إن حرب أكتوبر عام ١٩٧٣، والتى خاضها الجيش المصرى ضد جيش الاحتلال الإسرائيلى المدعوم أمريكيا وأوروبيا ولديه من التحصينات والأسلحة ما يحقق له التفوق النوعى المطلق على الجيش المصري، ليس هذا فحسب، وإنما بلغ الدعم المعلوماتى درجة لم يسبق أن حصل عليها جيش من قبل، حيث كانت المعلومات تصل إلى إسرائيل عن كل كبيرة وصغيرة فى مصر عبر شبكة تجسس عملاقة ومعقدة بمساعدة مخابرات أوروبية وأمريكية، بل إن بعض الدول التى كانت تحسب أنها صديقة ل مصر كانت تتعاون استخباراتيا مع جيش الاحتلال الإسرائيلي!
وليس المجال يتسع لذكر هذه الدول.. كل ذلك كان يجعل من إسرائيل قوة عسكرية جبارة لا تعانى من أى قصور سواء استخباراتى أو لوجستى أو تسليح حتى ظن كبار الخبراء العسكريين أن انتصار الجيش المصري، هو ضرب من ضروب الخيال !! نعم فكل المعطيات تؤكد ذلك !! إذا ماذا فعل الجيش المصرى ليحقق تلك المعجزة ويقهر جيش اسرائيل الذى ظن العالم أنه لا يقهر ؟؟! كيف حدثت المعجزة ؟
ببساطة شديدة المعجزة تكمن فى عقيدة الجندى المصرى نفسه والإعجاز القتالي، هو تراكمات عبر عصور من الكفاح المسلح ومئات المعارك خاضها الجيش المصرى حتى أصبحت ال حرب هى تكوين أساسى فى جينات الشعب المصري، والذى ينبت من بين أبنائه جنود وقادة فوق العادة، وليس لهم مثيل بين جنود أى جيش آخر.. نعم إن العقلية العسكرية المصرية لها خصوصية وتفرد لا يوجد إلا فى جيش مصر وهى أن قوانين القتال وتكتيكات المعارك ليست ثابتة، وأنه يمكن دائما تطويرها أو إلغائها وإضافة تكتيكات أخرى مثلا الدروع يمكن اختراقها وتدميرها بوسائل بسيطة يكون الجندى هو الفاعل الإساسى وليس الدبابة أو المدفع.. وكذلك خطوط الدفاع يمكن تدميرها أو اختراقها بسهولة ! ليس بقوة النيران وإنما بقوة وعزيمة الجندى المصري، والذى استطاع اختراق خط بارليف بخرطوم مياه وعبر مانع قناة السويس بقارب مطاط ومد جسور عائمة أضاف إليها دعائم جانبية لتتحمل أوزان المدرعات الثقيلة والتى تعدت ٤٠ طنا من الفولاذ.. هكذا غيرت حرب أكتوبر كل المفاهيم عن ال حرب الحديثة، ونسفت كل التكتيكات العسكرية فى ذلك الوقت ليقف العالم مذهولا وحتى الآن.
تحية لشهدائنا الأبرار عبر العصور
تحية لجيش مصر العظيم وأبطاله الشجعان