أكد الدكتور أحمد يوسف أحمد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أنه من المستحيل الفصل بين ما هو عسكري ودبلوماسي، لأن جزءً الانتصار العسكري تمّ بجهد دبلوماسي قدير، لافتًا إلى أن حرب أكتوبر شهدت تفاعل أبعاد محلية وعربية ودولية.
وأضاف أحمد، خلال حوارها مع الإعلامية قصواء الخلالي مقدمة برنامج "في المساء مع قصواء"، عبر شاشة "CBC"، أن حرب عام 1967م كانت نقطة البداية في حرب أكتوبر، حيث لم يكن هناك ما هو أفدح من هذه الهزيمة، حيث جدد الشعب المصري الثقة في الرئيس جمال عبدالناصر بعدما تنحى عن منصبه.
وتابع أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: "اللي بيقول إن التنحي كان تمثيلية ناس مش عارفة حاجة ولا شافت حاجة، لأن معنى خروج الشعب يوم 9 يونيو أنه يقول إننا لن نستلم وسنقاوم"، لافتًا إلى أن اليوم التالي مباشرة شهد تغييرا في قيادة القوات المسلحة وبداية فورية في إعادة البناء العسكري.
وأكد الدكتور أحمد يوسف أحمد، أن يوم 1 يوليو 1967م شهد خوض القوات المسلحة المصرية معركة قوية في منطقة راس العش، وفي اكتوبر من العام ذاته أغرقت أكبر قطعة بحرية في الأسطول الإسرائيلي "إيلات"، وقبلها في يوليو كان الطيران المصري يدك المواقع الإسرائيلية في سيناء.
وأشار، إلى أن البعد العربي متمثل في أن عروبة الصراع العربي الإسرائيلي حيث كانت الهزيمة عربية، بعدما جرى احتلال سيناء والضفة والجولان، وبالتالي شهدت حرب أكتوبر المجيدة أول عمل عسكري عربي ضد إسرائيل بخطة إسرائيلية واحد وساعة صفر واحدة في التاريخ العربي المعاصر.
ولفت أحمد، إلى أن الفريق سعد الدين الشاذلي الذي كان رئيسا للأركان في هذا الوقت وأمين عام مساعد جامعة الدول العربية قام بتحرك دبلوماسي عسكري في الدول العربية، في إطار قرار أصدره المجلس العربي المشترك، كانت رسالته للدول العربية مفادها "مصر قررت أن تحارب فما المساعدة التي ستقدمه لمساعدتنا؟".
وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الحرب عندما اندلعت شاركت 9 عربية عسكريا بدرجات متفاوتة وكان لذلك تأثير كبير، على الجبهتين المصرية والسورية، وأعتبر استخدام سلاح النفط عمل استراتيجي متكامل.
وأوضح، أن أعظم ما في حرب أكتوبر كانت تحديا للإرادة الدولية، ففي عام 1971 صدر بيان أمريكي سوفيتي مشترك يؤكد على أهمية الاسترخاء العسكري في الشرق الأوسط، فقد كان الجميع يعتقد أن مصر أصبحت جثة هامدة.