الأغنية .. صوت المصريين في ذكرى النصر

الأغنية .. صوت المصريين في ذكرى النصرصورة أرشيفية

فنون5-10-2021 | 17:36

على عكس السينما و المسرح اللذين لم يكونا عند مستوى نصر أكتوبر المجيد ولم يقدما أعمالاً مهمة ترقى للتعبير عن هذا الحدث الكبير، ساهمت الأغنية بدور كبير في شحذ الهمم وتأجيج الروح الوطنية لدى الشعب للوقوف بجانب الجيش في معركته المصيرية لاسترداد الأرض والكرامة السليبة، وتطوع كبار الشعراء والملحنين والمطربين للقيام بدورهم الوطني، ولحن بعضهم أشهر تلك الأغنيات على سلالم مبنى الإذاعة والتليفزيون.

أغاني النصر

قدم العندليب الراحل عبد الحليم حافظ عددًا من أشهر أغنيات النصر العظيم، حيث قدم فى 73 أغنية «عاش اللى قال» كلمات محمد حمزة وألحان بليغ حمدى، وفى عام 74 غنى «صباح الخير يا سيناء» ألحان كمال الطويل، وفى عام 75 غنى آخر أغانيه الوطنية وهى «النجمة مالت ع القمر» بعد إعادة افتتاح قناة السويس للملاحة العالمية من كلمات محسن الخياط وألحان محمد الموجى، ثم أغنية «المركبة عدت» كلمات مصطفى الضمرانى وألحان محمد عبد الوهاب.

وهناك أيضًا أغنيات تم تقديمها ما بين فترة نصر أكتوبر حتى تحرير سيناء بأكملها فى بداية الثمانينيات، مثل «عظيمة يا مصر» لوديع الصافى، «دولا مين» لسعاد حسنى ألحان كمال الطويل، «يا حبيبتى يا مصر» و«ادخلوها سالمين» وكلاهما من ألحان بليغ حمدى وفى هذه الأغنية تحديدًا ظهرت تقنيات تعدد «التراكات» فى ستوتديوهات تسجيل الصوت بغناء شادية على تراكين، أى أن المستمع فى مقاطع محددة يسمع صوتين لغناء شادية.

وغنّت فيروز «مصر عادت شمسك الذهب» للأخوين رحبانى، وداليدا «حلوة يا بلدى» ألحان مروان سعادة، ومحمد عبد المطلب «من نصر لنصر» ألحان بليغ حمدى، وياسمين الخيام «المصريين أهم» ألحان محمد عبد الوهاب وغيرهم من الألحان والمطربين الذين شاركوا فى فرحة النصر.

ذكرى بليغ

وتتزامن ذكرى ميلاد الموسيقي العبقري بليغ حمدي مع احتفالات انتصارات 6 أكتوبر، والذى يعد بليغ واحدًا من الذين عبروا عن هذا الحدث والانتصار بألحانه التى مازلنا نرددها حتى الآن، كما أن ذكاء وحنكة وحرفية بليغ حمدى، جعلته ناجحًا فى جميع أنواع الألحان وليست الرومانسية فقط لكنه برع فى الأغانى الوطنية أيضا، واستطاع أن يترجم مشاعر المصريين فى جمل لحنية مليئة بالمشاعر، حيث كانت الأغنية الوطنية بالنسبة لبليغ حمدى السلاح الكبير الذى لم تستطع إسرائيل اختراقه، أو تحاول إبطال مفعوله وتحد من انتشاره بين الشعب المصرى.

إيقاع أكتوبر

وتغير شكل الأغنيات الوطنية فى تلك المرحلة، كما تقول الناقدة والمؤرخة الموسيقية ياسمين فراج، وأصبح هناك غزارة فى إنتاج الأغنية الوطنية والاجتماعية وتوظيف الأداء الكورالى بأنواعه فى الغناء، النسائى والرجالى والمختلط وظهور كورس الأطفال واستخدام الآلات الموسيقية الأوركسترالية بشكل مكثف خاصة مجموعة النفخ النحاسى والخشبى التى تعطى الانطباع السمعى والنفسى بأجواء الحماس والحروب والقتال إلى جانب الآلات الموسيقية العربية مثل القانون، العود، النايات وغيرها والاعتماد على الإيقاعات المصرية مثل المقسوم.

وتضيف د. ياسمين: «كان استرداد طابا فى 25 إبريل 1982 حدثًا سياسيًا مهمًا، تسابق الشعراء والمطربون والمطربات والملحنون لتوثيق تاريخ هذه اللحظة بالموسيقى والغناء وراحت تقدم العديد من الأغنيات الوطنية ذات الطابع القومى، فغنّت شادية «مصر اليوم فى عيد» من ألحان جمال سلامة وعاودت الأغنية الجماعية فى الظهور لنجد أغنية «صوت بلادى» كلمات حسين السيد، وألحان محمد عبد الوهاب، التي قدم من خلالها مجموعة من الأصوات الجديدة آنذاك هم سوزان عطية، زينب يونس، توفيق فريد، وإيمان الطوخى.

ثم ظهرت مجموعة من الأغنيات الوطنية التى غناها الصوت الشاب آنذاك محمد ثروت نذكر منها «مصريتنا» ألحان عبد الوهاب، «مصر يا أول نور فى الدنيا» ألحان جمال سلامة، دويتو «بلدى» غناء هانى شاكر ومحمد ثروت كلمات عبد الرحمن الأبنودى، وألحان جمال سلامة، وغيرها من الأغنيات التى ابتهجت بهذا الحدث، وبعد هذا الحدث استقرت مصر سياسيًا ولم تخض أى حروب.

أضف تعليق