قدمت الجمعية المصرية لهواة المسرح، العرض المسرحى "رطل لحم (تاجر البندقية)"، تأليف وليم شكسبير، إعداد وإخراج محمد زكريا دويدار، تدور احداث المسرحية حول تاجر شاب من ايطاليا يدعي انطونيو ينتظر مراكبه لتاتي اليه بمال تجارته، لانه يحتاج للمال الفوري من أجل صديقه بسانيو الذي يحبه كثيرا، لانه أراد التزوج من المرأة التي يحبها، وفي المسرحية خيوط أخرى تتحدث عن عداء اليهود وبغضهم لكل الديانات وعن الحب والثروة والرغبة في الانتقام.
أعقب العرض الندوة النقدية، قال د. عمرو دوارة مفتتحا الندوة، رطل لحم يحيلنا إلى نص إبراهيم حمادة الذى كتبه بنفس العنوان، وأشار الناقد محمد الروبى أن السينوغرافيا هى المنظر المسرحي الذى هو عامل مساعد للرؤية وليس العكس، وهي الوسيلة الأساسية لتوصبل رؤية المخرج للمتلقى، والحقيقة فإن هذا العرض اهتم كثيرا بمسألة الصورة على حساب الرؤية الفكرية للعرض، وها أنت تقدم تاجر البندقية بدلالتها المعروفة، وهناك عروضا قدمتها تتعاطف مع شايلوك، ووجهة النظر فى المسرح التي يُخدم عليها المنظر المسرحى أهمها الممثل الذى لابد أن يفهم رؤية المخرج، بتأمل المشهد المسرحي فى البداية؛ فإنه لا يوجد تناسقا عندما تحدث الحركة فى المشهد الأول، لأن نص تاجر البندقية أهم شئ فيه الكلمة، ولم أستطع الربط بين الحركة والكلمة، والمخرج كان مهموما بالشك، وكل مشهد فى نهايته سوكسيه.
كما أوضح أن هناك فرقا كبيرا جدا بين الإيقاع الفنى والرتم، ومن الأخطاء الشائعة في عالم المسرح أن الإيقاع لابد أن يكون سريعا، والسرعة تحدث خللا فى الإيقاع، وعلى الممثل أن يكون فاهما لما يقول، وأفضل مشاهد العرض هو مشهد المحاكمة، والذى وقع فيه شايلوك بصوت مستعار.
أما د. أحمد عزت فقال أحترم الفريق الذى يقدم أعمال وليم شكسبير كما هي، مضيفا أنه كان محظورا ١١٧٩م أن يتعامل المسيحيون بنظام التداين أو الاقتراض، وتم نبذ المجتمع اليهودى لهذا الشأن، مضيفا أن الديكور يتحرك، وهذا شىء جميل، لكن السؤال الذي يمكن طرحه هو: هل هذا يتفق مع السياق الدرامى؟، وهناك لوحة فوسفورية على اللوحة التي فى الخلفية، وصوت الممثل لابد أن يكون من الداخل وليس من الخارج، ولابد من تدريب هذا الكيان، وتحريك الممثل للقطع الديكورية شىء جميل؛ لكن لابد أن يتم توظيف، شايلوك، أما عن التمثيل فأحيي ممثلى العرض جميعهم، كذلك الإخراج والتعبير الحركي،
وأشار الناقد حمدى حسين إلى أن ما شاهده هو مشروع لعرض جيد، لكن ما حدث أن أغلب العناصر جديدة، والعمل كان يحتاج إلى وقت أكبر؛ وأن مع دخول الممثلين والقطع الديكورية وجدنا ارتباكا، واللحظة الأولى من العرض عبقرية، لكن لابد من تدريب الممثلين على مخارج الألفاظ وعلى التمثيل، الأمر الآخر هو كلمة السينوغرافيا التى بدأت منذ الإغريق وتطورت مع الفرنسيين، ثم تطور اللفظ ليصبح كل شيء موجود على المسرح، من فراغ وديكور وإضاءة وممثلين هو مسئولية السينوغراف، ولكن للاسف فإن هذا غير موجود فى مصر سوى عند وليد عونى فقط، والمصطلح هنا به إشكالية ولابد من ضبطه.
وقال د. عمرو دوراة إن الناقد محمد الروبى أشار إلى إنه في عام ١٩٨٨ بدأ المهرجان التجريبي الذى أفادنا كثيرا فى المصطلحاتـ ولكن على من هذه الإفادة فقد أضرنا فى فن الإلقاء، خاصة في الاهتمام بالصورة على حساب الكلمة، وكتاب فن الإلقاء لعبد الوارث عسر كتاب مهم جدا، لابد من قراءته، النقطة الثانية أشار الروبى إلى كيفية تناول النصوص الأجنبية بشكل عربي ومعاصر، واللوحة الأخيرة كانت مهمه جدا، وتداخل الفنان حازم شبل قائلا: أنا عضو فى الهيئة العالمية للسينوغرافيا، وهو مصطلح قديم اختلفوا عليه، وانتهى إلى أن المصطلح هو كل ما يخص تصميم المنظر المسرحي، وأضاف شبل أنه لابد أن نترك الجمهور ليأخذ شحنته المسرحية، وليس ضروري أن نمسك المايك ونقول قدمنا كذا، أما المركب فأي تكنولوجيا خادمة للحالة، ولكن أن تأخذ عينى هذا ما لا يجب أن نصرف نظر المتفرج عنه.
يأتي برعاية ا.د إيناس عبد الدايم وزير الثقافة، وفى اليوم الثانى ل مهرجان مسرح الهواة بالجمعيات الثقافية فى دورتة الثامنة عشرة دورة "ملك الجمل.. خالتى بمبة"، برئاسة الشاعر مسعود شومان، والذى تقيمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة المخرج هشام عطوة، من خلال الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة د. هانى كمال، بفرع ثقافة بورسعيد بإقليم القناة وسيناء الثقافى برئاسة الكاتب محمد نبيل، والذى يقام على مسرح قصر ثقافة بورسعيد فى الفترة من 2 إلى 7 أكتوبر الجارى.