كشفت دراسة طبية النقاب عن عدم فعالية هرمون "الشعور بالرضا" في المساعدة في تخفيف حدة أعراض إضطراب طيف التوحد لدى الأطفال.. وعلى الرغم من الدلائل الواعدة من الأبحاث المبكرة، لم تجد تجربة سريرية جديدة أي دليل على أن الأطفال المصابين ب التوحد يستفيدون من بخاخات الأنف التي تحتوي على هرمون "الأوكسيتوسين"، هرمون "الحب والشعور بالرضا"، مؤكدين أن النتائج جاءت مخيبة للآمال.
وأوضح الباحثون أن الأمل كان مدفوعا بالنتائج الإيجابية في بعض الدراسات الصغيرة التي اختبرت الإصدارات الاصطناعية من الأوكسيتوسين - وهو هرمون طبيعي في الجسم يدعم الترابط، سواء بين الأم والطفل أو الشركاء الرومانسيين.
ومع ذلك، وجدت التجربة الجديدة أنه على مدى 6 أشهر، لم يُظهر الأطفال الذين تناولوا بخاخة هرمون "الأوكسيتوسين" مكاسب في قدراتهم الاجتماعية أكثر من أولئك الذين أعطوا رذاذًا أنفيًا وهميًا.
وقال الدكتور لينماري سيكيتش، الأستاذ في كلية الطب جامعة "كاليفورنيا" الأمريكية :"النتيجة المستفادة من هذه الدراسة هي، أيا كانت الفائدة التي قد يراها الآباء باستخدام بخاخات الأنف هذه، فمن المحتمل ألا تكون مرتبطة بالأوكسيتوسين". "ربما يتعلق الأمر بأشياء أخرى تحدث في بيئة الطفل، وليس بسبب استخدام الهرمون".
ووفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، التوحد هو اضطراب تنموي في الدماغ يؤثر على واحد من كل 54 طفلًا في الولايات المتحدة.. فالإضطراب معقد ويختلف بشكل كبير من شخص لآخر.. لكن القاسم المشترك هو أن الأشخاص المصابين ب التوحد يعانون، بدرجات متفاوتة، من صعوبة في التواصل والتفاعل الاجتماعي.
وقال الدكتور دانيال جيشويند، أستاذ علم الوراثة وعلم الأعصاب والطب النفسي ب جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، إن العلاج السلوكي، الذي بدأ بشكل خاص في وقت مبكر من الحياة، يمكن أن يساعد الأطفال على تطوير المهارات الاجتماعية.. قال: إن غالبية الأطفال يستجيبون، لكن ليس الجميع يستجيب بشكل كامل.. وتكمن الفكرة الأساسية وراء إعطاء الأوكسيتوسين في أنه قد يسهل استجابة أفضل للتدخلات السلوكية.