فاز الدكتور عبد الرحيم خلف عبد الرحيم، أستاذ الآثار الإسلامية بقسم الآثار و الحضارة بجامعة حلوان، بجائزة الشيخ جميل عبد الرحمن خوقير رحمه الله وقدرها 10000ريال سعودى، وقد قسمت هذه الجائزة إلى قسمين متساويين الأول فى التراث و الحضارة الإسلامية بمكة المكرمة "أم القرى" والثانى فى أثر الحضارة الإسلامية في أوروبا وآسيا وفاز الدكتور عبد الرحيم خلف بالقسم الثانى.
وتقدم الباحث بثلاثة أبحاث للحصول على الجائزة أكدت على دور الفن الإسلامى لا سيما فن التجريد الإسلامى وتراثه الفنى وتأثيره على الفنون الأوروبية فى العصر الحديث، ودوره فى التحولات الكبيرة التى مرت بهذا الفن على يد كبار الفنانين، وعلى رأسهم الفنان العالمى "بيكاسو" فى ضوء الجوانب الفنية والإبداعية لفنه من خلال محورين الأول: يتناول أسباب وروافد تأثر الفنانين الأوروبيين بجوانب الفنون الإسلامية التى تتمثل بعضها فى تخليه منذ بدايته عن القواعد الفنية الكلاسيكية، حيث إنه لم يعتمد الشك الإنساني ونسبه مقياسًا للجمال الفنى وبذلك كان بعيدًا عن مفهوم الفن الغربي الكلاسيكي فى اعتماده على البعد عن الواقع والبعد الثالث ومحاكاة الطبيعة مع إهمال قواعد النسب التشريحية واستخدام الظل والنور وهو ما أضاف اتجاهات وقيم جديدة للفن الإسلامى، والمحور الثانى: يتناول العلاقة والمقاربات الفنية بين الإتجاهات الفنية للفنون الإسلامية والاتجاهات الفنية للفنان العالمى "بيكاسو".
وقد ألقت الدراسات الضوء على طبيعة فن التصوير الإسلامى كأحد النواتج المعبرة عن خصوصية الحضارة الإسلامية والطابع المدنى الذى تميز به والذى أثّر بدوره على أوروبا حيث تميز التصوير الإسلامى بندرة اللوحات المستقلة الخاصة بالشخصيات والرموز الدينية (مثل الأيقونات المسيحية) التى تعلق فى الأماكن الدينية والمدنية، كما خلت الفنون التطبيقية المرتبطة بدور العبادة والأماكن المخصصة للدفن من المناظر التصويرية سواءً كانت أبواب أو نوافذ أو سجاجيد صلاة أو أدوات أضاءة (تنانير أو مشكاوات أو شمعدانات أو مسارج) أو كراسى مصاحف والتى يستعان بها على شرح العقائد الدينية وتوضيح تاريخ الدين وحياة أبطاله كما فى المسيحية.