«شوقى علام»: انتصار أكتوبر كان ملهمًا للمصريين بكثير من القيم الراقية

«شوقى علام»: انتصار أكتوبر كان ملهمًا للمصريين بكثير من القيم الراقيةشوقى علام

مصر8-10-2021 | 22:25

هنأ فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، ورجال القوات المسلحة البواسل، والشعب المصري، بذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، داعيًا المولى عز وجل أن يديم على مصرنا الغالية وأهلها الأمن والسلام.
وأكد فضيلة المفتي -في تصريح صحفي الليلة- أن انتصار السادس من أكتوبر كان ملهمًا للمصريين بكثير من المعاني والقيم الراقية التي نحن في أمسِّ الحاجة إليها في عصرنا الحاضر من أجل رفعة الوطن ورخائه؛ مشيرًا إلى أن الجيش المصري ضحى -ولا يزال يضحي- بالكثير من أجل حماية هذا الوطن وتحقيق استقراره، وقدَّم لمصر آلاف الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم ليرفعوا راية مصر خفاقة ويردوا كيد المعتدين.
وأوضح أن دَور العلماء في دعم الجنود -فضلًا عن غيرهم من فئات الشعب المصري كله- جسَّد أسمى معاني الوحدة والتكاتف في تلك الفترة العصيبة من تاريخ مصر التي كُللت بالنصر، وقدَّم كافة أشكال الدعم لأبنائه من رجال القوات المسلحة الذين عبَّروا عن إرادة الشعب في حماية مقدراته ومقوماته من أي عدوان أو طغيان أو احتلال.
ولفت النظر إلى أن الله عز وجل حفظ مصر في أصعب الظروف من الضياع، وأن جند مصر هم خير أجناد الأرض؛ لأنهم في رباط إلى يوم القيامة. وأشار إلى الوصية النبوية بأهلها؛ لأن لهم ذمة ورحمًا وصهرًا. وهذه أمور تتابع على ذكرها وإثباتها أئمة المسلمين ومحدِّثوهم ومؤرخوهم عبر القرون سلفًا وخلفًا؛ انطلاقًا من الأدلة الشرعية الصحيحة والثابتة في ذلك، فضلًا عن ذِكر مصر في القرآن بشكل صريح 35 مرة، ونحو 70 مرة تلميحًا.
وأوضح أن الأحاديث التي تشهد بأن هذا الجيش في خير وعافية إلى قيام الساعة هي شهادة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتشمل كل من انتسب إلى هذا الجيش، فخيرية الجيش المصري لم تأتِ من فراغ، وإنما نتيجة إرادة صادقة لرجال أوفياء؛ وهذا الفضل يفسر سر إقبال الشباب على الالتحاق بالكليات العسكرية والخدمة العسكرية لنيل هذا الشرف.
واعتبر فضيلة المفتي أن الأخذ بالأسباب والتوكل على الله وحسن التخطيط والاستعداد والتضحية هو ما يؤدي إلى الفوز والنصر، وأن تحقيق النصر لا يكون أبدًا للكسالى، ولكن لمن تدربوا وخططوا وأخذوا بالأسباب، مشيرًا إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ضرب لنا أروع الأمثلة عندما كان يدبر ويخطط لأمر الحرب، فكان مشاورًا لأصحابه؛ لأن أمر الحرب أمر خاضع لتغير الزمان والمكان وتجدد فنون القتال.
كما وجه فضيلة المفتي الجمهورية التحية والتقدير إلى كل شهيد بذل روحه فداءً للوطن ولأهله وذويه، وإلى كل جندي يدافع عن وطنه، وكذلك إلى كل عامل وموظف يكافح ويَجِدُّ من أجل رفعة الوطن في أي مجال شريف، مؤكدًا أن هؤلاء هم القوة المطلوب الاستعداد بها واكتسابها.
وقال "إننا نحتاج في أيامنا هذه إلى أن نستلهم من روح نصر أكتوبر المجيد حسنَ التخطيط والجِدَّ في العمل وروحَ الانضباط والتجرد ووحدة المصريين، وإعلاء مصلحة الوطن فوق كل مصلحة، وذلك في أمور حياتنا كافة، إذا ما أردنا أن نواجه تلك التحديات في مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها؛ لأن الأوطان لا تبنى بالأماني فقط، ولكن تحتاج إلى جِدٍّ وتعب حتى تقام على أساس قوي بسواعد أبنائها".
وحول العلاقة بين نصر أكتوبر والنصر في معركة بدر الكبرى، أكَّد مفتي الجمهورية على أهمية المعالم البارزة التي تميَّزت بها معركة بدر الكبرى؛ من إيثار السلم واستنفاد الخيارات المتاحة للحرب، والشورى بين القائد وجنوده. كما كان حوار سيدنا الرسول الكريم والصحابي الجليل الحباب بن المنذر في النقاش المتحضر عن أسباب الحرب ودوافعها، وكذلك التخطيط المدروس، وأعمال الرصد والاستطلاع لخطط وخطوط العدو، كل ذلك يعطي دروسًا مجيدة، وهي بمجموعها كفيلة لتكون في حاضرنا نقطة انطلاق في مسيرة هذه الأمة نحو الاستقرار والتقدم، وتحقيق التكامل بينها وبين العالم والإنسانية.
وأثنى مفتي الجمهورية على المشير محمد حسين طنطاوي رحمه الله قائلًا: إنه "شخصية متفردة وفارس نبيل وأحد رموز مصر الأبرار، فهو القائد الذي قاد سفينة الوطن في وقت المحنة وعبر بها إلى بر الأمان؛ وقد أفنى حياته في الدفاع عن الوطن وخدمة ترابه المقدس، وشارك في معاركه وقاد في وقت عصيب بكفاءة بالغة التصدي للمؤامرات الدنيئة، وقدم نموذجًا يحتذى به، وتتعلم منه الأجيال كيف أن الجندي المصري الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم هو خير أجناد الأرض... نسأل الحق سبحانه وتعالى أن يتغمده بوافر الرحمة والرضوان".

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2