وصل ضباب الخريف العربي لسماء القاهرة بينما كان هناك رجال لديه رؤية كاشفة لما يحمله هذا الضباب من فوضى قد تسربت بوادرها بدول تجاور مصر فى الإقليم، القلوب انخلعت بعد مشاهد يناير عام 2011، فلم يكن للمواطن إلا أن يصرخ مستنجدا بجيشه الذي كان يقوده حينها المشير محمد حسين طنطاوي، الذي قرر أن مصر تعلو ولا يعلى عليها، فلم تكن هناك مواءمة سياسية لإرضاء النخب الداخلية أو حتى الخارجية، فكان المشير حاضرا مدركا أنه يخوض حربا جديدة بعد حروبه الأولى، ولكنها حرب ذات طبيعة خاصة وتنتمي لجيل حديث يحتاج أيضا إلى أدوات حرب جديدة، المشير الذي اعتاد النصر قرر أن الوطن سينتصر ولو كره الكارهون، وتجلت حكمة المقاتل بتلك المعركة الخاصة ببقاء الدولة المصرية، وحافظ على بقاء الجيش المصري العظيم حصنا وسندا لأبناء الوطن، فقد نزل الجنود إلى جانب المواطنين لحمايتهم من قوى الظلام التي اندست وسط ضباب الفوضى، بل كانت مدرعات ودبابات الجيش المصري قلاعا حصينة فى الشوارع المصرية يحتمي بها كل خائف ومستنجد.
«ستبقى مصر»، كلمات قالها المشير محمد حسين طنطاوي وهو يخوض تلك المعركة التي يقودها ضد الوطن وكلاء ال حرب وطيور الظلام، وبالفعل انتصر ل مصر وانتصرت مصر به، ليساهم فى إنقاذ الوطن مرتين، الأولى حينما كان يقود الكتيبة 16 إبان حرب أكتوبر 1973، والمرة الثانية حينما خاض معركة بقاء الدولة المصرية بشرف واقتدار، تلك المعركة التي كانت جبهاتها متعددة فما بين تأمين الداخل وحماية حدود الدولة وأيضا إعادة عمل المؤسسات والسير بالمسار السياسي وتأمين الحياة الاقتصادية وتوفير حاجة المواطن من دواء وغذاء ووقود وغيرها من الأمور لتجد المشير قد تحمل جبلا من الهموم، فكيف استطاع أن يدير الدولة أثناء رئاسته للمجلس العسكري حين تولى أمور البلاد فى فبراير عام 2011 بكل ما حملته تلك الفترة من المشاكل ودون وجود فعلي للحكومة وغالبية المؤسسات؟
فكانت مواقفه ثابتة وواضحة لم تحد عن الحق، ليبقى الوطن مدينا لأشرف رجاله وفخر العسكرية المصرية المشير حسين طنطاوي.