من المفارقات الطريفة فى علاقة كرة القدم المصرية بالحرب، إقامة مباراة ضمن منافسات الدورى الممتاز موسم 1973-1974 يوم 6 أكتوبر وبالتحديد أثناء ساعة الصفر وقيام قوات الجيش الباسلة بعبور قناة السويس واقتحام خط برليف.
على ملعب المدينة الرياضية بنادى غزل المحلة استضاف الأخير منافسه الطيران، ضمن منافسات الجولة الخامسة من بطولة الدوري، وبالتحديد فى تمام الساعة الثانية ظهراً –موعد العبور-، وأثناء سير اللعب هتفت جماهير صاحب الأرض باسم الضيوف ما أصاب اللاعبين بالدهشة الشديدة.
وقد استاء لاعبو غزل المحلة من جماهيرهم التى هتفت للمنافس دون سبب مبرر، فقد كانت النتيجة تشير إلى التعادل السلبى كما أنهم كانوا يسيطرون على اللعب وفريقهم فى الأساس حامل لقب البطولة، ولكن الحقيقة أن جماهير زعيم الفلاحين لم يهتفوا للمنافس، بل كانوا يؤدون التحية لسلاح الطيران فى الجيش المصري، حيث استمعوا عبر الإذاعة عن دوره فى الحرب.
وخلال فترة الاستراحة بين الشوطين، انتهت حالة الدهشة والاستياء لدى لاعبى غزل المحلة وتحولت إلى حالة من الفرحة والسعادة بعدما تم إبلاغهم بخبر العبور، واستكمل الفريقان الشوط الثانى وكأنها مباراة ودية هادئة حتى نهايتها بنفس النتيجة التى بدأت بها.
وقرر اتحاد الكرة إلغاء الموسم وإيقاف النشاط الكروى، فقد كان الدورى جزءًا من خطة الخداع الاستراتيجي، ومع اندلاع الحرب لم يعد هناك شيء أهم من تكاتف الشعب المصرى ووقوفه خلف جيشه الوطنى الذى يخوض معركة استعادة الأرض ورد الكرامة.