استعرضت وزارة الموارد المائية والرى، إنجازات مشروعات التعاون الثنائي مع دول حوض النيل، باعتبارها أحد المحاور الرئيسية فى الدورى المصرى تجاه قارة إفريقيا عامة، ويعتبر جزءاً أساسياً في الاستراتيجية المصرية للتحرك مع دول حوض النيل على وجه الخصوص.
وذكرت الوزارة فى معرض انجازاتها فى أوغندا، أنه بدأ التعاون الثنائي مع أوغندا في عام 1949 متزامناً مع بداية التفكير في كيفية التخزين المستمر بالبحيرات الاستوائية، وذلك من خلال الاتفاق على إنشاء خزان أوين على مخرج بحيرة فكتوريا، حيث كان الغرض الرئيسي هو تخزين المياه لاستغلالها في سنوات الإيراد المنخفض، وتوليد الطاقة الكهرومائية لصالح أوغندا مع الالتزام بالتصرفات الطبيعية لبحيرة فيكتوريا.
ومن خلال هذه الاتفاقية تم التواجد المصري في أوغندا من خلال 3 مهندسين (1 مدير عام + 2 مهندسين) يقومون بالإشراف المشترك على قياس المناسيب من محطة جنجا. وقد توسعت الإدارة العامة لخزان أوين في مهامها ومسئولياتها لتشمل الإشراف على تنفيذ مشروعات التعاون الثنائي مع أوغندا سواء مشروع التعاون مع وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والأسماك أو التعاون مع وزارة المياه والبيئة.
مقاومة الحشائش المائية
يعتبر المشروع المصري الأوغندي لمقاومة الحشائش المائية بالبحيرات العظمى من أنجح مشروعات التعاون الفني الثنائي المنفذة في دول حوض النيل ، إذ تم أنجاز وتنفيذ أربعه مراحل كاملة من خلال الشركات المصرية. ويمكن تلخيص أهم الإنجازات فيما يلي:
وكانت لإنجازات المشروع التأثير المباشر على مواطني القرى والمدن ب أوغندا والتنمية الاقتصادية من خلال تطهير مخارج البحيرات من الحشائش المائية مما ساهم في تنمية حركة الملاحة والثروة السمكية، كذلك تطوير شواطئ القرى والمدن الكبرى والذي أدى إلى ازدهار حركة النقل والبضائع وصيد الأسماك. بالإضافة إلى إنشاء سدود حصاد مياه الأمطار لتوفير مياه الشرب للمناطق النائية البعيد عن التجمعات المائية وأيضا إنشاء المزارع السمكية، حيث يمثل صيد الأسماك المهنة الأساسية بدولة أوغندا.
وتم البدء في المرحلة الخامسة من المشروع المصري الأوغندي لمقاومة الحشائش المائية ب أوغندا عن طريق احدى الشركات الوطنية لمقاومة الحشائش المائية بالبحيرات العظمى وتم سرعة الاستجابة للحكومة الأوغندية والتي تقدمت بطلب للمساعدة نتيجة ارتفاع مناسيب المياه ببحيرة فيكتوريا والتي أحدثت انسداد للتوربينات بسد نالوبالى نتيجة الحشائش المائية فقد تم تنفيذ أعمال تطهيرات للحشائش المائية أمام السد للحد من هذه المشكلة وقد أرسل المسئولين بحكومة أوغندا الشكر ل مصر لسرعة استجابة مصر لحل هذه المشكلة.
والجدير بالذكر أن أنشطة المرحلة الخامسة تتضمن تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع إدارة الحشائش المائية بالمواقع الضحلة ببحيرتي كيوجا وألبرت استكمالا للنجاحات التي تحققت خلال المرحلة الأولى من المشروع والذى تم توقيع عقد المرحلة الثانية مع معهد بحوث صيانة القنوات المائية لتنفيذ المشروع.
إدارة الحشائش المائية
ظهر نوع جديد من الحشائش المائية في اوغندا Salvinia Molesta أحد الحشائش المائية التي غزت النظم المائية في أوغندا وتشير التقارير أن هذا النوع من النبات منتشر على سواحل بحيرتي ألبرت وكيوجا، مما أدى إلى طلب الجانب الأوغندي المساعدة المصرية لمقاومة هذا النوع الجديد من الحشائش، وعليه تم الاتفاق مع الجانب الأوغندي على مشروع جديد تحت مسمي إدارة الحشائش المائية بالمناطق الضحلة في بحيرتي كيوجا والبرت" وتم توقيع عقد المرحلة الأولى من المشروع في فبراير 2018 .
