«فيشجراد.. مصر»

«فيشجراد.. مصر»سعيد صلاح

الرأى19-10-2021 | 21:21

لماذا ذهب الرئيس الى بودابست؟.. إنها المرة الثانية، التى يشارك فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي فى «قمة فيشجراد»، الأولى كانت قمة 4 يوليو 2017، وكانت مصر هى ثالث دولة فى العالم تعقد اجتماع قمة مع دول التجمع الأربع، بعد ألمانيا واليابان، وكان الرئيس السيسي هو أول رئيس عربى، وإفريقى، يدعوه «رباعى فيشجراد».

الرئيس يحرص على حضور «قمة فيشجراد» نظرا لأهمية كبرى يكتسبها هذا التجمع الذى كان له موقف داعم ومتقدم على دول كثيرة لثورة 30 يونيو والتحول السياسي الذي حدث فى مصر عام 2013، فهذا التجمع يضم المجر و التشيك و سلوفاكيا وبولندا، ويُعد واحدًا من أقوى التكتلات الأوروبية، حيث يمثل خامس أكبر اقتصاد فى أوروبا والـ 12 على مستوى العالم، ودوله أعضاء فى حلف الناتو، لهذا تضع مصر المجموعة ضمن أهم أولوياتها فى التعاون الاقتصادى والسياسة الخارجية وتحرص على تثبت آليات واستراتيجية للتشاور معها منذ 2016.

وقد أثمرت آليات التشاور والتنسيق والتعاون بين مصر والمجموعة - خاصة دولة المجر التى ستكون بوابة جديدة للغاز المصرى نحو أوروبا بعد خط الغاز المصرى المجرى الجديد - عن إيجابيات كثيرة تمثلت فى وصول مصر إلى العمق الأوروبى أكثر من خلال أهم تكتل فى وسط أوروبا وفتح مجالات أكبر وأوسع للتعاون الاقتصادى والتبادل التجارى، فضلا عن تقارب الرؤى الخاصة بملفات مهمة مثل الملف الليبى وسد النهضة والقضية الفلسطينية وأيضا مكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان، ذلك الملف الذى كان أحد أهم محاور حديث الرئيس السيسي هناك.

استطاع الرئيس السيسي خلال تواجده فى بودابيست أن يضع القارة الأوروبية أمام مسئوليتها الحقيقية تجاه ملف حقوق الإنسان، حينما تحدث عن المفهوم والمعنى الحقيقى لهذه الحقوق، مطالبا أوروبا كلها بـ «مقاربة» مختلفة، وليس منافسة سياسية، متسائلا: هل الدول الأوروبية مستعدة للمساهمة والمشاركة مع دول منطقتنا فى تحسين أوضاعها السياسية والاقتصادية والثقافية؛ حتى نصل إلى المقاربة المقصودة؟ وأعطاهم مثالا على ذلك بحديثه عن التوأمة مع الجامعات الأوروبية ونقل الصناعة وتوطينها.

لقد عكست الرؤية المصرية لملف حقوق الإنسان والتى طرحها الرئيس السيسي فى «قمة فيشجراد» جدية السعى المصرى نحو تحقيق حاضر كريم ومستقبل أفضل للشعب المصرى وشعوب المنطقة كافة وبقى على أوروبا أن تنتقل من خانة الجدل الكبير إلى التنسيق والتعاون وإحداث «المقاربة» التى تحدث عنها الرئيس السيسي.

حفظ الله الجيش .. حفظ الله الوطن

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2