على غرار فضيحة «أوراق بنما».. ملكة بريطانيا وبوتن وعدد من المشاهير يهربون من الضرائب بوضع أموالهم فى «الجنة»

كتب: عاطف عبد الغنى

فضيحة جديدة عن الملاذات الضريبية الآمنة لعدد من مشاهير العالم فى كثير من المجالات، بعد الفضيحة التى تفجرت العام الماضى، والتى اشتهرت باسم "أوراق بنما" والتى أظهرت وثائقها أو أوراقها كيف تمكن بعض أغنى الأفراد والشركات في العالم من إخفاء أموالهم في شركات لم تحمل اسمهم، وتمكنوا من شراء السلع الفاخرة والمنازل بأسعار أرخص أو الاستثمار في "المركبات" والتهرب من الضرائب فى ذات الوقت.

الفضيحة الجديدة تحمل اسم "أوراق الجنة"، وكشفت عنها – اليوم الأحد – صحيفة  "الجارديان" البريطانية، التى أفردت ملفا كاملا للفضيحة جاء فيه أنه تم تسريب 13,4 مليون وثيقة تفضح البيئات الدولية حيث يتم التهرب الضريبي بطرق معقدة ومزيفة تعمل من خلالها بعض المؤسسات لحماية ثرواتها بشكل قانوني.

وقد تم استثمار ملايين الجنيهات من ممتلكات الملكة الخاصة في صندوق جزر كايمان كجزء من محفظة خارجية لم يسبق الكشف عنها من قبل، وفقا للوثائق التي كشفت في تحقيق في الملاذات الضريبية في الخارج.

وسربت الأوراق ملفات المعاملات المالية لملكة بريطانيا الملكة إليزابيث الثانية، وعرضت للمرة الأولى كيف عقدت الملكة، من خلال دوقية لانكستر، صفقاتها الاستثمارية، ووضعت المال في مجموعة من الشركات.

وجاءت تفاصيل تعاملات الملكة فى شركات الـ "أوفشور" فى 13.4 مليون ورقة سربها اثنان من مقدمي الخدمات فى تلك الشركات وسجلاتها ومن واقع سجلات 19 من تلك الملاذات الضريبية الآمنة.

فى حين كشفت دوقية لانكستر أنه ليس لديها فكرة عن استثمارات الملكة التى استمرت لمدة 12 عاما في "برايثوس" حتى كشفتها صحيفة الجارديان، وفضحت الملكة وشركاء آخرين لها منهم أعضاء في إدراة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، و في مشروع دولي يسمى أوراق الجنة .

وكشفت أيضا الأوراق أن مؤسستين حكوميتين روسيتين - لهما علاقات وثيقة مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين - قامتا بتمويل استثمارات كبيرة في تويتر وفيسبوك من خلال شريك تجاري لجاريد كوشنر ، وفقا لما كشفته الوثائق المسربة.

وجرى الاستثمار من خلال قطب التكنولوجيا الروسي يوري ميلنر الذي يملك أيضا حصة في شركة يملكها كوشنر صهر دونالد ترامب (زوج ابنته أيفانكا) وكبير مستشاري البيت الأبيض.

وتأتى هذه الوثائق المسربة من "أوراق الجنة"، وهي بالملايين، والتي عرضتها الجارديان، نتيجة تحقيق صحفى استقصائى أنجزته كل من "الجارديان" بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين (إيسيج) وشركاء آخرين، جنبا إلى جنب مع غيرها من الملفات التي لم يبلغ عنها سابقا.

وجدير بالذكر انه قد تم الكشف فى شهر إبريل 2016 عن فضيحة "أوراق بنما" وتم الكشف من خلالها على أكثر من 11 مليون وثيقة تم تسريبها من مكتب محاماة واحد، هو "موساك فونسيكا" الذى يحمل جنسية بنما.

وكان هذ المكتب، أو هذه الشركة البنمية تستفيد من معظم خيارات شركات الـ "أوف شور" القانونية المتاحة لصالح عملائها، في ذات الوقت الذي تتجاهل فيه الإلتزامات القانونية لهذه الشركات، كما حددها المنظمون الذين يفترض فيهم أن يضمنوا أن غاسلي الأموال والسياسيين الفاسدين لا يستخدمون هذه الشركات لغسل أموالهم .