يحتفل المجتمع الإسلامي بذكرى المولد النبوي، يوم 19 اكتوبر القادم، وهذه المناسبة تتميز محافظات مصر كلها وسائر المدن المصرية بإحيائها المناسبة بصورة مختلفة وبتقاليد ذات طابع خاص، وأكثر ما يميز هذة المناسبة هو انتشار حلوى المولد في الأسواق، يختلف الزمان لكن تبقى العادات والتقاليد الشعبية راسخة وثابتة في مصر .
تنوعت مظاهر الاحتفال في مصر بين صناعة الحلوى كعروسة المولد وحصان المولد، وإقامة الاحتفالات، وتنظيم مجالس الذكر، والإنشاد الديني في المساجد، وفى بعض القرى يقومون بالعزف، والمسيرات الشعبية، تهتف بالشعارات الدينية، وبتوزيع الطعام على الفقراء والمساكين، وتزين الشوارع وتنوع المحلات لبيع الحلوى وعرائس المولد.
وجاءت فكرة عروسة المولد مصرية خالصة، حيث كانت في بداية الأمر تصنع على شكل قالب من الحلوى، التي تزين ويتم تجميلها بأشكال وألوان مختلفة، لتعطي مظهرا جذابا للاطفال، والتناسب مع العيديات للزواج، وكان يوضع بجانبها دائما حصان أو جمل، ومع مرور الوقت إنقرضت عروسة المولد المصنوعة من الحلاوة ،بسبب الوعي الصحي والتقدم العلمي، فحل محلهما العرائس المصنوعة من البلاستيك،التي تزين وتشكل بمختلف الأشكال التي تضفي طابعا جماليا فائقا جذابا ،وكسوتها بالأقمشة المختلفة ذات اللون الأبيض.
وقصتها أن الحاكم بأمر الله كان يحب إحدى زوجاته كثيرًا، وفي أحد الاحتفالات بذكرى المولد، أمر بخروجها معه ذات يوم، فظهرت في الموكب بردائها الأبيض، وعلى رأسها تاج الياسمين فقام صناع الحلوى برسم الأميرة في قالب حلوى، بينما الآخرون يرسمون الحاكم بأمر الله وهو يمتطي حصانه وصنعوه من الحلوى، ويضعون عليها أغلفة لامعة وملونة.
والجدير بالذكر أن عروسة المولد تزرع البهجة في نفوس البنات والأطفال، تلقى قبولا كبيرا من قبل الأطفال صغار السن، والعرائس المقبلين على الزواج،حيث يهديها الخطيب لخطيبته أيضا في تلك المناسبة ،وتكون في الغالب كبيرة الحجم وباهظة الثمن عن باقي أنواع العرائس المخصصة للأطفال الصغار. وتتنوع أشكالها فهناك من الصناع من يجعل يدها على خصرها، وآخرى تحمل زهور أو ورد خاص وغيرها من الأشكال التي يختار من بينها المواطنين. وانقرضت أيضا بسبب إرتفاع أسعارها فى فترة ما حيث كانت نصل إلى 400جنية فى بعض الاحيان. مع ظهور أشكال اخرى تجذب الجميع.
