ماهر فهمى يكتب: أهبل فى بلاد المجانين

ماهر فهمى يكتب: أهبل فى بلاد المجانينماهر فهمى يكتب: أهبل فى بلاد المجانين

*سلايد رئيسى2-11-2017 | 22:14

ورزق الهبل على المجانين.. وهذا شفته بعنية.. فكتب القدر أن أسافر إلى مدن القمار وغيره.. وألت وأعجن على كيفى.. فيما شافته العين وسمعته الأذن.. والأولة كانت لاس فيجاس بأمريكا فى أثناء الدورة الأولمبية.. حرضنى الإعلامى الكبير فايز الزمر نائب رئيس التليفزيون أن نخطف ليلة فى بلد السحر والترويح لاس فيجاس.. فشددنا الرحال.. ومال على مال حب من الرمان فأنبهرنا بالمدينة التى أنشئت فى صحراء نيفادا.. وانبهرنا بأضوائها وكم الأموال التى تصرف فيها، والمكن الذى فى كل مكان لتلعب حتى فى الحمامات.. وحتى لايترك لك فرصة إلا وتلعب بفلوسك.. وكل ما استطعنا أن نراه فى هذه الليلة شو أى عرض ضخم فيه من الإبهار المسرحى والاستعراضى والمصروف عليه الملايين ليأتى بالمليارات.. وخرجت من هذه المدينة بحكمة أن الفلوس تتكلم..

وبعدما كانت بطولة العالم لكمال الأجسام بلاس فيجاس.. وسافرت لتغطية الحدث.. ومكثت شهرا فى أكبر فنادقها سيزر أوتيل الراعى للبطولة ورغم أنه أضخم الفنادق وأفخمها إلا أنه خصص للدورة أسعار خاصة.. والبطولة من تقاليدها تستغرق شهراً.. وكان الزميل المرحوم مصطفى حفظى الناقد الرياضى بآخر ساعة من "الجورى" فى هذه البطولة أى لجنة التحكيم.. فكان مصدراً أساسياً للأخبار.. وهو عضو فى الاتحاد المصرى والدولى.. فلم أعتمد عليه وحده كمصدر.. عاملا حساب أنه يعمل فى مجلة أخرى.. وكان عبدالحميد الجندى بطل العالم فى كمال الأجسام أكثر من مرة هو رئيس الاتحاد المصرى ورئيس البعثة.. والله يرحمه كان زميلى فى الجامعة فكان مصدرى الأساسى يمدنى بكل جديد.. وداخل الفندق كل وسائل الترفيه ..فهو على آلاف الأمتار.. وفيه الكافيهات والبارات والمراقص والمسارح.. بل وهناك صور لجميلات تحت الطلب لو كنت وحيداً لتؤنس وحدتك وكله بثمنه.. لأن مبدأه الفلوس.. والفلوس وبس واللى ما معهوش ميلزمهوش.. وعلى رأس الزائرين ملياديرات الولايات المتحدة.. يسهرون من فندق لفندق فى الشوارع ومعهم الصناديق التى فاز بها.. وبها أيضا ما يلعبون به من ملايين.. وهم مأمنين.. وعندما سألتهم هذا خطر؟.. قالوا: كل شىء هنا محمى بالمافيا.. ولهذا هناك تمثال لآل كابولى أول عصابة مافيا.. وقالتها لى: سوزى.

أظنك تقول من سوزى.. وأقول لك قابلتها فى مطار نيويورك وكان فى طريقها لتلهو وتلعب فى لاس فيجاس.. وهى صاحبة دار نشر وواضح عليها الثراء.. وسألتنى بعد أن تعرفت على.. هل فى إمكانى أن أصادقها لمدة يومين حتى يأتى صديقها بعد يومين.. وسألتنى هل يمكننى أن أكون صديقا شريفا.. فقلت: أنا كذلك.. ثم انطلقت أحكى لها أنننى فى مطار نيويورك وأنا فى طريقى للاس فيجاس وقبل مقابلتك زنقنى عملاق أسمر.. ورفعنى بأن ضغط بأصابعه على ظهرى فاعتقدت أنه مسدس.. وقال: أعطنى ما فى جيبك من دولارات ولا تكذب.. وكنت أفرق نقودى على أكثر من جيب بل وفى الجوارب أيضا.. فمددت يدى دون تردد على جيبى.. وكان فيه 200 دولار وأعتيطه دون أن يشك أن هناك فلوس فى أماكن أخرى.. فدهشت عندما قال: شكراً وانصرف.. فأستغرقت فى الضحك وقالت: هو عاوز فلوس يسكر بها وبس.

وفعلا كانت نعمة الصديقة لمدة يومين حتى أتى البوى فريند..

ونحن واقفين فى المكن.. وجدنا المكنة الكبيرة تزغرد وتملأ الدنيا ضجيجا لأن أحد اللاعبين عليها كسب مليون دولار.. وهى تتمادى فى زغرودتها طول ما الدولارات الفضة تملأ المكان المخصص لها.. ليأخذها صاحب النصيب وينصرف وداخل فندق السيزر مجموعة فيلات للشخصيات العامة.. وتعرف على البعثة مصرى مهاجر اسمه فايز ولكنه غير اسمه إلى جيمس.. وحكى قصته أنه أتى إلى الولايات المتحدة فى العهد الناصرى ومعه 5 دولارات وعمل فى أحقر المهن.. حتى واتته الظروف أن يعمل سمسار عقارات فكسب المليارات.. وأصبح كما يطلقون عليه مستر كارد بلانش يعنى لاشىء يصعب عليه.. وهو يملك طائرة خاصة.. ولوجود البعثة المصرية قرر ألا يغادر السيزر أوتيل إلا بعد انتهاء البطولة.. وكان الغذاء والعشاء بل والأفطار عنده فى الفيلا.. وكان خير مشجع لأبطالنا ..

وسافرت بعد ذلك إلى مونت كارلو وسان ريمو وكلاهما مثل بعضها يعيشان على السياحة.. ونفس الصورة هى الصورة فيها نفس الكازينو المهم والرئيس وهو كقلعة كبيرة وعلى السلالم الغانيات من كل نوع وصنف والجديد أنهم يتفقون على السعر.. الساعة لاصطحابك بمائة دولار والبيات ليلة بـ 500 دولار.. وعندما تنورنا إنصرفنا إلى الداخل ، وفى لعبة الكوتشينة، يخسر من يخسر بالآلاف.. ولكن ما أدهشنى هذا العربى الذى خسر مليون دولار فى أقل من نصف ساعة.. وغادر وهو يغنى كان عهد جميل.. فقطعت عليه نشوته.. وقلت له: تتبنانى ..فضحك وأنصرف.

ومونت كارلو على حدود فرنسا وسان ريمو على حدود ايطاليا فرنسا.. وقد كتبت مجموعة من المقالات بعنوان: أهبل فى بلاد المجانين.

أضف تعليق

خلخلة الشعوب و تفكيك الدول

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2