حرمت العدو من الوصول إلى القناة.. حماة السماء يقطعون اليد الطولى لإسرائيل

حرمت العدو من الوصول إلى القناة.. حماة السماء يقطعون اليد الطولى لإسرائيلالدفاع الجوى

مصر5-10-2021 | 20:34

بطولات رجال الدفاع الجوى لم تقتصر على بتر الذراع الطويلة للعدو التى عاثت فسادا على أرض سيناء الطاهرة إذ استطاعت قوات الدفاع الجوى حرمان القوات الجوية الإسرائيلية من قوتها بل إنها كان لها الكلمة الأولى فقدمت المعاونة والمساندة لقواتنا البرية وحمت الأهداف الحيوية بعمق الدولة فاستطاعت حرمان العدو من تنفيذ مهامه بنجاح خلال فترة القتال مما أتاح الفرصة لقواتنا البرية للعمل لأول مرة فى تاريخ الحروب مع إسرائيل وهى فى مأمن من هجماتها الجوية.
وفى إطار الخطة الشاملة للقوات المسلحة للإعداد والتجهيز لحرب أكتوبر قامت قوات الدفاع الجوى بالتخطيط والإعداد لتنفيذ دورها بالتعاون والتنسيق الكامل مع القوات الجوية لاسترداد أرض سيناء فمع بزوغ فجر العاشر من رمضان كانت قوات الدفاع الجوى مستعدة لتؤدى دورها مع قواتنا المسلحة الباسلة فى معركة العبور والتحرير.

فى تمام الساعة الثانية ظهرا انطلق نسور قواتنا الجوية ليعبروا قناة السويس إلى عمق سيناء ويدكون حصون ومواقع العدو بتوجيه ضربة جوية مذهلة تدرس فى الكليات والمعاهد العسكرية ونجحت فى تدمير أهدافها بدقة بالتنسيق التام مع قوات الدفاع الجوى بكافة عناصره ووسائله من أجهزة الإنذار وتوجيه المقاتلات والصواريخ متوسطة وقصيرة المدى والمدفعية والرشاشات المضادة للطائرات وعادت الطائرات المصرية بعد تحقيق مهامها بنجاح إلى قواعدها ثم قامت الآلاف من مدافع الميدان تصب حممها على خط بارليف الحصين ثم توالت موجات الجيوش الميدانية البواسل تعبر قناة السويس على طول امتدادها لتهاجم وتدمر النقط الحصينة للعدو التى سقطت واحدة تلو الأخرى وارتفعت راية مصر خفاقة فوق أرض سيناء منذ اللحظات الأولى للقتال.


وكان لمنظومة الدفاع الجوى وحائط الصواريخ والتى قامت بالتنسيق لتنفيذ دورها كاملا فكانت أجهزة رادار الإنذار تبحث وترصد وتنطلق صواريخنا لتكسر لحظات الصمت وتتدفق طلقات المدفعية والرشاشات المضادة للطائرات فى كل صوب لتشتعل السماء لهيبا وتتهاوى طائرات العدو محترقة على أرض سيناء مما جعل القيادة الإسرائيلية تصدر أوامرها إلى طياريها بعدم الاقتراب لمسافة أقل من 15 كم شرق قناة السويس لتجنب الوقوع داخل مناطق القتل والتدمير لحائط الصواريخ المصرية واستمرت قواتنا فى تنفيذ أعمال العبور تدك حصون العدو وتتوالى داخل سيناء تحت حماية مظلة وسائل دفاعنا الجوى ومع تطوير قواتنا البرية لهجومها شرقا عبرت عدد من كتائب الصواريخ المضادة للطائرات إلى مواقعها المخططة شرق القناة لتمتد معها مظلة التغطية بالصواريخ للقوات البرية القائمة بتطوير الهجوم شرقا.
كانت قوات الدفاع الجوى تعلم أن أمامها تحديا يتوقف على أدائها فيه مصير المعركة كلها فأثبت مقاتلو وأبطال الدفاع الجوى الجرأة والشجاعة والتفانى فى أصعب وأحرج لحظات القتال، الأمر الذى كان له أكبر الأثر فى تحقيق النصر لقواتنا المسلحة واستعادة العزة والكرامة لترتفع راية مصر خفاقة فوق أرض سيناء فقد شهدت منطقة قناة السويس أعنف وأشرس الهجمات الجوية فى تاريخها الحافل بالحلقات المتصلة من الصراع بين القوات الجوية الإسرائيلية وقوات الدفاع الجوى المصرية.
وحظيت خطط الدفاع الجوى عن الكبارى والمعابر بأكبر قدر من العناية والاهتمام وحشد لها كل الإمكانات التى تضمن لها النجاح المنشود إذ كان على قوات الدفاع الجوى هزيمة التفوق الجوى الإسرائيلى وتحطيم الأسطورة المزعومة بينما كانت المعارك على أشدها بين القوات الجوية الإسرائيلية وقوات الدفاع الجوى يومى 6 و7 أكتوير 1973 على امتداد جبهة القتال.


