لم تكن الأسرة الأولى هى بداية الحياة على أرض مصر ولم يكن توحيد القطرين على يد الملك مينا مؤسس الأسرة الأولى هى بداية الحضارة المصرية كما يعتقد البعض فإن مصر قد رأت من السنون ما لا يحصي قبل تأسيس الأسرة الأولى وقد أطلق عليها علماء الآثار عصور ما قبل التاريخ أو ما قبل الأسر، حيث اهتم فيها المصري القديم بوضع البنية الأساسية لحياته، انساق بحثا عن الغذاء وإيجاد مأوى يحميه وبمرور الوقت أسس منزله وتعلم الزراعة وتربية الحيوان وأصبح منتجا لهذا الغذاء الذي سد به احتياجاته وتحقق له الاستقرار بوجود نهر النيل العظيم والذي كان عاملًا أساسيًا في هذا الاستقرار إلى جانب موقع مصر المتميز وحدود مصر الأمنة واعتدال المناخ .
لوحة من مقبرة "سن نجم" بدير المدينة ويظهر فيها هو وزوجته (إينفرتى) يقومون بحصاد المزروعات وخلفهما ماء النهر ودون علي اللوحة : "بواسطة الخادم في دار الحق سن نجم صادق الصوت المؤاخي لسيدة البيت إينفرتى صادقة الصوت "
قسم العلماء عصور ما قبل التاريخ إلى ما يعرف بالعصور الحجرية حيث كانت الأحجار يعتمد عليها في صناعة الأدوات التى يستخدمها المصري القديم في حياته اليومية وتنقسم إلى العصر الحجرى القديم والحجرى الوسيط - حضارة حلفا - والحجري الحديث – صنع فيه المصري القديم الفخار واستخدمه إلى جانب أدواته الحجرية، الذي عثر على آثاره في منطقة الخطاطبة وديرتاسا و حلوان والفيوم، مرمدة بنى سلامة ، العمري ، بوتو المعادى، وبعد ذلك جاء العصر الحجري النحاسي، حيث استخدم فيه المصري القديم المعادن مثل النحاس والحديد والذهب إلى جانب الأحجار في صناعة أدواته وتزيينها، والذي ترك آثاره في أسيوط وقنا، حضارة البدارى، نقادة الأولى ، نقادة الثانية ، نقادة الثالثة، أما عصر ما قبل الأسر، الأسرة صفرين ، والأسرة صفر والذى اعتبرت فيه هذه العصور هى مرحلة التطور الحضارى وبعد المصري القديم عن الوحشية والهمجية إلى الاستقرار والتحضر وتكوين التجمعات وتحقيق الوحدة في الاعتقادات والثقافة والعبادة وتكوين المدن والأقاليم واتخاذ العواصم مثل مدينة "نخب" التى اتخذت من "نخبت" معبودة لها فقد كانت عاصمة للوجه القبلى والتى ارتدى حاكمها التاج الأبيض "حجت" ومدينة "بوتو" عاصمة الوجه البحري أو التى اتخذت من "واجيت" معبودة لها والتى ارتدى حاكمها التاج الأحمر ، وبعد وحدة البلاد تم استحداث اللقب الملكى "الاسم النبتى" الذي تمثل بكتابة علامتين يمثلان انثي النسر والأفعي على سلتين وهما يمثلان "نخبت" و"واجيت" ربتا وسيدتا جنوب وشمال مصر سابقا لاسم الملك.
*الاسم النبتى للملك اوسركاف مؤسس الاسرة الخامسة "إيرماعت"
* "نخبت" معبودة مصر العليا "القطر الجنوبي" و"واجيت" معبودة مصر السفلى "القطر الشمالى"
وبذلك نجد أن توحيد القطرين الذي جاء على يد الملك مينا ما هو إلا حصاد لما قام به الملوك الذين سبقوه والذين استطاعوا خلال عهودهم ضم الأقاليم وتوحيدها على فترات متلاحقة حتى قاموا في النهاية بتوحيد أقاليم شمال مصر في مملكة الشمال وتوحيد الأقاليم جنوب مصر في مملكة الجنوب وأن كان هذا التوحيد إلى مملكة الشمال ومملكة الجنوب قد قسم مصر إلى قسمين عوضا عن الأقاليم المتعددة ورغم أنه كان مرهقا حيث كان هناك معارك تنشب بين المملكتين كما وجد علاقات تجارية بينهم عن طريق تبادل السلع إلا أنه يسر الطريق أمام الملك مينا بالوصول الى توحيد المملكتين وتأسيس الأسرة الأولى .
ومن الملوك الذين سبقوا الملك مينا موحد القطرين: الملك العقرب الأول ، الملك الأسد، الملك التمساح، العقرب الثانى حيث جاءت أسماءهم من الرموز المرسومة بجانب صورهم كوجود صورة العقرب أمام نقش يمثل الملك العقرب الثانى.
* الملك العقرب الثانى يرتدى التاج الأبيض "حجت" تاج مملكة الجنوب
* الملك الأسد يقاتل أعداءه
* الملك مينا يقاتل أعداءه مرتديا تاج الجنوب ويسير منتصرا امامه حاملي الرايات بالجانب الاخر ومصورا على هيئة ثور في الاسفل دليلا على قوته خلال قتاله لأعدائه واسمه مدون بأعلى الوجهين مكتوب بعلامتين صوتيتين "نعر- مر"
في الأسفل دليلا على قوته خلال قتاله لأعدائه واسمه مدون بأعلى الوجهين مكتوب بعلامتين صوتيتين نعر- مر
بترتيب الكتابة من أعلى إلى أسفل.
والفيصل بين العصور التاريخية وعصور ما قبل التاريخ هو نشأة الكتابة التى ميزت العصور التاريخية عن ما سبقها من عصور استخدمت النقوش ذات المعانى التصويرية في التعبير عن المشاعر واظهار ما يريد أن يقول المصري القديم ويترك به الذكرى الخالدة لمن يأتى بعده في شكل صورة تحمل المعنى الذي يظهر تلك المشاعر وبمرور الوقت ظهرت الكتابة ذات النطق الصوتى والمعنى اللفظى وأصبح الاعتماد على الجانب التصويري لا يغنى عن وجود نصوص مكتوبة تخبرنا عما حدث في زمنٍ قد ترك لنا الكثير من العلم والحضارة والتطور الذي حير العالم أجمع منذ ظهور معالمه إلى وقتنا هذا.