فى العاشر من رمضان السادس من أكتوبر 1973 أعاد الجندى المصرى الكرامة للامة العربية فى معركة تلاحمت فيها قوى الشعب مجتمعة ساعية للنصر الذى تحقق بإيمان وعزيمة الجندى المصرى الذى أثبت للعالم أنه خير أجناد الأرض، وكان لكل فرد وفئة من أفراد المجتمع المصرى دوراً محدداً فى المعركة ليس بحمل السلاح فقط، فها هم رجال الأزهر يقومون بالنصح والإرشاد والتوجيه، وبث روح الأمل والتوكل على الله وبث الثقة فى النفوس ، فلم يتخلف علماء الدين عن القيام بدورهم وأداء الأمانة الدينية والوطنية التى تحملوها، و تأهيل الأمة لخوض معركة رفع راية الحق ورد العدوان وتحقيق النصر واسترداد الأرض و العرض.
وهاهم العمال فى المصانع والشركات يحققون مزيداً من الإنتاج لتوفير الإحتياجات اللازمة للمعركة و الشعب ، بل و تقديم منتجات للتصدير للخارج لتوفير العملة الصعبة ،إنتاج مصانع المحلة للنسيج وكفر الدوار وشبين الكوم وانتاج مصانع إيديال للثلاجات والسخانات ومنتجات قها وادفينا.
وخلال فترة الاستعداد للمعركة وأثنائها لم يتغيب عامل عن شركته أو مصنعه، بل لم يحصل عامل على إجازة عيد الفطر، فالكل كان يقوم بدوره فى المعركة الداخلية تزامناً مع معركة السلاح على الجبهة حتى تحقق الانتصار، فقد قام عمال مصر بدوراً وطنياً بالغ الأهمية حيث قام بإمداد القوات المسلحة بكل ما تحتاجه من الأغذية والملابس،والمفروشات للأسرة.
وكانت كل هذه الجهود العمالية فى المصانع والشركات لتلبية إحتياجات الجيش والشعب تحت شعار لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ، وقد انتظمت الأعمال فى كل الشركات والمصانع خلال فترة الحرب ولم يطلب عامل من العمال اجازة فى عيد الفطر الذى أعقب الإنتصار العظيم وكان هذا هو العبور العظيم الذى أعاد للأمة العربية كرامتها وعزتها وقوتها .
وها هم عمال مصر الوطنيون المخلصون يحققون عبوراً جديداً نحو تحقيق أهداف التنمية الشاملة المستدامة بالبناء والتعمير والمشروعات القومية العملاقة ، فى كل بقعة من بقاع مصر الحبيبة نهضة صناعية كبرى ونقلة اقتصادية من خلال مشروعات ملموسة على أرض الواقع بإنشاء المدن الجديدة وتنفيذ مشروعات تنموية متنوعة بين صناعة وزراعة وتجارة، وتنفيذ شبكة طرق كبرى تعمل على الحد من التكدس وتقليل فاقد الوقت لدى الجميع و ربط محافظات مصر مع بعضها البعض من خلال شبكة الطرق القومية ، على الرغم مما ترتب من آثار فيروس كورونا وتداعياته خاصة على الطبقة العاملة ليس على مستوى عمال مصر بل وعمال العالم و بإعتبار أن العمال يمثلون الشريحة الأكبر فى المجتمع المصرى تأثراً بالجائحة وتداعياتها.
وقد ظهر واضحاً حرص القيادة على العنصر البشرى فكانت القرارات والمبادرات التى حافظت على العمال فى قطاعات الدولة المختلفة وخصوصاً دعم العمالة الغير منتظمة وكانت المبادرة الأكبر مبادرة حياة كريمة التى استوعبت عدداً كبيراً من العمال المصريين فى كافة المجالات وفى جميع المحافظات التى شملتها مبادرة حياة كريمة ، كما تبلور ذلك فى تلك القرارات الرئاسية والتى تمثلت فى رفع الأجور و المعاشات وتنفيذ الحد للأجور فى القطاع الخاص.
أن عمال مصر الشرفاء لم يغيبوا يوماً عن المشهد فهم دائماً فى قلب الحدث فى مشهد من الحب والتناغم دعماً للدولة فى مواجهة التحديات التى تحيط بمصر ، فلم يتخلف العمال عن القيام بدورهم على الوجه الأكمل فلم تنل منهم الشائعات المغرضة والأكاذيب المضللة ، بل إنهم واجهوا هذه التحديات والشائعات بإستمرارهم فى أعمالهم وزيادة انتاجهم ثقة واصطفافاً حول القيادة السياسية.
وعلى الجانب الآخر فإن عمال مصر قادة العبور نحو التنمية يأملون فى سن تشريعات اجتماعية تحقق الحياة الكريمة لهم ولأسرهم وإصدار قانون العمل بحيث يُحدث توازناً بين أطراف العملية الإنتاجية الثلاث الحكومة وأصحاب الأعمال والعمال ، وهذا ما سيؤدى بدوره الى مزيداً من الإستقرار فى مواقع العمل والإنتاج.
وعمال مصر وهم يحتفلون بذكرى النصر العظيم يثمنون دور القيادة فى الحفاظ على المقدرات وتحقيق العبور الجديد الى الحياة الكريمة والتنمية الشاملة التى تليق بمكانة مصر وأبنائها .
حفظ الله مصر