«يديعوت أحرونوت»: الأنفاق هاجس الجيش الإسرائيلي

«يديعوت أحرونوت»: الأنفاق هاجس الجيش الإسرائيلي«يديعوت أحرونوت»: الأنفاق هاجس الجيش الإسرائيلي

*سلايد رئيسى4-3-2017 | 23:41

كتب: على محمود

اقتحام القوات الخاصة لحركة "حماس" (قوات النخبة) للأنفاق يقلق إسرائيل بشدة، هذا ما كشف عنه المحلل الأمني  لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أليكس فيشمان في مقال له نشرته الصحيفة أمس الجمعة 3/ من شهر مارس الحالى، مضيفا أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلى جادي آيزنكوت قدّم في نهاية عام 2016 للجيش عددًا من "العوامل الحاسمة الاستراتيجية" ووضع على رأس القائمة تهديد الانفاق .

وكشف فيشمان أن رئيس الأركان أوضح خلال اجتماع مغلق عقده الأربعاء الماضي مع جنرالات متقاعدين أن الجيش الاسرائيلي لن يحظى بوقت كبير ليأخذ حذره أو يتمكن من تقليص الفجوات واستكمال التدريب وما شابه، فمع تغيير في طابع التهديد ألغى عمليًا مفهوم "التحذير طويل المدى"، ولذلك أمر رئيس الأركان الضباط بالاستعداد الآن لحدث سوف يتصاعد على كل الجبهات، مع التشديد على قطاع غزة الأكثر قابلية للاشتعال .

ويشرح المحلل الأمنى لـ "يديعوت أحرونوت" أن المقصود هنا هو استعداد القوات الإسرائيلية والقدرة على تحريكها خلال وقت قصير وبمستوى لم يسبق للجيش أن عرفه من قبل ، ويكشف أن  رئيس أركان الجيش يطلب مرة كل أسبوعين التقارير الخاصة بتقدم مشروع تحصين المواقع الإسرائيلية، وجاهزية القوات تجاه قطاع غزة.. وقيادة المنطقة الجنوبية التى نفّذت تدريبًا في شهر يناير الماضي لقياس مستوى الجاهزية في حال حصول هجوم مفاجئ لحماس مع التركيز على اقتحام مقاتلي النخبة عبر الأنفاق .

وبحسب فيشمان، فمن اجل تعزيز الرد الهجومي أمام قطاع غزة نفذ الجيش خطة لإعادة انتشار قواته، ففي شهر يناير من العام الماضى 2016 تمّ نقل الفرقة النظامية 162 من القيادة الوسطى الى القيادة الجنوبية، وهذه الفرقة تحوّلت الى مركز الانطلاق فى خطة الهجوم من أجل السيطرة على أجزاء واسعة في القطاع، وأصبحت فرقة غزة هي المسؤولة عن وضع خطة للدفاع، وشملت خطة الدفاع أيضا فصلًا عن تدمير الأنفاق، وبعد هذه التغييرات أصبح هناك قدرة حقيقية للجيش الإسرائيلى في البر والجو، بُنيت منذ عملية "الجرف الصلب".

ويلفت كاتب "يديعوت أحرونوت" النظر إلى أن هناك تهديدًا آخر يحاول سلاح الجو الإسرائيلى الإجابة عنه وهو الطائرات بدون طيار"،  مواصلا أنه بالنسبة لـ "حماس" فإن عددًا من هذه الطائرات يفترض أن تكون بمثابة قنابل موجهة بدقة تسقط على مواقع استراتيجية وأماكن سكنية في الكيان الإسرائيلى، والطائرة بدون طيار هي أداة لا يمكن للطائرات الكبيرة والسريعة مواجهتها، ويقوم سلاح الجو الإسرائيلى بتطوير تقنية لمحاربتها .

ويتابع المحلل الأمنى لـ "يديعوت أحرونوت" أن الدراسات التي تمت في هيئة الأركان الإسرائيلية وقيادة المنطقة الجنوبية بعد عملية "الجرف الصلب" أدت الى الاستنتاج بأن المواجهات مع "حماس" أوجدت الردع لكن لزمن محدود، والمعركة تميّزت بفترة زمنية أطول من المخطط لها مع استخدام القوة الزائدة، مضيفا أن ما بدا للجمهور كمناورة برية هجومية في القطاع كان عمليًا خطوة دفاعية، وإضافة إلى ما سبق فإن طريقة العمل التي اختارها الجيش الاسرائيلي تسببت فى وقوع "ضحايا" في الذراع العسكري لـ"حماس"، لكن الإطار العسكري للمنظمة لم يتفكّك واستمر بالقتال، والوقت الذي مرّ من أجل إعادة النهوض كان سريعًا، وأضاف أيضا أن قسما كبيرا من قيادات الوسط وما دونها لـحماس اختفت أثناء القتال الاستخباري، وفي المواجهة القادمة لن يتم تجاهل هذه الأنفاق، حيث أن وحدات حماس التي تختفي تحت الأرض وتظهر بشكل مفاجئ أمام قوات الجيش الإسرائيلي تترمكز فيها.. و يفترض أن الخطة العسكرية التي وضعت في قيادة الجنوب تتيح الوصول إلى هؤلاء الأشخاص في أماكن اختبائهم".

وينتهى المحلل الأمني  لـ "يديعوت" في الختام إن اسرائيل خصصت نحو 3 مليارات شيكل لمحاربة الأنفاق، يدخل فيها بناء جدار حول قطاع غزة، والخطط كلها وضعت والجهود واضحة للعيان، ويبقى السؤال: ما الذي سيحدث في الامتحان الحقيقي القادم للجيش؟".

أضف تعليق

إعلان آراك 2