أكد المشاركون في الندوة الدولية حول ا لتقييمات الدولية ودورها في تحسين جودة التعليم، التي عقدتها منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) وهيئة تقويم التعليم والتدريب في المملكة العربية السعودية، أهمية هذه التقييمات والاختبارات الدولية للطلاب في تحسين منظومات التعليم واستخلاص الدروس المستفادة منها، لدعم السياسات والمبادرات المرتبطة بتوظيفها في دول العالم الإسلامي.
وشهدت الندوة - التي عقدت عبر تقنية الاتصال المرئي اليوم الأربعاء تحت عنوان (ا لتقييمات الدولية للطلاب وأثرها في توجيه السياسات والممارسات على مدى العشرين عاما الماضية.. دروس عالمية لتحسين جودة التعليم) - مشاركة رفيعة المستوى من مسؤولي التعليم بعدد من الدول، ومن خبراء دوليين في التربية والتقييمات الدولية.
وقال الدكتور خالد بن عبدالله السبتي رئيس مجلس إدارة هيئة تقويم التعليم والتدريب "إن التعليم أصبح العامل الأكثر أهمية في الاقتصاد، وأن التكنولوجيا الحديثة تتطلب المزيد من الحضور العقلي للأفراد والتفاعل الإيجابي، وليس أمام الدول غير بناء أنظمة تعليمية عالية الجودة من أجل إعداد الشباب لسوق العمل".
ونوه بأهمية إطلاق المملكة العربية السعودية برنامج "تنمية القدرات البشرية" في تطوير قاعدة تعليمية لجميع المواطنين، وإتاحة فرص التعلم مدى الحياة، والإعداد لسوق العمل المستقبلية، وأن المقارنات بين الدول تعد من مميزات الدراسات التقويمية الدولية ويمكن توظيفها كمحفزات لتعزيز جودة التعليم وتحقيق نتائج أفضل.
ومن جهته، أكد الدكتور سالم بن محمد المالك المدير العام للإيسيسكو، في كلمته، أن التعليم يلعب دورا محوريا في بناء المستقبل ويشكل القوة الدافعة لتقدم المجتمعات وتحقيق الأمن والتماسك بين الأفراد.
وقال "إن ا لتقييمات الدولية تعد أدوات أساسية لتقييم أنظمة التعليم، ومؤشرا مهما لقياس مهارات وأداء الطلاب في المواد الدراسية الأساسية، وأن ال إيسيسكو تحرص على مشاركة أكبر عدد من دول العالم الإسلامي في التقييمات الدولية، وأن المنظمة تعتزم إجراء دراسة تشخيصية لبيانات التقييم الدولي لكل دولة من الدول الأعضاء، لضمان تعليم أفضل".
وأشار إلى ضرورة إعادة النظر في الأنظمة التعليمية من منظور استشرافي، وهو ما تعمل منظمة ال إيسيسكو على تعزيزه، بالإضافة إلى تطوير السياسات والبرامج التعليمية، بما يتماشى مع المعايير الدولية للجودة والتميز واعتماد التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في مدارس المستقبل، للمساهمة في التنمية المستدامة لدول العالم الإسلامي.
وعقب الجلسة الافتتاحية، انطلقت الجلسة الأولى من الندوة، التي تناولت مدى تأثير الاختبارات الدولية لتقويم الطلاب مثل "بيزا" و"تيمز"، في توجيه السياسات والممارسات المتبعة لتحسين جودة التعليم من خلال الدروس المستفادة من تلك الاختبارات الدولية على مدى الـ20 عاما الماضية.. وركزت الجلسة الثانية على عرض نماذج دولية من البرتغال وتشيلي وإستونيا وبولندا من أجل تقديم نماذج من الدول التي شهدت تحسنا في أدائها للاختبارات الدولية، لفهم طريقة استفادتهم من بياناتها في صنع السياسات المبنية على الأدلّة.
وتناولت الجلسة الثالثة مشاركة الدول الأعضاء في منظمة ال إيسيسكو في التقييمات الدولية، لتحديد العوامل المشتركة التي تؤثر على درجات تحصيل وأداء الطلاب، حيث تم عرض نماذج من المملكة العربية السعودية وماليزيا وأذربيجان، والمغرب، فيما تناولت الجلسة الختامية الآفاق المستقبلية وخارطة الطريق لكيفية الاعتماد على نتائج ا لتقييمات الدولية في صنع السياسة التعليمية وتحسين جودة التعليم.