قال سفير دكتور محمد نعمان جلال، مساعد وزير الخارجية للتخطيط السياسي سابقا، إنه من الذكريات الجميلة والاحتفالات بذكرى حرب أكتوبر 1973 المجيدة .
وذلك لعدة اسباب منها:
الأول: إنها أعادت للجيش المصري وللشعب المصري ثقته بنفسه بعد هزيمة يونيه 1967
الثاني: إنها كسرت أسطورة أن الجيش الإسرائيلي لا يقهر.
الثالث: أعادت ل مصر دورها القيادى العربي والعالمي بعد ذلك النصر العظيم.
الرابع: إنها أبرزت القوة العربية باستخدام السعودية وبعض الدول العربية الأخرى سلاح البترول ضد الدول الأوروبية والولايات المتحدة الذين كانوا يدعمون إسرائيل ويتجاهلون حقوق العرب خاصة حق شعب فلسطين.
الخامس: إن حرب أكتوبر المجيدة تلازمت مع العاشر من رمضان المبارك آنذاك وهذه المناسبة ذات أهمية بالغة وللتذكرة بغزوة بدر الكبرى التي حقق فيها المسلمون أول نصر على الكفار. بينما حرب أكتوبر 1973 والعاشر من رمضان بالنصر الذي حققته أكدت الوحدة الوطنية للشعب المصري وجيشه البطل فقد كان المهندس المسيحي المصري هو الذي ابتكر عملية مهمة بتدمير خط بارليف بخراطيم ضخمة للمياه، وقام المصريون بالتهليل والتكبير عند عبور الجيش المصري قناة السويس وخط بارليف ودخول أرض سيناء الحبيبة التي عاش كثير من أصحاب الديانات السماوية الثلاث.
السادس: تم تحرير أرض سيناء المحتلة بعد إطلاق الرئيس بطل حرب أكتوبر المظفرة، ثم جاءت مبادرة السلام وعقد معاهدة سلام أبرزت للعالم بأسره حرص مصر على السلام ونجاحها فى طرحه أفكاره ومبادئه عبر سياستها الخارجية وأعادت كل متر من أرض سيناء بما فى ذلك طابا إلى حضن الوطن، كما سحب الإسرائيليون المستوطنون اليهود فى بعض المستوطنات التي أقاموها عدوانًا وغدرًا على أرض سيناء.
السابع: أطلقت مصر العمل السلمي لإعادة حقوق شعب فلسطين من خلال ما عرف باسم مفاوضات الحكم الذاتي الفلسطيني رغم تراجع القوة الفلسطينية والقوة العربية تحت ضغط وخداع العناصر المتطرفة والمتشددة ولم تحقق تحرير أراضيها فى الجولان أو فى جنوب لبنان أو فى فلسطين إلا عندما لجأ الفلسطينيون إلى المباحثات بينهم وبين الإسرائيليين فى أوسلو وكانت معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية قد اعترفت للفلسطينيين بحقوقهم ومنها حق تقرر المصير وهو ما كاد يتحقق لولا سيطرة المتطرفين الإسرائيليين والفلسطينيين مما أدى لتجميد المباحثات والتراجع عن التفاوض السلمي واللجوء الإسرائيلي للقمع ضد الفلسطينيين وعدم تنفيذ اتفاقات السلام التي وقعها قادة إسرائيل و فلسطين بشهادة مصر واستضافتها للمباحثات أكثر من مرة بين الطرفين وكان يمكن أن يتحقق تغير جذري علي أرض فلسطين لو كان العقلاء فى الدول العربية وبين شعب فلسطين كانوا أيدوا مبادرة السلام للرئيس أنور السادات وبنوا على وثيقة الحكم الذاتي لكن التطرف أساء لدى بعض دول المنطقة. وها هي مبادرة إقامة العلاقات الإماراتية بل الخليجية بوجه عام مع إسرائيل تعبر عن أهمية إحياء عملية السلام لتسوية النزاع العربي الإسرائيلي والنزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
الثامن: إن الصمت العربي والدولي والخلاف الإقليمي من دول متطرفة وتطالب بتشدد كلامي فهي لم تقدم شيئًا لتحرير أراضيها المختلفة بل عملت قياداتها بالتعاون أو بالأحرى بالخضوع لدول خارج المنطقة العربية، وهكذا انساقت قيادات عربية لدول معادية رغم وجودها فى المنطقة مثل إيران وتركيا وبعض الدول الكبرى. كما أن شعب فلسطين انساقت بعض قياداته وراء الإرهاب القادم فى المنطقة من دول الجوار غير العربي وهذا يعبر عن ضعف الرؤية الاستراتيجية وضعف الفكر الوطني والقومي لتلك الدول والمتاجرة بالشعارات التي
لا تقدم سوى الأوهام للشعوب.
التاسع: إن حرب أكتوبر المظفرة لم تكتف بتحرير سيناء الحبيبة أو بالدفاع عن قضية فلسطين إنما امتدت للسياسة الخارجية ل مصر وللعالم العربي.
العاشر: وعلى الساحة الداخلية ل مصر جرى تطوير النظام السياسي والسماح بمزيد من نشوء الأحزاب الوطنية وتحرير الصحافة المصرية لتقود وتعزز دور القضاء ونتيجة دور المحكمة الدستورية العليا. وتعزيز دور القوات المسلحة بعد نصر أكتوبر لتلعب دورًا رئيسيًا فى حماية الوطن وتطوير التنمية الداخلية بما فى ذلك مشروعات الأمن الغذائي وتطوير الريف المصري ونشر تعزيز البنية الأساسية وتعزيز دور الشباب والمرأة وإصدار قانون متطور للأحوال الشخصية إصدار دستور مصري جديد بعد ثورة 30 يونيه 2013 وصدور قوانين جديدة للاستثمار وللقطاع العام وبروز ظاهرة المجتمعات العمرانية مثل مدينة 15 مايو، مدينة السادات، مدينة 6 أكتوبر مدينة برج العرب ومدن جديدة فى المنيا وبني سويف مدينة العبور ومدينة بدر والأكثر أهمية الآن هو مدينة القاهرة الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة ونشر المدن الكبرى فى سيناء وفى الساحل الشمالي ل مصر على البحر الأبيض المتوسط وغيره. وحقا رفع الرئيس عبد الفتاح السيسي عدة شعارات ذات دلالة فى مقدمتها شعار تحيا مصر وبناء مصر وتطوير العمران وزيادة الإنتاج وهكذا الكثير.