كتب: عاطف عبد الغنى
عاصم عبد الماجد القيادى الشهير بالجماعة الإسلامية، الهارب الآن فى قطر، المدرج على قوائم الإرهاب التي أعدتها الدولة، والصادر بحقه العديد من الأحكام القضائية عن جرائمه الإرهابية، ضد الدولة المصرية، والمنتظر إسقاط الجنسية المصرية عنه بحكم قضائى، كشف خلال الأيام القليلة الماضية من خلال كتاباته على صفحته "الرسمية" على موقع "فيسبوك" عن حجم الخلاف الكبير الدائر بين قيادات وأتباع الأطياف الثلاثة التنظيمية للإسلام السياسى (الإخوان والجماعة الإسلامية والسلفيين) بفضحه لممارسات الإخوان خلال فترة حكمهم بعد ثورة يناير وحتى قيام ثورة 30 يونيو وعزل مرسى الذى يجاهر عبد الماجد، من خلال كتاباته أنه نادم على مساندته ويصفه بالفاشل، حين يرد على منتقديه الذين يكيلون له الاتهامات هو الأخر فيقول لأحدهم عن مرسى بالنص ودون تصحيح للإملاء أو اللغة التى يكتب بها "سرداته" :
" رغم إني لم أقل هنا أن الرئيس فشل..لكنك أنت أقحمتها إقحاما.
فدعني أقولها للناس بصراحة الرئيس فشل!!!
نعم فشل.
أم أنت ترى ما حدث نجاحا باهرا."
كذب أقرع ...
فيرد عليه منتقده مهاجما ، فاضحا، متهما ما يكتبه بأنه "كذب أقرع" ، ويثنى بالهجوم على، سليم عزوز الكاتب المتأسلم، ومن الرد يمكن أن تفهم أن هذا المهاجم غير بعيد، وفى الغالب هو من معسكر، السلف أو الإخوان، حيث يقول فى رده:
" ليس مثلك من يقدر علي إخراج "الجماعات" من متاهتها بضبابية الرؤية وما تطرحة من أبعاض أفكار ... هل تسمي هذا الإفك أفكارا وإجتهادا ورؤية؟؟؟ ... ما هذا إلا قالب من ورق تصب فيه حمم من الغل القديم والمفاصلة المفتراه بين فرق شتي تدعي شراكة مقحمة!...
تقرر بلا وجل نيابة عن الأمة فشل الرئيس في القيادة ثم تعود وتكرر فريتك مئات المرات ساعيا أن يستقر ذلك في ضمير الأتباع والأنصار فلا يرد كأحد بطلب الدليل وإقامة الحجة آملا أن تسكن تلك الإدعاءات في النهاية خلف باب "المسلمات".. فشل في قيادة من؟؟؟
.. الجماعات الإفتراضية التي تصدرت أول صفوف الخذلان والتنصل؟
أم في قيادة الثورة التي بحسب إدعائك بلا قائد؟ .
.. تارة تتحدث عن أخطاء "الحركة الإسلامية" ثم تجمع تلك الأخطاء المجهلة عند جماعة الإخوان وتمضي مهرولا إلي ملجئ النصح الرشيد وتصحيح المسار, مشيرا إلي أشياعك أن يتبعوك إلي بر السلامة .
.. وتارة تلقي التبعة علي الأمة المكلومة بكم والتي تحتاج إلى الإعداد والتجهيز دون أن تقدموا لها شيئا مما قدمه الأخوان ... هنيئا لكم "بعزوز الثورة" الذي سلك مسلككم .
.. هنيئا لكم بأنجب تلاميذ روزا اليوسف وهنيئا له بكم.
وينتهى الأخير فى رده إلى أن يقول له:
أولي بكم أنتم الإعتكاف بملجئكم فلقد خرجتم من المشهد السياسي في الدفعة الأولي ولتتدبروا ما قدمتم للأمة وكيف السبيل إلي الرجوع.
وفى سياق آخر يقدم عبدالماجد ما يسميه مقترح خارطة طريق "بعد أربعة أعوام ونصف من تصدر الإخوان المشهد وقيادتهم سفينة الوطن ومساعدة كافة أطياف الإسلاميين لهم." كما يقول، ويضيف: "وبعد قرابة عامين من توقف السفينة في عرض البحر مما يهدد سلامتها ومما أحدث حالة من الإحباط والإرباك، وبعد مناشدات متكررة للربان أن يمارس دوره".
