قالت وكالة بلاتس العالمية للمعلومات النفطية إن العقود الآجلة للنفط الخام ارتفعت في ختام الأسبوع الماضي على خلفية شح موازين العرض وتقرير التوظيف الأمريكي الضعيف الذي قد يمثل رياحا معاكسة لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المتشدد في سياسته النقدية بشكل متزايد.
وسجلت أسعار النفط الخام مكاسب قياسية في ختام الأسبوع الماضي حيث ربحت 4 في المائة لتسجل أعلى مستوى من المكاسب في سبعة أعوام ما جدد المخاوف الدولية من تفاقم أزمة الطاقة الراهنة.
وأشارت الوكالة في تقرير إلى أن أسواق الطاقة تعاني ضغوط ارتفاع الأسعار بسبب الخوف من تداعيات أزمة الطاقة في أوروبا وآسيا مع اقتراب أشهر الشتاء، مؤكدة أن من شأن ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية أن يضيف رياحا معاكسة على النشاط الاستثماري وعلى مستوى الاقتصاد ككل، وقد يكون هبوطيا للطلب على الطاقة، لافتا إلى أن العقود الآجلة للنفط الخام تداولت على ارتفاع بعد أن قالت وزارة الطاقة الأمريكية إنه ليس لديها خطة فورية لبيع مخزونات النفط الطارئة من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي أو إعادة فرض قيود تصدير على النفط الخام.
يأتي ذلك فيما تستمر مجموعة المنتجين في أوبك+ في الالتزام بزيادة تدريجية محدودة تقدر بـ400 ألف برميل يوميا على أساس شهري على الرغم من تنامي الطلب بوتيرة تفوق التوقعات واستمرار حذر الإنتاج الأمريكي وصعوبة التعافي الكامل من الأضرار التي تسبب فيها إعصاران قبل أكثر من شهر ونصف الشهر.
وتسببت اختناقات الغاز العالمية في إضافة المزيد من الطلب على النفط الخام كما أسهمت الأسعار المرتفعة في دفع الصين على زيادة الاعتماد مجددا على الفحم وذلك بعدما سجل خام برنت مستوى فوق 82 دولارا للبرميل وفي ظل توقعات بارتفاعات أكبر في فصل الشتاء المقبل.
ونوه بلاتس إلى ما قالته وزيرة الطاقة الأمريكية جينيفر جرانهولم من أن الإجراءات المالية الأمريكية يجري اتخاذها من أجل مكافحة ارتفاع أسعار البنزين، مشيرا إلى تحول تركيز السوق مرة أخرى نحو تشديد أرصدة العرض مع اقتراب أشهر الشتاء.
ونقل عن محللين دوليين تأكيدهم أن تسارع التحول من الغاز إلى النفط يمكن أن يعزز الطلب على النفط الخام المستخدم لتوليد الطاقة في شتاء نصف الكرة الشمالي المقبل ومع ذلك قد تتجه الولايات المتحدة إلى الشتاء بأدنى مخزونات من زيت التدفئة على مدار عدة عقود، مشيرا إلى أن بيانات إدارة معلومات الطاقة تظهر أن مخزونات نواتج التقطير المستخدمة لكل من الديزل وزيت التدفئة كافية لتلبية 31.2 يوم من الطلب مشيرا إلى أن هذا هو أقل مستوى للمخزونات منذ 2000.
من جانب آخر، ذكر تقرير "أويل برايس" النفطي الدولي أن القلق من أن الطلب العالمي على النفط قد يضعف في المستقبل كان أحد الأسباب التي دفعت مجموعة المنتجين في تحالف أوبك + إلى الالتزام باتفاقهم الأصلي لإضافة 400 ألف برميل يوميا على أساس شهري من الإمدادات النفطية المجمعة للأسواق في نوفمبربدلا من الاستجابة لطلبات المستهلكين بضخ إنتاج إضافي أوسع.
وأشار إلى أن السبب الآخر في توقف تحالف المنتجين عند زيادة شهرية قدرها 400 ألف برميل يوميا هو احتياج اقتصادات العديد من المنتجين لتجاوز تداعيات أزمات مالية واقتصادية كبيرة حدثت فور اندلاع جائحة الوباء ما يتطلب حاليا المحافظةعلى ارتفاع الإيرادات التي تتمتع بها جميع الدول المنتجة للنفط بسبب ارتفاع أسعار النفط.
وأضاف التقرير أنه على الرغم من ذلك تدرس مجموعة أوبك+ جميع الخيارات وتأخذ بعين الاعتبار اقتراحات المستهلكين وبقية الأطراف المعنية بالصناعة وتراجع تقارير المنظمات الدولية المعنية بالطاقة، لافتا إلى أن الاجتماع الأخير لوزراء الطاقة في مجموعة أوبك ناقش بالفعل اقتراحا بإضافة معروض أكبر بمقدار 800 ألف برميل يوميا ولكن في نهاية المطاف تم استبعاد هذا الخيار بعدما تحقق توافق وإجماع المنتجين في المجموعة على ضرورة التمسك بالترتيب الأصلي لخطة زيادة المعروض النفطي.
وأشار إلى أنه وفقا للخبرات السابقة وتجارب التعامل مع دورات اقتصادية صعبة خاضتها الصناعة وتقدر بسبع دورات اقتصادية بحسب تأكيدات محمد باركيندو أمين عام منظمة أوبك فإن أوبك صارت أكثر حذرا في خضم الأزمات الدولية لأن أي قرار متسرع يمكن أن يؤدي إلى انخفاض حاد في أسعار النفط الخام.
وذكر أن أوبك عرف عنها التركيز على أساسيات السوق ومراعاة مصلحة المنتجين والمستهلكين وتوازن السوق واستقرارها.
واعتبر التقرير أن حالة الحذر أمر مستحسن بالتأكيد في ظل البيئة الحالية للأسعار والمتغيرات العديدة المؤثرة في استقرار سوق النفط الخام مشيرا إلى أنه يجب أن تظل ذكرى انهيار الأسعار في العام الماضي حاضرة في ذاكرة أوبك+ كما هو الحال بين حفارات النفط الصخري في الولايات المتحدة ومن هنا يجب استمرار انضباط الإنتاج ودراسة قرارات الإنتاج بشكل مسبق ودقيق.
ونوه إلى وجود حالة من التباين في تقديرات مستوى الأسعار الحالية للنفط الخام، موضحا أن مجموعة أوبك+ راضية تماما عن وضع السوق الراهن.