كانت خطة الخداع الاستراتيجى، التى انتهجتها القيادة السياسية فى مصر بعد نكسة 1967 هى المنهج الذى اتبعته مصر منذ أن بدأ الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى بناء حائط الصواريخ والذى استمرت عليه القيادة السياسية فى مصر وجيشنا العظيم حتى يتم استرداد الأرض المصرية المقدسة فى سيناء ومنذ رحيل الزعيم عبد الناصر فى 28 سبتمبر 1970 وتولى الرئيس السادات واستمر فى بناء جيش مصر وتقوية أسلحته وكانت خطة الخداع الاستراتيجى التى حققت النصر على العدو الإسرائيلى، الذى كان يردد دائمًا بأن جيشه لا يقهر وأن خط بارليف الحصين يحتاج إلى قنبلة نووية وأن مياه قناة السويس سوف تشتعل بالنيران و«النابلم» فى أجساد جنودنا البواسل الذين سيعبرون القناة، وهذا ما أثبت المصريون عكسه تمامًا، فقد حققوا النصر الغالى وعبروا القناة إلى سيناء الحبيبة الطاهرة فى 6 ساعات فقط، حيث كانت الملحمة الوطنية التى عزفها الجيش المصرى فى 6 أكتوبر 1973 معجزة عسكرية بكل المقاييس حيث تدرس فى الأكاديميات العسكرية فى العالم أجمع حتى يومنا هذا وبعد مرور 48 عامًا على نصر أكتوبر العظيم تتكشف أسرار هذه الحرب وكيف خاضها المصريون وجيشنا البطل واسترد أرضنا الغالية بقيادة قائد الحرب والسلام الزعيم الراحل محمد أنور السادات الذى استكمل من منطلق النصر الذى تحقق استرداد باقى أرضنا الطاهرة حتى كانت معركة طابا الدبلوماسية والتى كسبت فيها مصر قضيتها بالتحكيم الدولى وعادت طابا العزيزة لنا ونحن منتصرون.
وفى هذه الذكرى 48 ل نصر أكتوبر العظيم يتحقق العبور الثانى إلى سيناء بتحقيق التنمية والمشروعات والقضاء على الإرهاب تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى بدأ فى هذا العبور الثانى منذ أن تولى المسئولية فى عام 2014 حيث كلفت مشروعات التنمية ب سيناء الدولة المصرية أكثر من 650 مليار جنيه مصرى فى مختلف مشروعات البناء والتعمير وكان بداية هذا العبور الثانى افتتاح الرئيس السيسي بداية الأسبوع المنقضى بمناسبة ذكرى أكتوبر مشروع أكبر محطة تحلية لمياه الصرف الزراعى، وهو محطة بحر البقر التى ستغذى سيناء وستزرع 500 ألف فدان أراضى زراعية وكلفت الدولة أكثر من 160 مليار جنيه وساهم رجالنا وأبطالنا البواسل من الجيش المصرى عن طريق الهيئة الهندسية فى إتمام هذا المشروع الذى يعتبر بمثابة العبور الثانى الذى تحقق على يد الرئيس السيسي وجيشنا البطل الذى حقق النصر فى 1973 ومعه كل جهات الدولة ومؤسساتها من وزارات الرى والزراعة والنقل عن طريق الأنفاق الجديدة وربط سيناء العزيزة بكل بقعة فى مصر وأيضًا وزارة الداخلية التى قضت مع جيشنا الباسل على فلول الإرهاب وتواصل معاركها اليومية مع قواتنا المسلحة وأبطالها فى تأمين كل من يعيش على أرض سيناء تلك الأرض المصرية التى روتها دماء شهدائنا الأبرار فى كافة معارك الوطن منذ أن زرع الاستعمار الكيان الإسرائيلى على جبهتنا الشرقية.. إنها معركة مستمرة فى الحفاظ على التراب الوطنى فى سيناء وفى التنمية والتعمير، حيث سيعيش على سيناء بإذن الله أكثر من 8 ملايين مصرى كما هو مخطط لتعمير وزراعة هذه البقعة الغالية من الوطن ليكون بمثابة العبور الثانى فى أكتوبر 2021 على يد القيادة السياسية الوطنية الواعية ليحيا الوطن فى عزة وكرامة ونصر.