حسن يوسف: تطوير الدراما الدينية.. قضية أمن قومي

حسن يوسف: تطوير الدراما الدينية.. قضية أمن قومي حسن يوسف

ثقافة وفنون19-10-2021 | 23:02

كان الفنان الكبير حسن يوسف، شيخ الدراما الدينية منذ مطلع الألفية، قدم أعمالاً دينية لاقت ناجحًا كبيرًا وقت عرضها، منها مسلسل «إمام الدعاة» والذى سرد فيه قصة حياة الإمام محمد متولى الشعراوى، وكذلك مسلسلات «العارف بالله الإمام عبد الحليم محمود»، و«الإمام النسائى»، و«ابن ماجة»، لكنه توقف عن تقديم هذه النوعية من الأعمال الدرامية منذ سنوات لأسباب كثيرة نعرفها منه من خلال هذا الحوار..

بعد مسلسل «العارف بالله» عام 2008، قدمت أعمالاً اجتماعية مثل: زهرة وأزواجها الخمسة.. مسألة كرامة.. دنيا جديدة.. فلماذا ابتعدت عن الدراما الدينية؟


المسلسلات الدينية لا يقدر عليها المنتج الخاص وحده، وقد تكبدت بالفعل خسائر مالية ضخمة عندما شاركت فى إنتاج مسلسل «العارف» عن الإمام الراحل عبد الحليم محمود، ومع الأسف فإن الأعمال الدينية لا تحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة، ولا بأى اهتمام من القائمين على التليفزيون، حيث تعرض فى مواعيد متأخرة، وهو ما يضعف الإقبال عليها من الجمهور، وعلى الرغم من أن هذه المسلسلات تتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين فى الكتابة والتمثيل والديكور والملابس والإخراج فإنها تضيع وسط زحام المسلسلات الاجتماعية التى تعرض فى أوقات متميزة.


وما الحل؟


الحل أن تعود الدولة مرة أخرى إلى الإنتاج الدرامي، وتقوم بإحياء شركات الإنتاج الحكومية، مثل قطاع الإنتاج بالتليفزيون وشركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات ومدينة الإنتاج الإعلامي، والتى قدمت لنا أهم وأعظم الأعمال الوطنية مثل «دموع فى عيون وقحة» و«رأفت الهجان» فضلاً عن عشرات المسلسلات الدينية والتاريخية، والحقيقة أن الدراما الدينية لا تقل أهمية عن الدراما الوطنية وأنا أعتبر إحياءها وتطويرها ومد يد العون لها قضية أمن قومي.


وما علاقة المسلسلات الدينية بالأمن القومي؟


العلاقة واضحة ووثيقة جدًا وهى ضرورة ملحة الآن لمواجهة التطرف والإرهاب وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الدين وتجديد الخطاب الدينى من خلال وسيلة مؤثرة وغير مباشرة، فالدراما أكثر تأثيرًا من الكتب والمقالات والوعظ المباشر، وتأثيرها لا يقتصر على مصر فقط، فنحن نخاطب من خلالها جميع الشعوب العربية، وكل الدول فى الوطن العربى، تستقى منا الفن والمعرفة»، وهنا تظهر مشكلة أخرى وهى تسويق تلك المسلسلات، لأن الفشل فى توزيع المنتج الدينى هو السبب وراء اختفاء تلك الأعمال من الشاشة.


وماذا عن شركات الإنتاج الخاصة.. أليس لها دور هى الأخرى؟


مع الأسف، فإن شركات الإنتاج الدرامى الخاصة قد وضعت المسلسل الدينى فى ذيل اهتماماتها، حيث تخصص له ميزانية ضعيفة لا تتناسب مع تكلفته، وبالتالى أثر ذلك على جودة العمل رغم أن تلك النوعية من الأعمال تحتاج إلى تكلفة أكبر من الدراما الاجتماعية التى تلتهم كل ميزانيات الشركات، لأن العمل الدينى يتطلب أماكن تصوير تتناسب مع الفترة التى تدور فيها أحداثه، كما أن الجمهور أيضًا ساهم فى ضعف تأثير المسلسلات الدينية لأنه لا يقبل على مشاهدتها لأنها لا تتناسب مع العصر الذى نعيشه.


هل تشعر بأنك حصلت على التكريم الذى يتناسب مع تاريخك الفني.. باعتبارك واحدًا من نجوم الزمن الجميل؟


الحمد لله على تقدير الجمهور وهو أهم شيء بالنسبة للفنان، وقد حصلت على تكريم من الرئيس السابق المستشار عدلى منصور، فى مارس 2013، وهو وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وهو الوسام الذى حصل عليه عمالقة مثل أحمد زويل ومحمد عبد الوهاب وأم كلثوم ونجيب محفوظ وفاتن حمامة وماجدة الصباحى وعزت العلايلى ومحمود ياسين.


ولكنى لا أعرف السبب الذى يجعل القائمين على المهرجانات السينمائية فى مصر، يتجاهلوننى دائما ويكرمون من يستحق ومن لا يستحق وينسوننى أو يتناسونني، والغريب أنهم توقفوا منذ سنوات عن مجرد دعوتى لحضور حفلات افتتاح وختام مهرجاناتهم، ويبدو أنهم حذفوا اسمى من سجلاتهم بعد أن قدمت 5 أعمال درامية دينية، منها «إمام الدعاة» عن الشيخ محمد متولى الشعراوي، و«العارف بالله الإمام عبد الحليم محمود»، و«الإمام النسائي»، و«ابن ماجة» و«الإمام المراغي».


وهل صحيح أنك مشغول الآن بكتابة مذكراتك؟


نعم.. وهى مسألة صعبة للغاية وبدأت فيها منذ سنوات واخترت لها عنوان


«50 عامًا من الفن»، وأحكى فيها رحلتى الفنية ومشوارى الذى قدمت خلاله نحو 120 فيلمًا كممثل ومخرج ومنتج، بالإضافة إلى عشرة مسلسلات والعديد من الأعمال المسرحية والإذاعية، وأعترف أننى كسول جدًا فى مسألة الكتابة، حتى أكتب صفحتين وأتوقف بعدها أسبوعين، وجاءت كورونا لتنشر الكسل أكثر على العالم، وأدعو الله أن يمهلنى العمر لكى أتمها.


هل تعتقد أن هناك سنًا معينة لاعتزال الفنان؟


لا.. وأنا أرى أن لكل مرحلة سنية الأدوار التى تناسبها، لكن الفنان عندنا حين يكبر سنًا لا تكتب له أدوار، وهناك فنانون كبار لا يحتفى بوجودهم بيننا بأعمال تناسبهم.. مع أنه فى السينما العالمية تبرز أسماء فنانين كبار يقدمون لآخر لحظة بطولات مهمة، لكن للأسف الشديد المؤلفون لدينا لا يزالون متوقفين عند البطل الصغير، وإذا استعانوا بفنان كبير يختارونه كضيف شرف ولا يدفعون أجرًا يليق به، رغم أنهم يدفعون الملايين كأجور للممثلين الشباب.


لاقت صورة نشرتها لك مع زوجتك الفنانة المعتزلة شمس البارودى على إعجاب جمهور «السوشيال ميديا».. فهل تتابع مواقع التواصل الاجتماعي؟


هذه الصورة أثارت ردودًا جيدة أسعدتنا وأكدت حب الجمهور لنا، وهذه نعمة كبيرة من الله، وطبعًا أتابع مواقع التواصل لأعرف من خلالها نبض الناس.

أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2