبحانه: {ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون}. [الأنبياء: 35]".

أضف تعليق