تنحية الإخوان
وتكتشف سريعا من كتابة عبدالماجد أنه يدعو الجماعة الإسلامية لتنحية الإخوان بعد تصدر سابق للمشهد، وانه يرشح جماعته بديلا لهم فى القيادة، (السياسية بالطبع)، وفى المنازعة على السلطة، ومن كلامه نقتبس الآتى:
" ولما كانت الجماعة الإسلامية هي الشريك الأول للإخوان طوال الفترة الماضية، وكانت ولا تزال رافضة أن تقفز من السفينة المتوقفة في عرض البحر تتلاطمها الأمواج، فإنهم يصيرون الآن هم المعنيين بالإمساك بالدفة."
مضيفا : "خاصة وللجماعة خبرة سابقة في التعامل مع النظام العسكري سلما وحربا وتفاوضا وصلحا، مع تسليمي بوجود اختلافات بين اليوم والأمس."
الرأى العام
وفى "سرد" آخر يعمد عبد الماجد إلى ما يسميه استغاثة بالرأى العام للحكم بينه وبين الإخوان، مع التهديد الدائم بكشف أسرار الإخفاق وأسبابه ويكتب عبد الماجد الآتى تحت عنوان: "وأنا أستغيث بالرأي العام !!! " فيقول:
" للشيخ / صلاح أبو اسماعيل (رحمه الله وحفظ ولده الشيخ / حازم) جملة لطيفة كان يفزع إليها إذا أعيته الحيلة مع مخالفيه .. كان يقول (أنا أستغيث بالرأي العام)".
.. ويواصل:
"أليس هؤلاء هم أصحاب الحق في معرفة ما فعل بهم. أم هؤلاء مجرد أنفار نستدعيهم لانتخابنا ثم نصرفهم بعد فوزنا.
ثم نستدعيهم للثورة ضد عدونا فيقتل أبناؤهم وترمل نساؤهم وتدمر حياتهم ثم نتركهم دون أن يعرفوا ما هذا الذي حدث بهم.
لنسأل الرأي العام هل تريد معرفة حقيقة ما جرى.. أم أنك متنازل عن حقك في المعرفة مراعاة لمشاعر المضطهدين والمعذبين. (هذا مع اعتقادي ان موضوع المضطهدين والمعذبين مجرد شعار يرفعه بعض الناس لإرهاب بقية الناس عن بيان أسرار الإخفاق وأسبابه).
ويتوجه عبدالماجد إلى أخوانه من الإخوان فيسألهم:
هل يوافقني إخواني من قيادات الإخوان الذين يوجد كثير منهم في بلاد الغربة في أحوال ربما أفضل من حالي وعندهم حقائق كثيرة يبدونها ويخفون كثيرا منها."
وهنا يرد عليه متابع من السلفيين يحمل "بروفيله" اسم أبو الحارث المنصورى فيقول:
"مع احترامى لك لم تتعلم من درس الإخوان السابق لكم أيام حكم الظالم مبارك وضحكوا عليكم مرة ثانية فى حكم مرسى من النهاية الإخوان تريد دولة الأستاذية العالمية مثل ملالى إيران، مرشد هنا، وآخر هناك، وأنتم أى الجماعة الاسلامية والإخوان سبب انتكاس الدعوة ومن أسباب الفتنة بمصر"
وفى فقرة أخرى يقول " ماذا استفاد منكم المسلمين سوى الفتن ودائما أنتم الصواب وغيركم الخطأ مع السب واللعن والقدح إلى نهاية قاموس الغيبة والنميمة فكيف ينصركم الله وانتم لستم أهل لنصرة دينه سوى الشعارات، والنعارات، والدماء، فى رقيبكم إلى يوم الدين، كنتم تتمنون الشهادة لماذا هربتم وتركتم من صدقكم، اتقوا الله وتوبوا إلى الله واعترفوا بالخطأ واطلبوا العفو من العلماء حتى ينصركم الله أو عودوا بالمراجعات والاعتذارات للدولة كما سبق وفعلتم"
هو بسحنته
ويبقى من هذه المعركة المشتعلة على القيادة والريادة والمزايدة على الدين والإيمات والتضحيات، ما يكشفه عبدالماجد عن مستوى ذكاء ذريته، فوارثه الأبن الذى حامل جيناته يظن أن أبيه يعيش داخل التليفون المحمول الذى يظهر على شاشته، وندع عبد الماجد يحكى بنفسه حين يسأل ولده هل يوافقه على الاستغاثة بالرأى العام فيقول:
" هل يوافقني ولدي الصغير عمر الذي لا يراني إلا صورة على شاشة هاتف والدته فظن أنني أحيا داخل الهاتف وأنني أنام وأصحو وآكل وأشرب داخل الهاتف!!".