فى مبادرة رائعة نظم المجلس الأعلى للإعلام جلسة حوارية مع وزير الرى بحضور القيادات من المؤسسات الصحفية والإعلامية ب مصر وكان اللقاء بالقناطر الخيرية.
تحدُّث الوزير الدكتور محمد عبد العاطى عن أن اللقاء يتزامن مع احتفالات الدولة بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة وأن هذه الملحمة كان مفتاح النصر فيها مدفع المياه وهو نفسه مفتاح التنمية.
وأن وزارة الرى والموارد المائية تعمل بكل جهد على إدارة رشيدة للموارد المائية فى مصر وتعظيم العائد لسد العجز وتوفير الاحتياجات المستقبلية لذا كان توجه الدولة لوضع استراتيجية متكاملة 2050 تعتمد على عدة محاور أهمها إعادة تدوير المياه والتفوق على معدلات التدوير إلى أربعة مرات للاستفادة من كل قطرة مياه مع إنشاء أكبر محطة على مستوى العالم لهذا الغرض فى بحر البقر.
مع الاستفادة من مياه البحر والتوسع فى محطات التحلية على مستوى الشواطئ سواء فى البحر الأحمر أو البحر المتوسط لتوفير احتياجات المواطن وسد الفجوة بين المتوافر من مياه النيل واحتياجات المواطن والزراعة فى مصر.
وبدأت محطات التحلية فى الانتشار وفق خطة وضعتها الدولة.. بل ويتم التصنيع لهذه المعدات الازمة للمحطات داخل مصر مع الإصرار على الاعتماد على الذات ونقل وتوطين التكنولوجيا فى العديد من المجالات وتعظيم الناتج المحلى، إضافة إلى المشروع القومى لتبطين الترع والمساقى على مستوى المحافظات وفق خطة لهذا المشروع الكبير الذى يمتد إلى كل القرى والنجوع لوقف الهدر فى المياه من الترع والمساقى التقليدية.
وهذا جزء مما تقوم به الدولة فى مبادرة «حياة كريمة» لكى تصل المياه لكافة الاستخدامات سواء للزراعة أو مياه الشرب.
وأوضح وزير الرى أن الدولة لن تسمح بحدوث أزمة مياه فى مصر أو حدوث ضرر فى حصة المياه التى تصل مصر وأن مصر تؤمن بالتنمية لها ولجميع دول حوض النيل وهذا مايؤكده الرئيس عبد الفتاح السيسي فى كل المحافل الدولية وآخرها فى زيارته إلى المجر ومقابلة دول تجمع فيشجراد بأن مصر لاترغب فى أن تكون المياه سببًا للحرب والصراع وأن موقف مصر ثابت بضرورة التوصل لاتفاق قانونى لملء وتشغيل سد النهضة.
كما أضاف الوزير عبد العاطى أنه من الطبيعى أن يكون هناك قلق لدى المواطنين حول سد النهضة.. ولكن يجب ألا يكون قلقا مرضيا.. علمًا بأن الوضع «شبه متجمد حاليًا» فيما يخص المفاوضات وأن هناك اتصالات مختلفة من دول وقنوات مختلفة ولكن لا ترقى لمستويات طموحنا.
لذا القاهرة تطالب بآلية واضحة ومدة زمنية محددة مع وجود مراقبين دوليين للتوصل إلى اتفاق عادل وجاد حول سد النهضة.
ومن الجميل فى هذا اللقاء أن نجد فريقًا من وزارة الرى من الشباب سواء فنيين أو مساعدين للوزير على قدر من العلم والخبرات وإعداد الخطة الخاصة بالدولة 2050 والعرض الراقى بشكل علمى مع الإجابة على كل التساؤلات التى وجهت لهم.
وأكد وزير الرى على التأثيرات الإيجابية للمشروعات الكبرى التى تقوم بها مصر لاستغلال كل نقطة مياه.. وإنه عند انتهاء هذه المشروعات ستكون مصر من أكبر الدول فى العالم فى استخدام وإعادة استخدام المياه.
ومن أبرز التحديات التى تواجه المخطط موارد مصر المائية المتجددة من المياه محدودة ومعظمها يأتى من النيل مع كميات مياه الأمطار و المياه الجوفية العميقة بالصحارى بإجمال 60 مليار متر مكعب وفى المقابل حجم الاحتياجات المائية يصل إلى 114 مليار متر مكعب سنويًا.
ويتم تعويض هذه الفجوة من خلال إعادة استخدام مياه الصرف الزراعى و المياه الجوفية السطحية بالوادى والدلتا، إضافة إلى استيراد منتجات غذائية من الخارج.
وهنا تأتى أهمية دور الإعلام فى توعية المواطن تجاه قضايا ترشيد استخدام المياه وهى من أهم النقاط فى المؤتمر التى نأمل أن تساهم فى تغيير بعض السلوكيات للمواطن إيمانًا بأن كل قطرة مياه تساوى حياة.
لذا فإن أسبوع القاهرة للمياه الذى أعلنت عنه وزارة الرى صار علامة دولية لمؤتمرات المياه وتشارك فيه الكثير من دول العالم من جميع القارات.
وإن الدولة تواجه تراكمات خمسين عامًا بالتعامل مع جميع المشكلات وأهمها التعديات على النيل ووضع آليات رادعة وتنفيذ واحترام القانون.
وقد أكد الكاتب الصحفى كرم جبر أن هذه الجلسة الحوارية فى القناطر الخيرية تذكرنا دائمًا بأن مصر هبة النيل وستظل دائمًا.
وتوجه بالشكر لمعالى وزير الرى ومؤكدًا على أهمية الحوار والإطلاع على كافة المستجدات وخاصة فى القضايا المهمة.. وشارك العديد من الزملاء بالأسئلة التى تحدث وزير الرى مجيبًا عن كل استفسار.
رؤية جديدة ومنهج يشكر عليه كل من وزارة الرى والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والزملاء المشاركين ومن هنا يكون البناء والتواصل الإيجابى ليعرف المواطن ماذا تقدم الدولة وخطواتها لمواجهة المشكلات.
هى مصر العظيمة.