لكن الأمر فى بورسعيد كان مختلفا حيث اقتصر خلال يومى 6 و7 على طلعات جوية متفرقة لإشغال العدو واعتبارًا من 8 أكتوبر 1973 شهدت بورسعيد أشد المعارك شراسة وعنفا بين الدفاع الجوى المصرى والطيران الإسرائيلى ومنذ ذلك اليوم واجهت المدينة الباسلة هجمات جوية شرسة حشدت لها إسرائيل عدد كبير من الطائرات حيث بلغ عدد الطائرات فى بعض الهجمات أكثر من 50 طائرة كانت تهاجم المدينة فى نفس الوقت.


وقال أحد الطيارين الإسرائيليين أن الهدف من الهجوم على بورسعيد يرجع الى اعتقاد القيادة الإسرائيلية أن لدى مصر صواريخ استراتيجية أرض/أرض لا يمكنها إصابة مدن إسرائيل الرئيسية إلا إذا وضعت فى بورسعيد باعتبارها أقرب النقاط المصرية الى المدن الاسرئيلية.
وظنت القيادة الاسرائيلية أن بإمكانها تحقيق انتصار سهل على الدفاع الجوى المصرى فى هذا القطاع الذى يعتبر من وجهة نظر إسرائيل هدفًا منعزلًا لتجمع الصواريخ وعلى الرغم من كثافة الهجمات وشراستها استمرت عناصر الدفاع الجوى تكبد العدو خسائر فادحة فى كل هجمة مما كان له أكبر الأثر فى تشتيت ضرباته وعدم إصابته لأهدافه.


وقامت قوات الدفاع الجوى بدور بطولى ظهر فى سرعة استعادة الموقف بالنسبة لأى أعمال أو خسائر فى المعدات كانت تتم بسرعة فائقة وكفاءة عالية جعلت من الدفاع الجوى فى هذا القطاع والذى ظنه العدو لقمة سائغة فكان حائطا آخر استنفد من العدو الكثير من الجهد وكبده العديد من الخسائر.


عندما وجدت كتائب الصواريخ التى تعطلت نتيجة لبعض الإصابات يزيد عن الكتائب الصالحة فى القطاع تم إيقاف الاشتباك بالصواريخ حتى يظن العدو أنه نجح فى تدمير جميع الكتائب وأمرت بأن يقتصر الاشتباك على المدفعية المضادة للطائرات وصواريخ الكتف ودفع بأطقم إصلاح على أعلى مستوى من قيادة قوات الدفاع الجوى حيث قامت تحت الضرب المتواصل بعمل بطولى من الدرجة الأولى وتمكنت فى أقل من 48 ساعة من إصلاح جميع الكتائب المعطلة ولقد تطلب الأمر خلال هذه الساعات الكثير من الصبر وضبط النفس فرغما من إلحاح قادة كتائب الصواريخ على السماح لها بالاشباك إلا أن قائد القوات صمم على عدم استئناف الاشتباك إلا بعد ما تأكد من إصلاح جميع الكتائب ليضمن مفاجأة العدو بضربة قوية بأكبر عدد من كتائب النيران فى نفس الوقت.


كانت المفاجأة كاملة عندما جاءت الطائرات الإسرائيلية لتطير مطمئنة فوق بورسعيد على ارتفاع أكبر من مدى المدفعية المضادة للطائرات فإذا بعشرات الصواريخ تنطلق من المواقع التى ظنوا أنها دمرت وتساقطت الطائرات الإسرائيلية بالجملة وسط هتاف الجنود وشعب بورسعيد واستمر الصراع فى بورسعيد يدور على هذه الوتيرة العدو يدفع بطائراته بكثافات كبيرة ويتحمل العديد من الخسائر فى معظم الأحيان وينجح فى بعض الأحيان فى إصابة وتدمير عدد من كتائب الصواريخ لبعض الوقت ولكنها تعود مرة أخرى لتكبده الخسائر فكانت قوات الدفاع الجوى بحق حائط صد ضد أطماع العدو ومخططاته.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2