أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن حقوق المرأة في الإسلام مصونة بسياج رباني، وأن هناك فارقًا كبيرًا بين الحقوق التي كفلها لها الإسلام في ظل بيئة يُشكل الدِّين فيها أساسًا لا يهتزُّ في بناء ثقافتها وأنماط حياتها، وبين حقوق صاغتها حضاراتٌ معاصرة وأعطتها للمرأة بعد ما ضربت بأخلاق الدِّين ومشاعر الفطرة الإنسانية عرض الحائط.
وقال الأزهر، في بيان مساء اليوم الجمعة، إن ذلك جاء في الحوار الإذاعي الذي أجراه الإمام الأكبر لأول مرة مع إذاعة الفاتيكان، والذي يذاع مساء اليوم، على هامش مشاركة شيخ الأزهر في قمة قادة الأديان بشأن المناخ والتعليم، والمنعقد بالعاصمة الإيطالية روما، التي يتحدث خلالها عن العديد من القضايا المعاصرة وأبرز محطات علاقة الأزهر مع الفاتيكان.
ويتناول اللقاء تاريخ العلاقات بين الأزهر والفاتيكان وأسس العلاقات بينهما وفترات توقفها وأسباب عودتها على يد فضيلة الإمام الأكبر والبابا فرنسيس، ومبادرات الأزهر للحوار مع الفاتيكان، موصيًا كل من يريد أن يتعرف على تفاصيل القصة الكاملة بقراءة كتاب "الإمام والبابا والطريق الصعب" لمؤلفه الأمين العام للأخوة الإنسانية.
كما كشف الإمام الأكبر عن تأثير نشأته في الأقصر على مسيرته الشخصية وطريقة قيادته لمؤسسة الأزهر الشريف وسر تمسكه بالحوار مع أتباع الرسالات السماوية.
الجدير بالذكر أن شيخ الأزهر في زيارة إلى إيطاليا منذ الثالث من أكتوبر حضر خلالها قمتي قادة الأديان للتعليم والمناخ، كما أجرى لقاءات متنوعة مع عدد من القيادات الدينية والشخصيات السياسية والرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، والاجتماع الدولي "الصلاة من أجل الإنسانية" بحضور بابا الفاتيكان والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وذلك في إطار جولات فضيلة الإمام الأكبر الخارجية لنشر ثقافة الحوار والتعايش بين أتباع الرسالات السماوية، وترسيخ الدور العالمي للأزهر الشريف في نشر السلام وإظهار الصورة الصحيحة لسماحة الإسلام.