أصدر المجلس الأعلي للثقافة، ديوان جديد، للشاعر نور الدين نادر، ويحمل اسم"لا شيء إلا الفضول"، وهو من ضمن سلسلة "الكتاب الأول"، والديوان هو العدد السابع للسلسلة"، ضم ست عشرة قصيدة، منها: (لكنها تدور)، (أهل الكهف)، (ما قالته الحديقة في اليوم التعيس)، (رسالة من كارل ساجان)، (فضول)، (جمل لا يركب العربة)، (مشهد في السايبر)، (مثل الغرباء)، ويعرض الديوان في منافذ المجلس الأعلى للثقافة.
* من قصائد الديوان:
(ما قالته الحديقة في اليوم التعيس)
لا مرْحبًا بِكَ أيُّها المنْشارُ قُرْبَ ديارِنا
أشجارُنا منْذُ الصباحِ تصيْحُ: لا
أشْعلْتَ في أزْهارِنا نارَ الضنى
جرَّدْتَ مِنْ كلِّ الحدائق ِورْدَنا
خبَّأْتَ في مكْرِ العباءةِ حُلْمَ نعْناعٍ
بلمْلمةِ الأحبَّةِ حوْل نُبْلِ الرائحةْ
والطيْرُ هاجرَ شاردًا عنَّا،
وعاد السوسُ يملأُ أرضنا
يا أيُّها المنْشارُ آنَ لعيْنِكِ الحمْراءِ أنْ تُفْقأْ
وحديْدِك المسْنوْنِ أنْ يَصْدأْ
يا عشْبُ يا شعْبَ الحديقةِ:
صِرْ عصا، شوْكًا لتُرْجِع للحدائقِ ذكْرياتِ رَبيْعِها
ولنا شتاءٌ كيْ نعرِّي زيْفَ لحْيتِهِ بزخَّاتِ المطرْ
ولنا خريفٌ تَجْلِدُ الحطَّابَ ِأغْصانُ الشجرْ
ولنا طيورٌ قدْ تعاوِدُ بالغضبْ
كيْ تُسْقِطُ التاجَ الخشبْ
بِرَدَى الحجرْ
ولنا غدٌ لنجولَ فيه مزارع الرملِ الحزيْنةِ في العطنْ
نُهدي لها ورْدَ الوطنْ
كي نعتذرْ
(أهل الكهف)
ساروا، ولكنْ خلف الذي سرقا
وأنتَ من يمَّمَ الرؤى أفقا
هوَّتُهُم في الطريقِ..هل عَرَفَوا؟
كان عليهم أن يقرأوا الأرقا
يبقى المسيرُ الفتَّانُ فوق حصانِ الرغبةِ الجامحِ الذي نزقا
يَتَّبعُونُ الشعاعَ
دون سؤالٍ
يَعبرونَ السنينَ
دون وِقَا
مثلَ رِحَالِ الجرادِ في شَرَكِ الرملِ،
ولا عينُ تكشفُ المِزَقَا
غَرَّهُمُ مَوْسمُ الظما،
فمشوا لِعَبْقَرٍ،
علَّ فيه بِئْرَ سِقَا
في نُزهةِ الأضواء ابتنوا قُبَبًا
صَلَّوا أمامَ الشيخِ اختبارَ تُقَى
صَلَّوا أمامَ الحشودِ،
واعتنقوا لُؤلؤةَ الضوءِ
أينما انطلقا
والناسُ في حَضْرَةِ الشيوخِ دُمًى،
وآفةُ الناسِ الشيخُ إن نَطَقَا
الكلُّ يسعى وراءَ غَيْمَتِهِ
وأنت تبكي على دمٍ هُرِقَا
وأنت تمضي للصمت في جبلٍ
تَتَبعُ -في الخطوِ- الدمعَ والورقا
وَحْدَكَ في الكهف مثلُ مَرْكَبَةٍ
لو مَشَتْ البحرُ تحتَها انبثقا
إن الحداةَ الأُلى إذا سلكوا
مَسْلَكَ نفطٍ لأدركوا الطُّرُقَا
لكنْ كهوفُ السؤالِ واسعةٌ في قمِّةِ الوقت،
تفْرِزُ الأفُقَا
نَقْبَعُ فيها،
نَفِي كَمَنَ سَبَقُوا:
أن تَطْبُخَ الشمسُ الطينَ والقَلَقَا
ببطءِ مَنْ يَصْنَعُ الكوى،
ليُلاقِي النورَ في أوجهِ الذي عَشِقَا
من شَافَ في صبره
شعاعَ رؤًى
فَهَامَ يصبو، وَصَدَّقَ الحدقا
لو لاح في قنديلِ الجباهِ دجى
شَمَّرَ ساقًا،
وَزَيَّتَ العرقا
الرملُ معنًى ولن نُضيِّعَهُ
لَكنَّهُ الآن يُشْعِلُ الشفَقَا
يُشَتِّتُ الطينَ في حَرَارَتِهِ
لو اتَّكَا فوقه لَمَا احترقا