أكدت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي الدور الحيوي والمهم الذي يمكن أن يلعبه رواد الأعمال في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.
جاء ذلك خلال لقائها بمجموعة من الشركات المصرية الناشئة العاملة في مجالات التعرف على هوية عملاء البنوك و الدفع الإلكتروني و إعادة تدوير الزيوت والتأمين، والمقرر مشاركتها في مؤتمر القمة الأفريقي الفرنسي الجديد، الذي تنطلق فعالياته خلال أكتوبر الجاري بمدينة مونبيليه الفرنسية، ويهدف لإعادة صياغة العلاقات بين أفريقيا وفرنسا وتسليط الضوء على إطار عمل جديد وأفكار مبتكرة لفتح آفاق الشراكة بين القارة وفرنسا.
واستعرضت المشاط، خلال اللقاء، استعداد الشركات الناشئة للمشاركة في القمة الأفريقية الفرنسية، والمجالات المختلفة التي تعمل بها هذه الشركات ومراحل تطورها.. واستمعت للتحديات التي واجهت عمل الشركات خلال جائحة فيروس كورونا المستجد، وكذا الفرص التي لاحت في ظل الأزمة واستغلتها الشركات لتنمية حجم أعمالها.
وقالت إن "جائحة كورونا رغم ما تسببت فيه من تحديات، إلا أنها أتاحت فرصا غير مسبوقة لنمو الأفكار الريادية والمبتكرة في ظل إقبال العالم على الخدمات التكنولوجية والعمل عن بعد".
ولفتت إلى أهمية هذه الفعاليات الدولية في تبادل الخبرات والتجارب مع الدول والثقافات الأخرى، وعرض الدور الذي تقوم به الشركات المصرية الناشئة في دعم التنمية في مصر بمختلف المجالات من خلال الأفكار المبتكرة والاستثنائية التي توفر الحلول للتحديات التي تواجه التنمية في المجتمع.
وأضافت أن منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي (Egypt-ICF) ركز في جلساته وورش العمل على مناقشة أهمية الابتكار والشمول المالي ودورهم في تحقيق التنمية المستدامة، حيث ناقش في ورشة عمل الابتكار وريادة الأعمال بقارة أفريقيا أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه رواد الأعمال في تحقيق التنمية المستدامة في القارة، كما ناقش في ورشة عمل أخرى أهمية الشمول المالي للسيدات في دفع التنمية.
وأشارت المشاط إلى محفز سد الفجوة بين الجنسين، الذي يستهدف سد الفجوة بين المرأة والرجل في سوق العمل بمشاركة القطاع الخاص وشركاء التنمية، حيث يمكن أن يكون فرصة لتعزيز دور الشركات الناشئة في هذا المجال، منوهة بأن سعي مصر لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (COP27) يمثل فرصة للشركات الناشئة، لاسيما تلك التي تعمل في مجال الحفاظ على البيئة والتحول الأخضر.
ومن جهته، قال أحمد جمعة العضو المنتدب لشركة مصر لريادة الأعمال والاستثمار إن "عدد الشركات التي تمثل مصر في مؤتمر القمة الأفريقي الفرنسي يبلغ 27 شركة ناشئة في العديد من المجالات، من بينها التعليم والطاقة والمدن الذكية والصناعة والخدمات المالية والتجارة واللوجيستيات، بالإضافة إلى 9 شركات حصلت على تمويل من شركة مصر لريادة الأعمال أو من خلال مسرعات الأعمال التابعة لها، وهي: (Falak Startups وEFG EV Fintech)".
ومن جهتهم، أشار ممثلو الشركات الناشئة إلى تطلعهم للمشاركة في مؤتمر القمة الأفريقي الفرنسي الجديد باعتباره فرصة للتعرف على التجارب والخبرات في مجال ريادة الأعمال والابتكار بفرنسا، وكذلك الدول الأفريقية، كما يمثل فرصة للشركات الناشئة الراغبة في توسيع نطاق عملها في السوق الأفريقية والأوروبية من خلال التعرف على طبيعة الأسواق والتحديات التي يمكن أن تمثل فرصًا لدخول الشركات الناشئة استغلالا للخبرات المتراكمة لديها في السوق المصرية.
ومن المقرر أن يناقش مؤتمر القمة الأفريقي الفرنسي خمسة موضوعات رئيسية هي: التزام المواطنين، وريادة الأعمال والابتكار، والتعليم العالي والبحوث، والثقافة، والرياضة.. ويعمل المؤتمر على جمع الأطراف المعنية لمناقشة بناء مستقبل مشترك بين أفريقيا وفرنسا في مختلف المجالات.
يشار إلى أن شركة مصر لريادة الأعمال والاستثمار هي أول شركة رأسمال مخاطر باستثمارات حكومية تساهم فيها وزارة التعاون الدولي والهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة وشركة "إن أي كابيتال".. ومنذ تأسيسها في سبتمبر 2017 ضخت استثمارات بقيمة 275 مليون جنيه في 174 شركة بشكل مباشر وغير مباشر، منها استثمارات في مسرعات الأعمال (Falak Startups، وEFG-EV Fintech، وFlat6Labs).
وخلال يونيو الماضي، أطلقت وزارة التعاون الدولي وشركة مصر لريادة الأعمال والاستثمار، تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، ملتقى الاستثمار في المستقبل "Generation Next"، الذي ناقش العديد من المحاور، أهمها دور مؤسسات التمويل الدولية في تنمية بيئة عمل شركات التكنولوجيا الناشئة، ودور الشراكات مع شركاء التنمية لتيسير الوصول إلى التمويل وتعزيز الحوكمة وتحقيق المعايير البيئية والمجتمعية وأهداف التنمية المستدامة من خلال الشركات الناشئة، وكيفية تعزيز مكانة مصر كوجهة جاذبة للاستثمار في الشركات الناشئة.