وهذا مشروع استرشادي تطبيقي يقوم على فكرة تطبيق المقاومة اليدوية للحشائش المائية بمنطقين رائدتين علي بحيرتي كيوجا و البرت كحل مستديم لمشكلة مهاجمة هذه الحشائش لشواطئ هذه القرى والحد من قدرة المقيمين بها على الحصول على احتياجاتهم اليومية من مياه الشرب وكذلك تقييد حركة قوارب الصيد بها وصعوبة خروجها وعودتها يومياً وقد وفر المشروع أيضاً للمنتفعين عدة وسائل للاستفادة من جزء من هذه الحشائش المائية الناتجة عن عملية الصيانة وذلك عن طريق انتاج البيوجاز والسماد العضوي كحافز لهم على استمرار أعمال الصيانة بعد انتهاء المشروع
ويهدف المشروع الى إدارة الحشائش المائية: الحد من تجمعات الحشائش المائية الموجودة في المواقع المختارة ببحيرتي كيوجا وألبرت من خلال تنفيذ برامج علمية للتحكم في الحشائش، بالإضافة إلى إقامة حواجز لمنع دخول المزيد من الحشائش المائية. وتنفيذ برامج التوعية العامة: الخاصة بالحشائش المائية. بالإضافة الى التوسع في أنشطة مسح المسطحات المائية لتحديد أماكن الحشائش المائية والقضاء عليها أو التحكم فيها، على أن يتم مشاركة الأشخاص المعنين المحليين في أنشطة إدارة الحشائش المائية المواقع المختارة. ودعم المشاريع البحثية التي تقدم حلول لإدارة الحشائش المائية وتحويلها إلى طاقة الغاز الحيوي.
التعاون الفني
في إطار التعاون الفني الثنائي مع جمهورية أوغندا، تم توقيع بروتوكول التعاون الفني الثنائي بين وزارة الموارد المائية والري المصرية ووزارة المياه والبيئة الأوغندية في 12 يناير 2010 لتنفيذ مشروعات تنموية تشمل شراء المعدات الميكانيكية لحفر سدود حصاد الأمطار، شراء المعدات اللازمة للمشروع ويتم تنفيذ أنشطة المشروع باستخدامها.
حفر 75 بئر جوفى
لتوفير مياه الشرب لمواطني المناطق القاحلة التي تعانى من ندرة المياه تم الانتهاء من تنفيذ عدد (75) بئر جوفي في المناطق البعيدة عن مصادر المياه في المقاطعات المتفرقة في اوغندا كما تم ميكنة لعدد (2) بئر جوفي باستخدام الطلمبات التي تعمل بالطاقة الشمسية وقد تم الانتهاء من تجهيز الآبار بالطلمبات الشمسية وتسليمها الى الجانب الأوغندي في أكتوبر 2016.
إنشاء 5 سدود لحصاد
إنشاء عدد (5) سدود لحصاد مياه الأمطار في خمس مقاطعات مختلفة في اوغندا للاستفادة منها في الاستخدامات المنزلية وشرب الإنسان والثروة الحيوانية والاستخدامات المنزلية. ويحتوى كل محطة على حوض للترسيب للتخلص من المواد العالقة وخزان الحصاد سعة عشرة ألاف متر مكعب (10.000م3) وعدد إثنين (2) وحدة ضخ وغرفة لوحدات الضخ وعدد إثنين (2) خزان عالي من البلاستيك سعة الواحد عشرة أمتار مكعبة (10م3) وشبكة من المواسير مختلفة الأقطار ووحدات توزيع المياه وأحواض لشرب الماشية وسور بارتفاع 1,5 متر من الأسلاك الشائكة حول حوض التخزين والترسيب وغرفة وحدات الضخ والخزانات العلوية ومزود ببوابة رئيسية لدخول المعدات.
التدريب وبناء القدرات:
تم عقد أربعة دورات تدريبية في المجالات المتعلقة بالموارد المائية والري مثل تصميم وإنشاء وصيانة سدود حصاد مياه الأمطار، إدارة المياه الجوفية، إدارة الموارد المائية، نظم المعلومات الجغرافية لعدد ما يقرب من 41 من الكوادر الفنية الأوغندية.
درء مخاطر الفيضان
تعرضت مقاطعة كسيسي بغرب أوغندا في السنوات العشرين الماضية لموجات من الفيضانات العارمة التي أتت على الأخضر واليابس في المقاطعة، وتحديداً منطقة رينزوري الجبلية والتي تبعد 400 كم تقريباً غرب مدينة كمبالا العاصمة، وذلك نتيجة لما سببه النحر لانهيارات أرضية شديدة بالمناطق الجبلية وتحرك الصخور غير الثابتة في اتجاه التجمعات السكنية والمزارع وأماكن تربية المواشي والطيور. وقد تسبب ذلك في خسائر بشرية ومادية كبيرة. ومما زاد من صعوبة الكارثة أنها تكررت عدد من المرات خلال الثمانينات والتسعينات وزادت خلال القرن الحالي حيث كان آخرها في مايو 2013 ثم في مايو 2014 حيث قدرت الخسائر المالية بمليارات الشيلينات الأوغندية فضلاً عن الخسائر الكبيرة في الأرواح.
وعليه تم الاستجابة الفورية بتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع الحد من مخاطر الفيضان بمقاطعة كسيسي في 2015، وتم الانتهاء من المشروع في فبراير 2018، وقد ساهم هذا المشروع في انقاد المنطقة من كوارث محققة حيث ساهمت الأعمال المنفذة في حماية الأرواح والممتلكات بمنطقة كاسيسى بغرب أوغندا فضلاً عن الإمكانية المستقبلية لاستغلال مياه الفيضان التي كانت تهدر وتتسبب في خسائر مادية وبشرية لقاطني منطقة كسيسي.
يجرى الأن استكمال أعمال المرحلة الثانية من مشروع درء مخاطر الفيضان بمقاطعة كسيسي والتي تهدف إلى استكمال أعمال الحماية علاوة على أعمال تنموية أخرى مثل تأهيل مأخذ لمياه الشرب والحفاظ على التربة من الأكل وحماية جوانب النهر وإنشاء شبكة رصد هيدرولوجى على مجرى النهر.