محتضنا جثمانه.. أب يموت حزنا على ابنه ويفارق الحياة

محتضنا جثمانه.. أب يموت حزنا على ابنه ويفارق الحياةصورة أرشيفية

حوادث وقضايا16-10-2021 | 10:29

واقعة مأساوية، تدمى العيون، وتحزن القلوب، ويقف الجميع أمامها صامتا، مصفقا لهذا الأب، الذى لم يتحمل فراق ابنه، حينما عاد من عمله كعادته، حاملا بعض قطع الحلوى لابنه، وفى يده الأخرى كيس به بعض مستلزمات الدراسة لأدهم، رغم تعبه نظرا لجهده طيلة يوم كامل، إلا أن ابتسامته كانت تسبق كلماته التى قام بها بالنداء على ابنه صاحب الـ14 عاما، لكن لا أحد يرد، رغم أنه منذ دقائق كان لا يزال معه على هاتفه المحمول.

اعتقد الأب أن ابنه خرج لشراء بعض الأشياء، أو ذهب مع أحد من زملائه، لكنه تعجب فى نفس الوقت لأن أدهم حينما يخرج لابد ان يبلغه، دخل الأب إلى حجرة ابنه ليتأكد أنه ليس نائما، وبهدوء شديد حتى لا يزعجه كان يناديه باسمه، يريد أن يفاجأه بما أحضره له من حلوى ومستلزمات المدرسة الذى طلبها الابن، لكن فجأة انزعج الأب، أسرع وهو يردد "أدهم.. أدهم.. مالك ياابني؟!"، كلمات يرددها الأب ويدها ترتعشان خوفا على ابنه، كان معتقدا انه فاقدا للوعي، متمنيا أن يكون الابن نائما، لكن وجه الصغير شاحبا يميل للإصفرار، فالدم هرب من وجهه وباقى أجزاء جسده، الأب ينادى على ابنه، يحاول إفاقته بحركات على وجهه هنا وهناك، لا يزال غير مستوعبا ان ابنه فارق الحياة، يضع أصابعه على عروقه، لكنها تتوقف عن الحركة، هنا أدرك الأب ان الصغير "أدهم" فارق الحياة وانتقل إلى عالم الحق.

ظل الأب يبكي، يرفع يديه إلى السماء يدعو الله، متمنيا أن يعيده للدنيا مرة أخرى، فى مشهد مأساوي، يبكى أصحاب القلوب المتحجرة، يحتضن جسد ابنه ويضمه إلى قلبه، يقبل يديه وكل جزء فى وجهه، يصرخ ويبكى وكأنه طفل صغير.

فجأة توقف عن هذه بكائه واحتضن ابنه، لكن جسده هو الأخر افتقد للحركة، الأب يحتضن ابنه، لكن كلاهما ذهبا إلى العالم الأخر، فالأب فارق الدنيا هو الأخر حزنا على ابنه، طائر الموت استجاب لرغبات وامنيات الأب ان يغادر هو الأخر إلى ابنه، انه القدر وإرادة الله، لكن المشهد مأساوي، ربما لم تستطع أشهر المشاهد فى الدراما تجسيد هذا المشهد،

فهذا الأب أنقى قلب فى الوجود ولن توفيه جميع العبارات، وأخيرا جاء المشهد الأخير وهو أن أحد الجيران شاهد باب الشقة مفتوحا وقام بالنداء على أدهم لكن لا أحد يرد، دخل فى حرص، ينادى لكن شاهد الابن ووالده فى مشهد قاسى على القلوب، الأب حاضنا ابنه وكلاهما فارق الحياة، تجمع الأهالى وتم إبلاغ رئيس مباحث قسم شرطة المعادي، وعلى الفور انتقل الرائد إسلام أبوبكر، إلى مكان الواقعة، وتبين وفاة الطفل أدهم.س، 14 سنة، وبجواره والده، وبالفحص وبتكثيف التحريات المبدئية، تبين أن الأب توفى حزنا على ابنه حينما عاد ووجده جثة هامدة، وتم نقل الجثتين الى مشرحة زينهم وجارى اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.

أضف تعليق

طحن العظام وتدمير الأوطان

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2