فى أكتوبر من عام 1973، اضطر القائمون على شئون كرة القدم الإنجليزية لإيقاف المسابقات المحلية للمرة الثانية فقط فى تاريخها الذى يعود إلى عام 1871، وذلك بسبب تداعيات اندلاع الحرب بين مصر والكيان الصهيوني، بالتأكيد ليس خوفاً من العمليات العسكرية، ولكن نظراً لانقطاع إمدادات النفط وحدوث أزمة طاقة فى جميع أرجاء المملكة المتحدة.
مع اشتداد حرب 1973، قررت الدول العربية من أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» تعليق شحنات النفط إلى جميع الدول الغربية التى دعمت الكيان الصهيوني، مما أدى ذلك إلى نشوب أزمة طاقة بها وعلى رأسها إنجلترا، مما اضطر إدوارد هيث، رئيس وزراء بريطانيا إلى إصدار قرار بالعمل لمدة 3 أيام فقط فى الأسبوع بجميع المصالح لتوفير الكهرباء.
كما تقرر حظر استخدام الأضواء الكاشفة فى ملاعب كرة القدم، مما اضطر القائمون عليها إلى إقامة المباريات نهاراً، علماً بأن المباريات فى إنجلترا كانت تقام آنذاك أيام السبت والأربعاء فقط وفقاً لما يعرف بقانون «المراقبة» الموضوع عام 1780 الذى ينص على عدم استخدام أى منشأة رسمية فى النشاطات الترفيهية من أجل الربح طيلة باقى أيام الأسبوع، قبل أن يتغير الوضع تماماً مع تحول الساحرة المستديرة إلى نظام الاحتراف لتصبح صناعة وتجارة وأحد مصادر الدخل للدولة.
ومع رفض رابطة الكرة الإنجليزية لمقترح تعليق المباريات حتى انتهاء الحرب وحل أزمة الطاقة خوفاً من الإخلال بالمواعيد الرسمية، أقيمت المباريات فى وقت مبكر الأمر الذى تعارض مع مواعيد عمل الجماهير فتضاءلت الأعداد فى المدرجات.
وطلبت الرابطة من السلطات منحها الإذن بإقامة المباريات لكل المسابقات أثناء عطلة يوم الأحد، ووافقت وزارة الداخلية على الاقتراح شريطة أن تهب الرابطة إجمالى 56% من إيراد تذاكر المباريات للمملكة.
وأقيمت أول مباراة رسمية فى تاريخ كرة القدم الإنجليزية، يوم الأحد الموافق 6 يناير 1974 بين كامبريدج يونايتد وأولدهام أثليتيك فى ذهاب الدور الثالث من كأس إنجلترا، بينما أول مباراة يوم الأحد الموافق 27 من الشهر ذاته فى الدورى الممتاز بين ستوك سيتى وتشيلسي، ورغم انتهاء حرب أكتوبر ورفع الحظر عن صادرات النفط من الدول العربية، إلا أن إقامة مباريات كرة القدم يوم الأحد استمرت حتى الآن وباتت من الأمور التقليدية لكنها لم تكن مقبولة فى البداية.