اللواء حسام سويلم: المشير طنطاوى رجل الأوقات الصعبة

اللواء حسام سويلم: المشير طنطاوى رجل الأوقات الصعبةاللواء حسام سويلم

مصر28-9-2021 | 21:38

«رجل الأوقات الصعبة، وصمام الأمن والأمان للدولة المصرية» هذا ما وصف به الخبير الاستراتيجي اللواء حسام سويلم رفيق دربه فقيد مصر الراحل المشير محمد حسين طنطاوي، مؤكداً أنه عاصر مواقف دقيقة جداً أمنيا وسياسياً، وواجه أعتى المؤامرات التي كانت تحاك ل مصر عقب أحداث يناير 2011، وكان انتماءه الأول لمصر..

وأضاف سويلم لقد كان الفقيد من أفضل الرجال الذين أنجبتهم مصر، وأثبتوا ولاءهم وانتماءهم للبلد فى أدق الظروف السياسية والأمنية، التى مرت بها البلاد، فى الفترة من أيام الرئيس مبارك، وإلى آخر لحظة تولى فيها مواقع المسئولية، مرورا بفترة خدمته الطويلة بالجيش المصري، منذ تخرجه عام 56، وطوال ما يقرب من 60 عاماً وصل فيها لتولى مسئولية وزارة الدفاع والإنتاج الحربي، ثم الأزمة التى واكبت أحداث يناير 2011، وما بعدها والتى واجه فيها الظروف والمؤامرات من قبل أمريكا و إسرائيل والإخوان، فى المرحلة التى تولى فيها المجلس العسكرى برئاسته السلطة، حتى تسليمها، وكلنا نعلم جيداً الدور المهم والحيوي، الذى قام به خلال الأزمات السياسية المختلفة خلال هذه الفترة، وعقب تولى الرئيس السيسي الحكم كان دائماً على اتصال معه وإبداء الرأى فى الأمور الأمنية سواء السياسية أو العسكرية.


وعدد سويلم الصفات التى كان يتحلى بها الراحل الجليل، فقال إن أهمها الولاء والانتماء الوطنى لمصر، يأتى بعد ذلك الهدوء والسكينة التى كانت تمكنه من امتلاك الموقف عند مواجهة الأزمات المختلفة، التى كان يواجهها بهدوء شديد دون إثارة الأعصاب، ليستطيع التحكم فيها واتخاذ القرار السليم، ودائماً كان يضع نصب عينيه أمرا هاماً، كان يرى أنه لا يمكن التهاون فيه، ألا وهو أمن وأمان مصر ومصلحتها القومية داخليا وخارجياً.


أما عن ذكرياتهما معاً فقال سويلم، لقد كنا دفعة واحدة فى الكلية الحربية، وهى دفعة 35 لسنة 1956، عاصرنا معا فترة العدوان الثلاثى على مصر عام 56، وأعقبها حرب 67، ثم انتصار أكتوبر 73، وما بعدها من أحداث حتى اليوم، وكنا دائماً معا، وعندما كنت ملحقاً عسكريا فى الهند، كان هو الملحق العسكرى فى باكستان وذلك فى الفترة من عام 1975 وحتى 1978، وكان بيننا تواصل عائلى خلال هذه الفترة، بالإضافة بالطبع للتنسيق فى العمل، وأستطيع أن أؤكد أن المشير طنطاوى كان أحد أسباب توثيق العلاقات العسكرية بين مصر وباكستان، وعندما عدنا إلى مصر تولينا وظائف عديدة فى التشكيلات الميدانية، حتى أضطلع بدوره كوزير للدفاع.


وأستكمل اللواء سويلم حديثه بالقول لن أنسى أبداً دور المشير طنطاوى فى أحداث يناير عندما رفض أن يطلق طلقة واحدة على الشعب المصرى، وأكد وقتها أن الدبابات والعربات المدرعة نزلت الشارع لحماية الشعب، وليس تهديده، فأمن الشعب على نفسه، رغم الهتافات والانتقادات التى كانت ضده من قبل جماعة 6 أبريل والمشوشين سياسيا و الإخوان المسلمين، فضبط أعصابه إلى آخر لحظة فى كل الأحداث الملتهبة فى هذه الفترة مثل أحداث محمد محمود وميدان التحرير وغيرها من الأحداث رافضا أن يطلق الجيش طلقة واحدة على المتظاهرين.


وأثناء فترة توليه رئاسة المجلس العسكرى، وكان معه قادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة ومن بينهم الرئيس السيسي كمدير للمخابرات الحربية، كانت هناك مشاورات مستمرة ما بين المجلس العسكرى فى داخله، وما بين المجلس والقادة السياسيين، وكان المشير طنطاوى حريصاً دائماً على أن يجتمع بالقادة السياسيين وأصحاب الفكر ورؤساء تحرير الصحف والإعلام، ليجعل الاستشارة واسعة فى هذا المجال، ولا يستأثر بالرأى، وفى النهاية كان يتبلور قرارا سياسيا رشيدا، فأدار الموقف بحكمة فى أصعب اللحظات لأن القرارات كانت تتخذ بحنكة سياسية، وعندما تطلب الأمر تدخل عسكرى لابد منه، لم يتردد، فعندما أراد بعض المتأمرين مهاجمة وزارة الدفاع وأعطوا المبرر ل إسرائيل لترفع درجة الاستعداد القصوى على حدودنا الشرقية، دفع بكتيبة صاعقة طاردت من أرادوا حصار الوزارة، وطردوهم، فالمشير كان دائماً رجل الأوقات الصعبة طوال فترة توليه المسئولية.

وقد أعادت "أكتوبر" نشر الحوار كاملًا، ويمكنكم الاطلاع عليه، ضمن صفحات العدد التذكاري الصادر عن رحيل فارس العسكرية المصرية، المشير طنطاوي، الصادر يوم الأحد 27-9-2021.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2