فى أسبوع تساقط الفانتوم .. الدفاع الجوى يحطم «غرور العدو»

فى أسبوع تساقط الفانتوم .. الدفاع الجوى يحطم «غرور العدو»حرب اكتوبر

مصر5-10-2021 | 20:40

«العمل والسرعة والإتقان» سمات أساسية لقوات الدفاع الجوى التى تحطم على صخرتها التكبر والغرور الإسرائيلي، ما جعل العدو فى حالة رعب لما يخطط له قادة الدفاع الجوى المصرى، ممثلا فى إنشاء حائط الصواريخ الذى اعتبره المحللون «متاهة العدو»، واكتسبت قوات الدفاع الجوى خبرة فائقة فى التخطيط والتفكير وإدارة أعمال القتال وسرعة التصرف والذكاء فى مختلف المواقف بالإضافة الى اكتساب القوات خبرة عملية فى استخدام المعدات الإكترونية المعقدة كما تم تطوير أساليب التدريب بطريقة مبتكرة وفعالة بعيدة عن الأساليب التقليدية مما أكسب قوات الدفاع الجوى فاعلية فى التأثير على العدو وإلحاق خسائر فادحة وضربات موجعة بقواته.

كانت الخطة الإسرائيلية متمثلة فى مهاجمة تجميع الصواريخ الجديدة فى أضعف نقاطه وهى الأطراف وبعد القضاء عليها يتحول الهجوم إلى كتائب الوسط لذا ركزت الطائرات قصفها ضد الكتيبتين الشمالية والجنوبية وقد اشترك أكثر من موقع فى صد هذا الهجوم ونجح قادة الألوية فى توزيع الأهداف المعادية على وحدات النيران بدقة وأداروا المعركة بمهارة فكانت مذبحة الفانتوم والاسكاى هوك وأسر ثلاثة طيارين وكانت المرة الاولى التى تسقط فيها طائرات الفانتوم .


انتصارات ومذابح


وسيذكر التاريخ بحروف من نور صباح 30 يونيو 1970 حيث قام العدو باستطلاع المواقع التى تم احتلالها بطائرتين فانتوم كما قام بهجمة جوية بـ24طائرة لاستهداف كتائب حائط الصواريخ فنجح الحائط فى إسقاط 4 طائرات معادية 2 فانتوم
و2 سكاى هوك وأسر 3 طيارين وكانت تلك المرة الأولى التى تسقط فيها طائرة فانتوم ورغم حدوث بعض الخسائر فى كتائب الصواريخ إلا أنه تم استعادت قوتها فورا لإحداث تماسك فى حائط الصواريخ فاعتبر هذا اليوم عيدا للدفاع الجوى يحتفل به كل عام.
فى الساعة الحادية عشر و48 دقيقة قبل ظهر اليوم التالى الموافق الأول من يوليو 1970 دفعت إسرائيل بطائرة استطلاع تحت غطاء من الإعاقة الإلكترونية المركزة وفى حماية مجموعة من الطائرات المشاغلة التى تحلق على ارتفاعات متوسطة وتقترب من مناطق نيران وحدات الصواريخ ولكنها لا تدخل فى مداها المؤثر وكان الهدف من طائرات المشاغلة هو جذب انتباه نيران وحدات الصواريخ بعيدا عن طائرات الاستطلاع ولم تشتبك وحدات الدفاع الجوى مع هذه الطائرات بينما اشتبكت مع طائرة الاستطلاع ولكن لم تنجح فى إصابتها.
وفى الساعة الثالثة وعشر دقائق عصر يوم
5 يوليو 1970 حاولت الطائرات الإسرائيلية مهاجمة التجميع وأسقطت طائرتين إحداهما فانتوم والأخرى سكاى هوك وتم أسر طيارين إسرائيليين وفى صباح 7يوليو 1970 اقترب تشكيل جوى معادى لمهاجمة كتائب الأطراف وعلى الفور تم الاشتباك معه وقبل أن تبدأ الطائرات فى الهجوم تم إسقاط طائرة فانتوم وفور سقوطها فرت باقى الطائرات فى اتجاة الشرق ونتيجة لهذ الخسائر توقفت إسرائيل عن مهاجمة تجميع الصواريخ واكتفت بتوجيه هجمات متفرقة ضد القوات البرية وقد أطلق الغرب على تلك الأيام أسبوع تساقط الفانتوم.


فى صباح 8 يوليو 1970 اقتربت الطائرات الإسرائيلية على ارتفاعات منخفضة جدا وعاودت مهاجمة كتيبتى الأطراف ولم تحدث خسائر فى الطرفين وإن كانت أطقم المدفعية المضادة للطائرات قد أبلغت عن إصابة إحدى الطائرات المعادية فخلال الفترة من 1وحتى 8 يوليو نجح حائط الصواريخ فى تنفيذ عدد من الكمائن التى أسقطت 12طائرة معادية منهم 6 فانتوم و6 سكاى هوك وأسر طيارين وكانت البداية لتآكل سلاح الطيران الإسرائيلى وحتى وقف إطلاق النيران أعلنت مصر أن دفاعها الجوى أسقط 16 طائرة خلال 38 يومًا وكان رقما متواضعا إذ لم تكن القيادة المصرية تعلن عن تدمير أى طائرة دون العثور على حطامها.


كانت نتائج تلك المعارك وما حققه رجال الدفاع الجوى من بطولات له دلالات خطيرة قلبت موازين الخطط الإسرائيلية رأسا على عقب ويمكن حصر أبرز هذه الدلالات فى أن إسقاط الطائرات الإسرائيلية فوق جبهة السويس بالصواريخ عكس تطورا جذريا بالغ الخطورة أجبر إسرائيل على إعادة النظر ليس فى استراتيجيتها العسكرية فحسب ولكن فى سياستها العامة كذلك.


وكان نجاح قوات الدفاع الجوى فى اقامة قواعد الصواريخ دليلا على أن الهجمات الجوية الإسرائيلية المركزة فشلت فى منع إقامة هذه القواعد بمنطقة الجبهة والتى كانت تعد المهمة الأولى للقوات الجوية الإسرائيلية فكان وجود قواعد الصواريخ المصرية يمثل تحديا أساسيا لأبرز الوسائل الحيوية التى تمثل قوة الردع الإسرائيلية وهى القوات الجوية فحرمها من تفوقها الجوى فوق منطقة القناة بعد أن نقص هذا التفوق عندما اضطرت إسرائيل إلى إيقاف هجماتها الجوية فى عمق الأراضى المصرية مما يضع القوات الإسرائيلية فى موقف دفاعى على الضفة الشرقية للقناة ضد قصف المدفعية المصرية أو حشد قوات مصرية قادرة على العبور وتدمير خطوطها الدفاعية مما يشكل تهديدا مباشرا للعدو.

أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2