أمل إبراهيم تكتب: عاشت الأسامى.. متى تبدأ علاقة الإنسان باسمه؟

أمل إبراهيم تكتب: عاشت الأسامى.. متى تبدأ علاقة الإنسان باسمه؟أمل إبراهيم تكتب: عاشت الأسامى.. متى تبدأ علاقة الإنسان باسمه؟

*سلايد رئيسى2-11-2017 | 14:20

ربما تكون أولى المعارف التى يتعلمها الإنسان هو أن يلتفت لنداء يتكرر باستمرار، و هو اسمه.

حتى الحيوانات مثل القطط والكلاب يمكن أن نختار لها أسماء ترتبط بها ومع الوقت تعرف أنها تخصها ، ولحظة اختيار الأسم من أهم اللحظات التى يمر بها الوالدين حتى يستقرا على أسم المولود، ومنعا للحيرة والمشاكل كانت هناك كثير من الطقوس التى أرتبطت بنا فى أختيار أسماء الأطفال، وفي "السبوع" يوضع فوق المولود إبريق من الفخار به ماء وحلي من الهدايا، أما التسمية فتتم بطريقتين:

إما يوقد فوقه إبريق من الفخار يتدلى منه سبع فتائل مسماة بأسماء ذكور لو كان المولود ذكر أو أسماء إناث لو كانت أنثى، ثم توقد جميعها،  ويسمى باسم آخر فتلة تبقى مشتعلة تيمنًا بطول عمره، أو يذهب الأب بسبع قوارير مسماة بأسماء مختلفة ليختار منها أحد الصالحين فيكون هذا اسمه.

والغريب أن هناك أسماء غير مقبولة وتثير السخرية عندما يكبر الطفل ويناديه أصحابه أويذهب إلى المدرسة وتسبب حرجا لحامليها، ولا نعرف السبب تحديدا فى اختيارها إلا أن أحد التفاسير يعود إلى فترة كانت تنتشر فيها الأمراض بين المواليد، وكثرت فيها الوفيات بين الصغار، وكان الأهل يرون أن السبب هو الحسد، وعلى الآباء أن يحترسوا مع أى حمل قادم ويختاروا للمولود أسما يستطيع أن يدرأ العين، ويمنع الحسد ويقهر الموت وغالبا يكون له علاقة بالفقر أو التسول أو حتى أسم أحد الحيوانات، ولذلك ليس غريبا أن تجد أسماء شهيرة فى مصر مثل: الجحش، أو البغل، كما أن هناك ألقابا تطلق على بعض الأشخاص نتيجة عاهات حدثت لهم وتصبح علامة ثم تتحول إلى أسم ارتبط بالبعض مثل :الأعرج والأعمش .

لا أحد يفكر فى مدى التأثير السلبى للاسم على نفسية صاحبه، أو أنه أول هدية من الأهل لأبناءهم، وعليهم أن يحسنوا الاختيار، كم مرة قابلت بنت لاترغب فى اسمها وتختار اسما مغايرا للتدليل، وتخجل من ذكر الاسم الحقيقى.

وهل فكرة التمسك بنقل اسم أم الزوج أو الزوجة إلى الطفلة أمر مهم؟! أو سبب سعادة إذا كان من الأسماء القديمة أو الثقيلة فى عصرنا الحالى؟! ، لماذا نتمسك ببعض العادات البالية لمجرد العناد الذى يضر ولا يفيد ؟!

من ناحية أخرى فإن أفلامنا ومسلسلاتنا قامت بدور لابأس به فى نشر العنصرية تجاه بعض الأسماء التى ارتبطت بأدوار الخدم، وبوابين العمارات، أو حتى البلطجية، حتى شوهت كثير من الأسماء التى لها معانى جميلة لكنها سكنت قاموس المرفوض من خلال الشاشة.

الأسماء الجميلة مفتاح التعريف بأى شخص نقابله، وبرغم ببساطة الموضوع إلا أنك داخل نفسك سوف تعرف أن هناك أسماء تحبها لأنك قابلت من يحملون نفس الأسماء لهم صفات أعجبتك، والعكس صحيح.

الأسماء بيوت مهما تغير سكانها وتغيرت خصالهم ولكن يبقى البيت الجميل مبعث للراحة والجمال ..فهلا زينا بيوتنا وبيوت من حولنا.

أضف تعليق